الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

النائب البرغوثي يحذر من خطورة المخططات الإسرائيلية ويدعو لحكومة ائتلاف وطن

نشر بتاريخ: 09/03/2006 ( آخر تحديث: 09/03/2006 الساعة: 13:56 )
غزة- معا- حذر النائب الدكتور مصطفى البرغوثي من خطورة المخططات الإسرائيلية التي نشرتها الصحافة العبرية، والرامية إلى فصل غزة كاملاً عن الضفة الغربية وسائر أرجاء الأراضي الفلسطينية، وتقترح المخططات الإسرائيلية تحويل معابر قطاع غزة إلى معابر دولية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وهذه النهاية الطبيعية لخطة فك الانفصال عن قطاع غزة.

وقال البرغوثي أن الأمر الآخر والخطير هو المخطط الإسرائيلي للاستيلاء على أكثر من 42% من مساحة الضفة الغربية المحتلة وضمها لإسرائيل، بالإضافة لضم القدس بالكامل ومناطق الاستيطان، والآن ضم الأغوار.

وكان د. البرغوثي يتحدث في مؤتمر صحفي، عقده في مقر وكالة رمتان للأنباء أمس عقب مشاركته في ثاني جلسات المجلس التشريعي الجديد في غزة، التي وصلها أمس الأول قادماً من الضفة الغربية المحتلة.

وشرح البرغوثي أمام الصحفيين عدة خرائط تبين الأطماع الإسرائيلية، والمراحل التي قامت بها إسرائيل للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية منذ العام 47 حتى خريطة "اتفاق أوسلو" وأخيراً هذه المخططات التي ستبتلع غالبية أراضي الضفة الغربية، محذراً من الانخداع بتصريحات رئيس وزراء الاحتلال بالوكالة إيهود أولمرت التي تتحدث عن نيته الانسحاب من بعض مستوطنات الضفة، حيث أن المقصود بهذه المستوطنات هي تلك التي لا يستطيع ضمها إلى مخططه عن طرق الأصابع الاستيطانية.

ولفت إلى إمكانية فصل شمال الضفة الغربيبة عن جنوبها إذا التقى إصبع الاستيطان (ما يسمى بكتلة أريئيل) مع الإصبع المقابل له من المنطقة الشرقية.

وأكد البرغوثي أن هذا المخطط الإسرائيلي يرمي لثلاثة أمور، هي تصفية فكرة الدولة الفلسطينية بالكامل، وتصفية فكرة حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، والأخطر هو تصفية وحدة الشعب الفلسطيني، التي بذلنا من أجلها الدماء منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية.

وقال البرغوثي :"نحن نعتقد أنه من الخطورة (كما سمعنا في الحوارات التي جرت مع حركة حماس وأطراف أخرى) القول بإمكانية التفاوض مع الإسرائيليين فقط على الشؤون المدنية والتنقل والتجارة وترك القضايا الكبرى لأنه لا يوجد إمكانية للتفاوض حولها، وهو ما يتطلب الحذر منه بشدة، لأنه ربما يحمل في طياته مخاطرة جسيمة، تفضي لتحويل الحكم الذاتي الفلسطيني إلى مجرد حكم ذاتي هزيل.

وشدد البرغوثي على أكبر وأهم تحد يواجه الشعب الفلسطيني حالياً، هو الرد على هذه المخططات الإسرائيلية والذي يتم عبر ثلاثة أمور، هي :توافق جميع القوى الفلسطينية على فكرة قيادة وطنية موحدة وحكومة ائتلاف وطني للتصدي للخطر الإسرئيلي، و التأكيد على ضرورة أخذ الحكومة الفلسطينية المقبلة لقرار لاهاي حول جدار الفصل العنصري للأمم المتحدة.

كما شدد على انه" لا بد أن يفشل الفلسطينيون محاولات إسرائيل عزلنا عبر طرح قضايا مثل الاعتراف والاتفاقيات وجعل الفلسطينيين في موقف الدفاع عن النفس، لا بد من التصدي لهذا الأمر، إما برفضها أو القبوال بها وهذان أمران غير مقبولين، وانتزاع زمام المبادرة من يد إسرائيل عبر الدعوة لمؤتمر دولي على أساس القرارات الدولية".


وأشار البرغوثي الى مشروع قانون لإقامة "صندوق لدعم الطالب الفلسطيني" الذي سيتم مناقشته في المجلس، مشيداً بالمجلس التشريعي الحالي لما فيه من آليات ديمقراطية حقيقية وعدم قدرة على تجاوز القوانين.

وحول لقائه مع رئيس كتلة حماس البرلمانية، الدكتور محمود الزهار ليلة أمس بشأن تشكيل الحكومة القادمة، أشاد البرغوثي باللقاء، موضحاً أنه سمع من الزهار رؤوس أقلام أوضح من اللقاء السابق، خاصة في المجال السياسي والاجتماعي، لافتاً إلى إمكانية العودة للاجتماع قريباً.

ونفى البرغوثي أن تكون "فلسطين المستقلة" قد اتخذت قرارها بعد بشأن المشاركة في الحكومة، وقال:"الخطوة القادمة بعد عرض حماس رؤوس الأقلام هذه على مختلف القوى، ستكون إمكانية تشكيل لجنة من مختلف الكتل لوضع التفاصيل الدقيقة لبرنامج الحكومة".


وبشأن إعلان النائبة في المجلس التشريعي عن ائتلاف فلسطين المستقلة راوية الشوا، الانفصال عن الائتلاف، قال البرغوثي:"ما زلنا نأمل أن تعود الأخت راوية إلى حكمتها، وتعود إلى الائتلاف الذي أنجحها والذي بدونه لم تكن لتدخل المجلس التشريعي، نافياً أن يكون الخلاف شخصياً بين الشوا وبينه، بل اختلاف النائبة الشوا مع الإتلاف ككل، بدليل أنها لم تشارك في عدة اجتماعات له, والموضوع الآن بين أيدي المحامين وهم الذين يتابعون الموضوع من الناحية القانونية.