غزة- معا- نظّم ملتقى الفكر التقدمي في مكتب الجبهة الشعبية بمحافظة خان يونس لقاء سياسيا هاما تحت عنوان "الوضع الفلسطيني الراهن.. هل من مخرج؟!"، على شرف الذكرى الرابعة عشر لرحيل حكيم الثورة الدكتور جورج حبش.
جاء ذلك بمشاركة كلٍّ من: الأستاذ/ زكريا معمر عضو المكتب السياسي لحركة حماس، والأستاذ/ إياد صافي عضو المجلس الثوري لحركة فتح، والرفيق/ هاني الثوابتة عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وحضر اللقاء نخبة من الشخصيات الاعتبارية ولفيف من القوي الوطنية والإسلامية ووجهاء ومخاتير وطلبة جامعيين وحشد من المرأة، إضافةً إلى نخب سياسية وأكاديمية، وممثلين عن المجتمع المدني ونشطاء سياسيين وحقوقيين، وقيادة وأعضاء الجبهة الشعبية في المحافظة.
افتتح اللقاء الدكتور غسان أبو حطب، مجددًا العهد والقسم لروح الشهيد القائد المؤسس والمعلم جورج حبش مؤسس حركة القوميين العرب والأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولشهداء ثورتنا الأبطال، معاهدًا إياهم بالسير على وصاياهم ودربهم حتى تحقيق أهداف شعبنا بالتحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية من البحر إلى النهر.
وخلال مداخلته، أكد أ. إياد صافي عضو المجلس الثوري لحركة فتح اللقاء على الأهمية الكبيرة لهذا اللقاء، لأنه يجمع فصائل فلسطينية تعد من أهم الفصائل الأساسية على الساحة الفلسطينية، واصفاً هذا اللقاء بلقاء المحبة والإخوة والوحدة، وأكد بأن هذا اللقاء سيناقش قضايا سياسية بحضور قوى وطنية وإسلامية ومهتمين وفعالين في المجتمع المدني والفلسطينيين.
وتحدث صافي قائلًا "نختلف في بعض وجهات ونتفق في بعضها الآخر، ويجب علينا أن نتفق على الأسس الصائبة التي تخص مشروعنا الوطني وهي أن الاحتلال هو مصدر قلق ويحاول أن يجعل قضيتنا انسانية وليس سياسية، وأن المستهدف هو الإنسان الفلسطيني وهناك محاولات عديدة لاستهدافه إلا أنها لم تنجح".
وواصل قائلًا: "شعبنا الفلسطيني استطاع أن يفشل كل المخططات الأمريكية والإسرائيلية، كما أن هناك استهداف واضح لوكالة غوت وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لطمس مسألة اللاجئين الفلسطينيين، لذلك يجب علينا تجاه كل هذه المخاطر توحيد الجهود ورفع المعاناة عن جميع أبناء شعبنا في كل مكان".
ولفت صافي بأن شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة يعيش أوضاعًا إنسانية صعبة، لذلك فقد آن الأوان لينتهي الانقسام الذي أدخلنا في نفق مظلم.
من جهته، شدد أ. زكريا معمر عضو المكتب السياسي لحركة حماس ومسؤول العلاقات الوطنية، في مداخلته، على أهمية التحاور وطنيًا حول مصالحنا الوطنية، وأن القضية الوطنية هي بوصلة العمل وكل عمل يناقض مشروعنا الوطني مرفوض وكل ما يعزز صمودنا فهو مُرحب به.
وأردف معمر قائلًا: "نمر اليوم بحالة صعبة ونحتاج إلى إرادة وطنية ونحن نؤمن بأن الكل الفلسطيني يحتاج إلى إرادة قوية وصلبة، ويجب إنهاء الخلافات الداخلية، ما يستوجب التحرك في تقدمنا وفق رؤية وطنية وفق المعايير الفلسطينية الصحيحة والمناسبة، أما من الناحية السياسية نحن كقوي سياسية نريد أن نتقدم ونتعامل مع خطة عمل واضحة لاسيما وأننا اليوم نمر في وضع اقليمي خطير جدًا ونرى وإياكم الكثير من العواصم العربية قد طبعت مع الكيان الصهيوني وقد أصبحت الحالة العربية يرثي لها ولهدا انعكاساتها السلبية".
وأكد على ضرورة صوغ استراتيجية وطنية شاملة في مواجهة محاولات الاحتلال لتذويب القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن هنالك محاولات بأن يكون قطاع غزة في الحضن الإقليمي.
وتابع قائلًا: "الاستيطان تضاعف جملةً وتفصيلًا وهناك هجمة على الكل الفلسطيني كالتدمير والتجهير، ما يستدعي تشكيل قيادة وطنية موحدة وفق استراتيجية وطنية شاملة، وإن الانتخابات هي المدخل الأساسي لتوحيد وترتيب البيت الفلسطيني، مؤكدًا أن حركة حماس أكدت سابقًا وتعيد التأكيد بأنه كان لا ينبغي إلغاء الانتخابات التي تعد حق أساسي للكل الفلسطيني وخاصة أهلنا في القدس".
بدوره، أكد الرفيق هاني الثوابتة عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خلال مداخلته بأن محافظة خان يونس دائمًا ما تتميز باللقاءات الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية وهي من أكثر المحافظات تميزًا من بين المحافظات الخمس، مؤكدًا على استمرارية هذه اللقاءات الحوارية التي تجمع الكل الفلسطيني على طاولة حوار واحدة أمام شعبنا ليستطيعوا إيصال رسالتهم على أكمل وجه.
وتحدث الثوابتة عن المشهد المركب والمعقد والذي ازداد خطورة وقتامة بتطبيع الأنظمة والحكومات العربية مع العدو الصهيوني، مشددًا بأن كل التحالفات تعرضت لضربات قوية والآن أصبح الأمر واضحًا بأن هناك انحياز للسياسة الأمريكية والصهيونية وأن موازين القوي ليس في صالحنا، رغم أننا نمتلك المقدرة والإرادة والرؤية الوطنية الواضحة والجامعة.
وقال بأن الجبهة الشعبية أطلقت مبادرة خلال انطلاقتها الرابعة والخمسين والتي تضمنت خارطة طريق تُشكّل نقلة في العمل الوطني وقضايانا الفلسطينية، مشيراً بأن وفد الجبهة القيادي الذي وصل العاصمة الجزائرية يحمل هذه المبادرة وسيتعامل مع نقاطها الوطنية والدافعة لأي تحرك.
وفي حديثه عن منظمة التحرير قال الثوابتة "نحن بحاجة إلى معالجة مشكلة التمثيل النسبي ونحن اليوم بأمس الحاجة إلى إعادة ترتيب وبناء المنظمة على أسس تنظيمية وسياسية وطنية وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية كونها كيان معنوي وسياسي"، مؤكدًا بأن الجبهة مع تشكيل مجلس وطني توحدي وأن هذا الأمر يتطلب إرادة تتحلي بالمسؤولية التاريخية.
وحول موضوع الانتخابات أشار بأنها مدخل جيد لاستعادة الوحدة الوطنية وأننا نريد برنامج وطني جامع ويشمل القدس وحق العودة ومسألة الأسرى والمقاومة الشعبية التي تعتبر الشكل الانجح لمقاومة الاحتلال والتصدي لبطشه.
وأوضح الثوابتة بأن الانقسام السياسي بدأ من يوم ما تم توقيع اتفاقية "أوسلو" حيت أصبح هناك من يؤيد ومن يعارض، مطالبًا بإعادة الاعتبار للوحدة الوطنية وضرورة التوجه لعقد انتخابات نزيهة ليستطيع شعبنا الفلسطيني اختيار من يمثله.
وأكد بأن هناك قرارات في المجلس المركزي تنص على ضرورة التحلل من الاتفاقيات مع الاحتلال ويجب تنفيذ هذه القرارات، مطالبًا بتشكيل قيادة موحدة للمقاومة الشعبية ليتم إدارة هذا الصراع وليعطي قوة وصلابة لمواكبة عملية التغيير وإعادة الاعتبار إلي مسألة المقاومة الشعبية، وليكن هناك شراكة حقيقية وكاملة لكي تتحقق الوحدة الوطنية التي طالما حلم بها جميع أطياف الشعب الفلسطيني.
وفي نهاية اللقاء طرح المشاركون العديد من التساؤلات التي وجهت إلى ممثلي الفصائل الفلسطينية الثلاث المشاركة في اللقاء الحواري، الذين أجابوا عن جميع الأسئلة مؤكدين على ضرورة استمرار مثل هذه اللقاءات الحوارية التي تجمع قيادة الفصائل الفلسطينية بالجماهير.