تل أبيب- معا- وصف مسؤول أمني إسرائيلي زيارة وزير الجيش الاسرائيلي، بيني غانتس، إلى البحرين والمناورات التي شاركت فيها إسرائيل إلى جانب دول عربية وإسلامية، بينها السعودية وباكستان، بـ"حلف ناتو جديد يتشكّل"، بحسب ما نقل عنه موقع "المونيتور" الأميركي، مساء الجمعة.
وشكّك المسؤول الأمني الإسرائيلي في قدرة إسرائيل على الحلول محلّ الولايات المتحدة في المنطقة، قائلا إنّ "إسرائيل دولة صغيرة، وليست قوّة عالمية أو شرطة عالمية"، لكنّه استدرك أنّ ما يجري في الواقع هو المساهمة في أمن بعض أهم البلدان في المنطقة"، وأنّ "إنشاء تحالف يتألف من إسرائيل والدول المعتدلة في المنطقة سيشكّل قوة مضاعفة قوية لن يتمكن أي شخص في المنطقة من تجاهله، وأنّ "إيران تنظر في كل هذا بقلق بالغ".
وتنظر إسرائيل إلى الأوضاع الأمنية في الخليج على أنها فُرص بالنسبة لها، وتسعى إلى استغلالها. وتتمثل هذه "الفرص" بالنزاع بين هذه الدول، وبشكل خاص السعودية، وبين إيران، وكذلك التوتر المذهبي السني – الشيعي في دول مثل اليمن والبحرين، حيث يشتد هذا التوتر، وتستغله إيران أيضا. ولهذا السبب، توقع محللون عسكريون إسرائيليون، الجمعة، أن تتبع دول في الخليج البحرين في إبرام اتفاق تعاون أمني مع إسرائيل.
وأشار المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، إلى أن اتفاق التعاون الأمني الذي وقعه غانتس ووزير الدفاع البحريني، عبد الله بن حسن النعيمي، في المنامة، الخميس، "ليس أمرًا مفهوما من تلقاء نفسه، ويدلّ على أن الشرق الأوسط يتغير بوتيرة مذهلة. من جهة، يتوقع تصاعد المشاكل القديمة في الحلبة الفلسطينية في الأشهر القريبة، ومن الجهة الأخرى يُصنع تاريخ في البحرين، بأول اتفاق مبادئ أمني مع دولة في الخليج".
وأضاف أن "انتقال البحرين من اتفاقيات اقتصادية أو اتفاقيات أمنية سرية من وراء الكواليس إلى اتفاق أمني رسمي، ليس مسألة رمزية فقط. فالتحالفات بين إسرائيل ودول الخليج آخذة بالتوطد"، معتبرا أن هذه التحالفات تثير قلقا في إيران، علما أن هذه الاتفاقيات موجودة منذ سنين طويلة، ولكنّها خرجت الآن إلى العلن وحسب.
وتصور إسرائيل ودول الخليج اتفاقيات التحالف وتطبيع العلاقات، بوصفها "اتفاقيات أبراهام"، كأنها اتفاقيات سلام، رغم أنها بعيدة عن كونها كذلك، مثلما هي "اتفاقيات السلام" بين إسرائيل وبين مصر والأردن. فهذه الاتفاقيات هي بين الأنظمة، ويستفيد منها أيضا مواطنون في إسرائيل كوجهات سياحية عربية. "واتفاقيات ابراهام بدأت تترجم إلى دلالات أمنية بالنسبة لإسرائيل في الخليج" وفقا لليف رام.
ويشدد المحلّلون الإسرائيليون على أن الاتفاق الأمني الإسرائيلي – البحريني خرج إلى حيز التنفيذ بعد تأييد ومصادقة السعودية عليه، وكذلك ترحيب الإمارات، التي كشف موقع "أكسيوس" الإلكتروني، أمس، عن وجود قناة اتصال دفاعية واستخباراتية سرية بين أبو ظبي وتل أبيب منذ عقدين.
ولفت ليف رام إلى أن القضية الإيرانية والمصالح المشتركة كانت حاضرة أثناء توقيع الاتفاق الأمني وإن لم تُذكر بشكل علني. "ومواجهات العام 2011 في البحرين، المملكة التي فيها أغلبية شيعية، تكوي الذاكرة، وكذلك إصبع الاتهام الموجه إلى إيران".-"عرب ٤٨"