غزة- تقرير معا- تتجه أنظار الفلسطينيين إلى العاصمة الجزائرية الجزائر لمتابعة المحاولة الجديدة لإنهاء الانقسام بدعوة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
وفيما لا تحظى المحاولة الجزائرية باهتمام كبير من المواطنين في غزة نتيجة التجارب السابقة تحاول الاحزاب الفلسطينية إحداث اختراق جدي في ظل التهديدات الإسرائيلية على كافة الأصعدة .. فماذا تحمل الفصائل في جعبتها؟
فتح: الخطوة تبدا من عند حماس
وتؤكد حركة فتح جديتها في محاولة انهاء الانقسام في الجزائر مقدرة دعم الحزائر الدائم للقضية الفلسطينية.
وقال منذر الحايك الناطق باسم حركة فتح إن الخطوة الاولى يجب أن تبدأ من حركة حماس.
وأضاف لمعا :"نريد أن نشكل حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على توحيد مؤسسات السلطة ليتسني لنا بعد ذلك الذهاب إلى انعقاد مجلس مركزي والذهاب إلى منظمة التحرير ...ونحن نريد أن نؤكد ان الخطوة الأولى تبدأ من عند حماس كونها هي صاحبة الولاية على قطاع غزة بالقوة".
وعبر الحايك عن أمله أن تكون هذه المرة تحمل الخير للشعب الفلسطيني خاصة في ظل ما تمر به القضية الفلسطينية وخطورة الوضع ما يوجب انهاء هذا الانقسام الذي أضر بالقضية الفلسطينية وذهب إلى ما نحن به الآن من حالة تشرذم.
واكد " نمر بظروف غاية في الصعوبة هناك تهويد لمدينة القدس وقضم للأراضى واستيطان متزايد في الضفة الغربية الآن وجب أن نكون موحدين من أجل مواجهة كل هذه المشاريع والهجمات والاعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني.
واضاف:"الآن وجب التوحد من أجل الوصول إلى حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على المواجهة وقادرة على توحيد كل مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية وهذا الامر بالنسبة لنا في حركة فتح ذاهبون بكل حرص وجدية لإنهاء الانقسام".
واوضح أن الجزائر لها احترام كبير فهي واكبت الثورة الفلسطينية منذ عقود واستضافت عدة مجالس وطنية ولذلك و نقول لحركة حماس "نحن وقعنا عشرات الاتفاقيات وجب علينا أن نوحد مؤسسات السلطة الوطنية و كذلك الذهاب إلى انتخابات بلدية.
مضيفا:"نحن نقول أننا بكل وضوح في حركة فتح ذاهبون بقلب مفتوح من أجل إنهاء الانقسام لأننا ندرك خطورة ما يتعرض له المشروع الوطني والقضية الفلسطينية، نريد أن نذهب بالشعب الفلسطيني إلى الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس".
حماس: نحمل رؤية متكاملة
وفي نفس السياق أكد حازم قاسم الناطق باسم حركة حماس أن حركته جادة في الوصول إلى المصالحة وأن الحاجة اليوم لتطبيق الاتفاقات السابقة أكثر منها من الوصول لاتفاق جديد.
وقال لمعا "إن حركة حماس تحمل إلى حوارات الجزائر الهامة رؤية متكاملة وشاملة للخروج من واقع الانقسام وإعادة بناء نظام سياسي متكامل وحديث مبني على التعددية ضمن الأطر الديمقراطية أي عبر الانتخابات، أيضا أن يكون هناك قيادة وطنية تدير الحالة الفلسطينية تواجه ما تمر به مجمل القضية إلى حين إتمام ترتيب البيت الفلسطيني بالكامل.
واضاف:"حماس في الجزائر جادة جدا في الوصول إلى توافق وطني وستعمل ما بوسعها من أجل إنجاح هذا الجهد".
واكد أن تدخل الجزائر ليس فيه تبديل بين الأشقاء في متابعة ملف المصالحة، مصر كان لها دور دائما حاضر وكبير، ووقعت اتفاقات حملت اسم القاهرة، هناك جهد مساند للجهد المصري وهو ما يحدث الآن في الجزائر .
وقال ان حماس معينة بالوصول إلى الاتفاق ضمن التوافق الوطني سواء كان في الجزائر أو في مصر، لكن دائما هناك أدوار وزانة وحقيقية لجمهورية مصر العربية.
واكد أن حماس تذهب إلى الجزائر ضمن رؤيتها الواسعة والكاملة للمصالحة من أجل الوصول بالفعل إلى اتفاق وتوقيع هكذا اتفاق معربا عن امله بنجاح الجهد الجزائري مضيفا:"لا نريد تكرار نقاش المواضيع السابقة، اعتقد أن الاتفاقات والحوارات السابقة كافية للوصول إلى اتفاق جاد وحقيقي مبني على قاعدة أن نعيد بناء النظام السياسي بالكامل على مستوى المنظمة والسلطة".
صعوبات كبيرة
من جانبه، رأي المحلل السياسي الدكتور منصور أبو كريّم أن صعوبات كبيرة تعترض توقيع اتفاق مصالحة جديد بين فتح وحماس بعيدا عن مصر.
وقال لمعا إن الجزائر فتحت الملف المغلق منذ عدة اعوام بسبب احداث اختراق نوعي في مسار المصالحة وإعادة ترميم هذا المسار المتوقف تماما منذ العام ٢٠١٧.
وأكد أن حركة فتح ترى أنه يجب انهاء الانقسام تماما وتوحيد الصف الوطني وفق اتفاق العام ٢٠١٧، بينما ترى حركة حماس أنه يجب الاتفاق على قيادة فلسطينية موحدة ومن ثم الذهاب باتجاه التفاهمات على كيفية إنهاء الانقسام.
ورأي أن السبب الرئيس لانهاء الانقسام هو اختلاف وجهات النظر رغم اهمية فتح ملف المصالحة مجددا.
وقال إن هناك صعوبات كبيرة تعترض التوصل إلى اتفاق خاصة أن الحوار يجري بعيدا عن مصر لكن التوصل لاتفاق غير مستبعد في ظل التحديات الكبيرة امام الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الجزائر تقوم بجهود مشكورة، وهناك تنسيق بين الجزائر ومصر حول هذا الملف ولكن في ضوء التحديات التي تواجه هذا المسار هناك صعوبة لإحداث اختراق نوعي وإن كانت كافة الاحتمالات واردة.