اريحا- معا- وقعت وزيرة السياحة والاثار رُلى معايعة قبل عدة أيام على النسخ النهائية من ملف ترشيح موقع "أريحا القديمة – تل السلطان" لإدراجه على لائحة اليونسكو للتراث العالمي بحضور طاقم التراث العالمي في الوزارة، وقام سعادة السفير منير أنسطاس المندوب الدائم لدولة فلسطين في اليونسكو بتسليمه رسميا لمركز التراث العالمي في 26 كانون ثاني 2022م، لتتم دراسته وادراج الموقع على قائمة التراث العالمي وفق الإجراءات المعمول بها لدى مركز التراث العالمي في اليونسكو.
وتتمثل الأهمية العالمية الاستثنائية لأريحا القديمة (تل السلطان) كونها أقدم مدينة محصنة في العالم تعود الى العصر الحجري الحديث (8350-7000 ق.م)، ففي تلك الفترة كانت المدينة محصنة بسور دفاعي ضخم وبرج دائري وخندق مقطوع في الصخر ، ويحتوي البرج على مدخل وبهو مسقوف ودرج داخلي يتكون من 22 درجة يقود الى قمة البرج (وهو أقدم درج مبني في العالم).تمثل هذه المنشآت إنجازا معماريا فريدا لا يوجد لها مثيل في العالم خلال تلك الفترة.
تعتبر أريحا القديمة أيضا من أهم مواقع العصر الحجري الحديث في العالم التي تمثل مرحلة الاستقرار البشري وبداية الزراعة وتدجين الحيوان وتصنيع الفخار، وتطور مواد البناء وخاصة استخدام الطوب والجص والفنون، وتطور نمط البناء والذي شهد التحول من بناء البيت الدائري الى البيت المربع والمستطيل.
ويبدو ان أريحا القديمة كانت مركزا دينيا رئيسا في العالم القديم لعبادة الأسلاف، تم الاستدلال عليها من خلال مجموعة من الجماجم المغطاة بالجص واحيانا ملونة بالطلاء عثر عليها مدفونة تحت أرضيات المنازل. وتشير هذه الإنجازات الحضارية في اريحا القديمة الى تطور أحد أقدم الأنظمة الاجتماعية والسياسية والإدارية والاقتصادية في العالم اضافة الى شبكة العلاقات التجارية مع مناطق العالم القديم خاصة مع مناطق الاناضول، وبلاد ما بين النهرين ومصر القديمة حيث ساعدت في تبادل القيم الثقافية والدينية والتطورات المعمارية ونشرها.
وزيرة السياحة والاثار رُلى معايعة شكرت طاقم التراث العالمي في الوزارة والذي قام بإعداد الملف على مدى عام ونصف بالتعاون مع طواقم بلدية اريحا ومندوبية فلسطين الدائمة لدى اليونسكو وطواقم مديرية السياحة والاثار في اريحا، وطواقم الإدارة العامة للشؤون المالية والادارية ونخبة من الخبراء المحليين والدوليين.
وثمنت الوزيرة معايعة دور منظمة اليونسكو الهام في الحفاظ على التراث الفلسطيني وتقديم منحة مالية من خلال صندوق التراث العالمي غطت جزء هام من اعداد الدراسات العلمية اللازمة لتحضير الملف.