رام الله- معا- اختارت لجنة تحكيم مبادرة "عالأرض" مشروعين جديدين يهدفان لتعزيز صمود المواطنين في المناطق المهددة بالاستيطان في الضفة الغربية، وذلك خلال اجتماع عقدته اللجنة لمناقشة المشاريع التي تُقدم للمبادرة بشكل دوري ومستمر.
وستدعم مبادرة "عالأرض" المشروعين بأكثر من 300,000 شيقل، وهما مشروع الحصاد المائي الاستراتيجي في قرية بورين جنوبي نابلس الذي سيعمل على توفير المزيد من مصادر المياه للأراضي الزراعية المهددة بفعل التواجد الاستيطاني، والتي يمنع الاحتلال تمديدات المياه والبنية التحتية فيها، بحجة أنها مصنفة مناطق (ج) وفق اتفاقية أوسلو، حيث تتعرض القرية وأراضيها بشكل شبه يومي لاعتداءات مستوطني مستوطنات "يتسهار" و"براخا" و"جفعات رونين" و"شجيرة يعقوب"، وسيقوم مركز "شاهد" لحقوق المواطن والتنمية المجمتعية بتنفيذ هذا المشروع.
أما المشروع الثاني، فهو عبارة عن بناء سلاسل حجرية بطول 250 متراً في قرية شوفة جنوب شرق مدينة طولكرم، حيث ستستفيد الأراضي الزراعية الملاصقة للشارع الاستيطاني المؤدي إلى مستوطنة "أفني حيفتس" والتي لا تبعد عن المستوطنة سوى كيلومتر واحد فقط من هذا المشروع، في مواجهتها لخطر الحرائق والحيوانات البرية التي يطلقها المستوطنون في المنطقة صوب أراضي المواطنين ومنازلهم، وسينفذ المشروع متطوعو مبادرة "عالأرض" في محافظة طولكرم.
وفي ذات السياق، أوضح عضو لجنة تحكيم "عالأرض"، منسق برنامج الأعمال التجارية وحقوق الإنسان في مؤسسة الحق وسام أحمد، أن اللجنة وافقت على تمويل مشروع الحصاد المائي في بورين كونه مشروع ملهم وخلاق ومستدام، يعمل على توفير المزيد من مصادر المياه للأراضي الزراعية المحيطة، واستغلال هذه المياه في أغراض الزراعة وإحياء الأراضي في المنطقة، الأمر الذي يساهم في تحسن المنتج الزراعي، عدا عن حمايته بالدرجة الأولى لهذه الأراضي من خطر الاستيطان، ووقف زحفه نحو قرية بورين وبالتالي قابلية تطبيق وتعميم التجربة في مختلف المناطق التي تتعرض للاستيطان.
وبشأن مشروع السلاسل الحجرية في شوفة، بيّنت أستاذة القانون الدستوري في جامعة النجاح الوطنية، عضو اللجنة الدكتورة سناء السرغلي، أنه يكتسب أهمية في تعزيز وجود المزارع الفلسطيني في الخط الأمامي في مواجهة المستوطنات المنتشرة، ويحمي الأرض والمحاصيل الزراعية التي يستهدفها المستوطنون بشكل متواصل لدفع أصحاب الأرض على الرحيل، عدا عن كون المشروع وضمن الخطة المقدمة للجنة، يهدف إلى تسويق المنتجات الزراعية القادمة من أراضي شوفة كونها مهددة بالاستيطان، الأمر الذي يجعل المردود المادي من تسويق هذه المنتجات بمثابة دعامة تساهم في تثبيت وجود أصحاب الأراضي فيها.
من جهته، قال بشار المصري صاحب فكرة مبادرة "عالأرض": "تركيزنا منصب في المبادرة على دعم ثبات الأهالي الذين يعملون بالفعل على صد التمدد الاستيطاني نحو أراضيهم بزراعتها والاستثمار فيها بشتى الوسائل، ومن خلال تقديم الدعم اللازم لهم، فإننا سنكون قادرين على الوقوف في وجه هذا السرطان الذي بات يهدد الوجود الفلسطيني".
وأضاف المصري، أن العمل مع أفكار المواطنين الريادية في المناطق المهددة ودعم هذه الأفكار يأتي استكمالاً لدور المبادرة في تعزيز قدرتهم على الثبات فوق الأرض، في مواجهة الاستيطان المستشري فيها.
يذكر أن مبادرة "عالأرض" تهدف إلى تعزيز قدرة المواطن على الصمود فوق أرضه المهددة بالنشاط الاستيطاني المتواصل والمتصاعد، ودعم أفكار خلاقة تمكن المواطن من توطيد علاقته التاريخية بالأرض، وتبرز للعالم المخاطر الجسيمة للمشروع الاستيطاني على حياة الشعب الفلسطيني وعلى السلام، وذلك عبر تقديم تمويل للأفكار التي تطابق معايير وشروط المبادرة.