القدس معا- رصدت محافظة القدس انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في المحافظة خلال شهر كانون الثاني لعام 2022، حيث لوحظ تصاعد الانتهاكات خلال الشهر الماضي على كل الأصعدة.
خلال شهر كانون الثاني ارتقى الشهيد المقدسي (فهمي عبد الرؤوف علي حمد،57 عامًا) من سكان مخيم قلنديا شمال العاصمة، بعد إصابته بالاختناق بقنابل الغاز المسيلة للدموع التي أغرق جنود الاحتلال المخيم بها خلال اقتحامهم للمخيم.
على صعيد اعتداءات المستوطنين رصدت محافظة القدس (13) اعتداء؛ منها (4) اعتداءات بالإيذاء الجسدي.
فيما يتعلق بالإصابات الناتجة عن استعمال قوات الاحتلال القوة المفرطة ضدّ المقدسيين في مختلف أنحاء العاصمة المحتلة، تم تسجيل نحو (30) إصابة بالرصاص الحيّ والمطاطي والضرب المبرح، نقلوا على أثرها للمستشفيات لتلقي العلاج.
كما تم تسجيل مئات الإصابات بالاختناق بالغاز السام خلال مواجهات اندلعت في عدة نقاط تماس في مختلف أنحاء بلدات ومخيمات المحافظة، كان أبرزها في مخيم قلنديا، وأبوديس، وجبل المكبر، والطور، والرّام، والعيسوية، وسلوان ومخيم شعفاط ومناطق شمال غرب القدس.
وبشأن الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المُبارك، وفي انتهاك واضح وصريح لقدسية المسجد الأقصى المُبارك، تصاعدت اقتحامات المستوطنين خلال شهر كانون الثاني، وتم رصد (3132) مستوطنّا اقتحموا باحات المسجد الأقصى المُبارك خلال الفترتين الصباحية والمسائية بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، أدوا خلالها صلوات وشعائر تلمودية علنّية. وبذلك يرتفع عدد المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك 4 أضعاف عن شهر كانون الثاني من العام 2021 إذ اقتحمه نحو 750 مستوطنًا.
وحول حملة الاعتقالات التي تشنها قوات الاحتلال بشكل يومي، رصدت المحافظة (253) حالة اعتقال لمواطنين مقدسيين من بينهم (4) سيدات، بالإضافة إلى (27) حالة اعتقال عقب اقتحام وهدم منزل "عائلة صالحية" في حيّ الشيخ جرّاح. كما تم تسجيل (54) حالة اعتقال خلال المنخفض الثلجي الذي تأثرت فيه البلاد، بتهمة إلقاء حجارة وثلوج على مستوطنين وعناصر الشرطة.
وبذلك يسجل شهر كانون الثاني للعام 2022 ارتفاع في عدد المعتقلين عنه في شهر كانون الثاني من العام 2021 الذي سُجل فيه (170) حالة اعتقال.
كما أصدرت محاكم الاحتلال العنصرية (31) حكمًا بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين، تراوحت ما بين عدة شهور إلى أربع سنوات، كان أعلاهم الحكم بالسحن الفعلي لمدة أربع سنوات للأسرى" منُذر زيتون" و"محمود عاهد عثمان"، من بين تلك القرارات إصدار قرارات تجديد الاعتقال الإداري بحق (5) أسرى، من بينهم الحاج "أمين الشويكي، 61 عاماً" وذلك للمرة الثالثة على التوالي، ويذكر أن الأسير الشويكي مدرج ضمن قائمة الأسرى المرضى، ولم يشفع له مرضه ولا كبر سنه من ظلم الاحتلال.
وضمن الانتهاكات التي رصدتها محافظة القدس إصدار (16) قرارًا بالحبس المنزلي، تراوحت ما بين خمسة أيام إلى أسبوع، بالإضافة إلى فرض كفالات وغرامات مالية باهظة بحقهم.
كما أصدرت سلطات الاحتلال (19) قرار إبعاد خلال شهر كانون الثاني، والتي تعددت ما بين الإبعاد عن المسجد الأقصى، أو مناطق سكنهم وخاصة حيّ الشيخ جراح، أو عن كامل مدينة القدس.
في ملف هدم منازل المقدسيين بلغ عدد عمليات الهدم في محافظة القدس (26) عملية من بينها؛ (12) عملية هدم بآليات وطواقم الاحتلال، و(14) عمليات هدم قسري ذاتي. كما أجبرت بلدية الاحتلال المواطنين المقدسيين على تنفيذ (14) عملية هدم قسري طالت هذه العمليات؛ (9) منازل، و (6) محال تجارية، وغرفة سكنية، واسطبل خيول بمساحة 200 متر مربع، وبذلك ترتفع عمليات الهدم خلال شهر كانون الثاني للعام 2022 عنها في شهر كانون الثاني 2021 والتي سجلت (23) عملية هدم، (4) منها هدم قسري.
وفي انتهاك صارخ لحرمة الأماكن الدينية في القدس والامعان السافر في استهداف دور العبادة فيها، أصدرت سلطات الاحتلال قرار بهدم مسجد التقوى في بلدة العيساوية، كما وتم إصدار أمر هدم لقبة مسجد الرحمن الذهبية في بلدة بيت صفافا والقائم منذ أكثر من مئة عام. إضافة إلى توزيع عشرات الإخطارات على منازل المقدسيين، في أحياء مختلفة من العاصمة المحتلة.
ضمن مساعي الاحتلال لفرض وقائع جديدة في مدينة القدس المحتلة للسيطرة على المزيد من العقارات والأراضي الفلسطينية في المدينة، والتي تأتي في ظِلّ تصاعد الاستيطان والتهجير القسري للمقدسيين وتغيير الطابع العربي- الفلسطيني لمدينة القدس الشرقية.
صادقت ما تسمى بـِ " اللجنة المحلية للتخطيط والبناء" في بلدية الاحتلال بالقدس المحتلة على خمس مخططات استيطانية سيتم بموجبها بناء 3557 وحدة استيطانية جديدة.
كما صادقت ما تُسمى بـِ الحكومة الإسرائيلية على خطة بـِ 35 مليون دولار، تهدف لتغيير الطابع العمرانيّ لساحة البراق الملاصقة للحائط الغربيّ للمسجد الأقصى المبارك، وبحسب الخطة فإنه سيتم تشييد بُنى تحتية وشقّ مداخل ومخارج "حائط البراق" وربطه بوسائل نقل عامة، وتطوير برامج تعليمية تُشجّع غُلاة المتطرفين واليهود على اقتحامه.
ووضعت حكومة الاحتلال مخططًا جديدًا لإخلاء سكان تجمع الخان الأحمر "البدوي" شرق القدس المحتلة، حيثُ تنوي تنفيذه خلال الفترة القريبة القادمة، ويقضي المقترح بإخلاء الخان الأحمر وإعادة بناء التجمع لاحقًا في مكان يبعد نحو 300 متر عن موقع القرية.
كما أقرت ما تسمى بـ “لجنة التخطيط والبناء” في بلدية الاحتلال، 3 مشاريع تهويدية منها: مشروع باب الخليل أحد أبواب البلدة القديمة، بمبلغ 40 مليون شيقل. وخطة لتوسيع مساحة مستشفى "هداسا" خمسة أضعاف، عن طريق مصادرة 111 دونماً من أراضي بلدة العيساوية شمالي شرق القدس المحتلة. إضافة إلى إقرار بناء 600 شقة سكنية للمستوطنين بواقع 10 طوابق للبناية، غربي منتزه السكة الحديدية.
أما فيما يخص ملف الأسرى شددت سلطات الاحتلال من سياستها القمعية بحق الأسرى الفلسطينين في سجون الاحتلال، وخلال شهر كانون الثاني ومع ارتفاع حالات الإصابة بفايروس كورونا، وتتابع المنخفضات الجوية التي شهدتها البلاد، منعت إدارة السجون إدخال الأغطية والملابس الشتوية للأسرى، ما أدى إلى تفاقم معاناة الأسرى والأسيرات وخاصة مع برودة الطقس.