غزة- معا-نظم المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان اليوم الاربعاء، الموافق 26 يناير 2022، ورشة عمل عبر تقنية Zoom"" بعنوان "فاعلية نظام تحويل المرضى للعلاج في الخارج"، بحضور دائرة شراء الخدمة بوزارة الصحة الفلسطينية، وهي الجهة الرئيسة التي تدير هذا الملف، والمستشفيات مقدمة الخدمات الطبية، كما حضرها ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني.
افتتح حلقة النقاش الدكتور فضل المزيني، مدير وحدة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في المركز، مؤكداً أنها تهدف إلى التفاكر حول فاعلية نظام تحويل المرضى للعلاج في الخارج، وتأتي في سياق محاولة تذليل العقبات وإزالة العراقيل التي تحول دون تقديم الخدمة العلاجية المناسبة للمرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة ومستعصية، وهم بحاجة ماسة للعلاج في أسرع وقت ممكن، خاصة أن نتائج التحقيق الذي أجرته وزارة الصحة حول وفاة الطفل سليم النواتي، أكدت أن جميع الجهات التي تعاملت مع ملف الطفل النواتي تتحمل مسؤولية وفاته، بدءا من وزارة الصحة (دائرة العلاج في الخارج، ونظام التحويلات الطبية) وكافة المستشفيات العامة والخاصة والأهلية التي رفضت استقباله.
وتحدث أ. محمد بسيسو، المحامي في الدائرة القانونية، عن جهود المركز وتدخلاته في خدمة المرضى، من خلال التنسيق مع دائرة العلاج بالخارج، حيث ساعد 744 مريضاً في السفر والعلاج خلال العام2021. وتطرق بسيسو إلى كافة التحديات التي يواجهها مرضى قطاع غزة أثناء تحويلهم للعلاج بالخارج، سيما مرضى الحالات الطارئة، والذين يعانون من الإجراءات البيروقراطية، وإلزامهم بالحصول على نموذج العلاج رقم 1 كل زيارة طبيب لاستكمال علاجهم. وطالب بسيسو بضرورة تحييد عمل دائرة العلاج بالخارج عن أي تأثير سياسي، لحصول المرضى على حقهم في الصحة والعلاج بشكل عادل.
وأكد الدكتور عفيف العطاونة، مدير عام دائرة العلاج بالخارج في وزارة الصحة، أن نظام التحويلات الطبية يخضع حاليا إلى التقييم وتطوير آليات عمل جديدة، وهنالك توجهات لتوطين الخدمات الصحية، بعد تطوير عمل المستشفيات الحكومية والأهلية. وأضاف العطاونة أن اللجان الفنية تسعى جاهدة لتحويل مرضى الحالات الطارئة إلى المكان المناسب لتلقي العلاج، حيث تجتمع هذه اللجان أسبوعياً، ونوه أن دائرة العلاج بالخارج أطلقت موقعاً إلكترونيا ً يُسهل على المواطنين معرفة مسار طلبات التحويلات الطبية الخاصة بهم. كما أكد على وجود توصيات بتحويل مرضى قطاع غزة إلى مستشفيات الضفة الغربية في ضوء عدم قدرة غالبيتهم على تحمل تكاليف وعناء السفر إلى جمهورية مصر العربية، مضيفا ً أن الدائرة تحتاج المزيد من الوقت للعمل على تطوير منظومة العلاج بالخارج، مؤكدا ً أن كل ما ورد في حلقة النقاش هذه من توصيات ومقترحات سيتم الأخذ بها، وتضمينها لسياسات دائرة العلاج بالخارج.
وفي مداخلته، قال الدكتور عدنان حمامرة، مدير مركز السرطان في مستشفى المطلع في القدس المحتلة، أن 37% من مرضى المستشفى هم من قطاع غزة، ويتم تقديم خدمات علاج الأورام لهم من خلال نظام التحويلات الطبية. وأكد حمامرة أن بعض المرضى تم تشخصيهم بمرض السرطان بدأوا العلاج بعد 4 شهور، نتيجة الإجراءات الخاصة بتحويل المرضى للعلاج بالخارج، وأضاف أن وجود لجنتين للتعامل مع مرضى السرطان، هو ما يجعل المريض ينتظر لوقت أطول، يُضاف له وقت انتظاره لإجراءات التصريح والتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي، واقترح حمامرة اعتماد لجنة واحدة متخصصة في قطاع غزة تعطي قرار التحويل المباشر. كما طالب وزارة الصحة بتوفير الأدوية الأساسية وغير المكلفة داخل المستشفيات الحكومية، منعا ً لتحويل المرضى لأخذ علاجات بأسعار زهيدة، وهو ما يرهق نظام التحويلات الطبية.
وتطرق الدكتور كمال حجازي، مدير مستشفى النجاح الجامعي، إلى ضرورة تطوير آلية تواصل بين الأطباء في المستشفيات بقطاع غزة والأطباء في مستشفيات الضفة الغربية للتشاور بشأن تشخيص الحالات وطبيعة التدخل الطبي المقرر قبل عملية التحويل للعلاج. وشدد حجازي على وجوب تجاوز مشكلة تجزئة العلاج بين المستشفيات الخاصة والحكومية، منعا ً لإرهاق المريض بعد انقطاع العلاج، كما نوه إلى ضرورة التنسيق الدائم بشأن الطاقة الاستيعابية للمستشفيات الخاصة منعا ً لحضور المريض قبل توفير المكان المناسب لاستقباله.
وأكد الدكتور حازم شلالدة، مدير مستشفى الميزان في الخليل، على ضرورة تعزيز ثقافة المواطنين للالتحاق بنظام التأمين الصحي، وهو ما يعزز القدرة المالية لدائرة العلاج بالخارج، ويجعلها تخطط بشكل جيد لتغطية تكلفة فواتير العلاج خارج المستشفيات الحكومية. وأضاف شلالدة أن منظومة التحويل للعلاج بالخارج تحتاج إلى تطوير لتحقيق جودة الخدمات الطبية لمرضى حالات الطوارئ والأمراض الخطيرة.
ودعا الدكتور عدنان فرهود، مدير مستشفى المقاصد الخيرية، إلى اعتماد المستشفيات الوطنية لعلاج المرضى، وتجنيب المرضى عناء السفر إلى الدول المجاورة. وأكد أن مستشفى المقاصد وفي إطار سعيها للتخفيف عن مرضى قطاع غزة، يعمل على تسيير باصات لنقل المرضى من حاجز " ايرز" إلى المستشفى.
وفي مداخلته، قدم المحامي محمد العلمي، من الوحدة القانونية في المركز اقتراحا بضرورة اعتماد نظام إلكتروني لعمل دائرة التحويلات الطبية، وتجنيب المرضى الإجراءات الروتينية المرهقة، ويمكن أن يساهم ذلك في تسهيل عمل دائرة شراء الخدمة.
وفي التوصيات، طالب الحضور بتقييم نظام تحويل المرضى للعلاج بالخارج المعمول به حاليا ً، كما طالبوا بإدخال تحسينات من شأنها إزالة الصعوبات التي تواجه المرضى المحولين للعلاج بالخارج، وتكفل لهم حقهم في تلقي العلاج الملائم. وأوصى الحضور بوضع آلية تنسيق دائمة بين كل مقدمي الخدمة الصحية، ومشاركة القطاع الطبي الخاص والأهلي في اللجان المقررة للتحويلات الخارجية، والعمل على توحيد بروتوكولات العلاج لمرضى السرطان لتكون التحويلة الطبية جزء منها.