رام الله- معا- نظم برنامج مستدامة احتفاليته الأولى لروّاد التكنولوجيا النظيفة في فلسطين – النسخة الأولى 2021، وذلك بهدف عرض المشاريع التي طورتها مجموعة من الشركات الناشئة المختارة، والتي شاركت في برنامج تسريع التكنولوجيا النظيفة الفلسطيني. وعُقدت احتفالية روّاد التكنولوجيا النظيفة، فلسطين - النسخة الأولى 2021، بحدث مواز في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، بحضور لفيف من الممثلين عن المؤسسات الفلسطينية والجهات المانحة ومجتمع الأعمال والمستثمرين. واعتلى المتسابقون النهائيون الستة، الذين تم اختيارهم من قبل لجنة التحكيم الفنية خلال المراحل السابقة من البرنامج المنصة لعرض مشاريعهم والتنافس للفوز بثلاث جوائز يصل مقدار كل جائزة منها إلى 25000 يورو وذلك بهدف دعم أنشطة البحث والتطوير الخاصة بهم.
تم إطلاق برنامج مستدامة في نهاية العام 2019 ، بتمويل من الاتحاد الأوروبي وبتنفيذ من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية وبالشراكة مع وزارة الاقتصاد الوطني وبالتعاون مع سلطة الطاقة والموارد الطبيعية. في تموز من العام 2021، أطلقت مستدامة أول برنامج للابتكار في التكنولوجيا النظيفة في فلسطين، والذي تتضمن مسابقة التكنولوجيا النظيفة وبرنامج تسريع التكنولوجيا النظيفة الذي يعتبر الأول من نوعه في فلسطين والمنطقة. وقد تأهل في البرنامج 45 متسابقا - من بين 92 طلبًا تم تقديمهم للمشاركة في المسابقة - حيث قدم المتسابقون أفكارهم و/ أو مشاريعهم في مجالات كفاءة الطاقة، والطاقة المتجددة، وطاقة المياه ، في القطاع الصناعي. من خلال رحلة التسريع التي استمرت 12 أسبوعًا، قام برنامج فلسطين للتسريع في التكنولوجيا النظيفة بتدريب المشاركين في مواضيع عدة كالإرشاد الفني، والتجاري، وذلك من خلال شبكة من الخبراء المحليين والدوليين التي طورها فريق اليونيدو فلسطين. حيث تم ترشيح 22 شركة ناشئة من بين 32 شركة شاركت في البرنامج لتشارك في العروض التجريبية ما قبل النهائية وفق اجراءات البرنامج، ليتم تأهيل المتسابقين النهائيين للمشاركة في احتفالية روّاد التكنولوجيا النظيفة، فلسطين - النسخة الأولى 2021.
لقد صمم المتسابقون أفكارا ومشاريعا،ً تهدف إلى إيجاد حلول إبتكارية بحيث تلبي احتياجات القطاع الصناعي الفلسطيني وذلك للتنافس في "احتفالية روّاد التكنولوجيا النظيفة، فلسطين – النسخة الأولى 2021". هذا وقد تنوعت أفكار ومشاريع المتسابقين في ابتكارات مختلفة ومجالات عدة لتشمل، الطاقة المتجددة، كفاءة الطاقة، مجالات طاقة المياه. حيث تشتمل على العديد من المشاريع في مجال تحلية المياه، والطاقة الشمسية، وتحويل طاقة أمواج المحيط والغاز الحيوي - لتحلية المياه، بطرق غير مكلفة وتوفيرها للشرب والري والصرف الصحي.
ومن بين المشاريع والأفكار المشاركة تلك التي ابتكرت أنظمة وتقنيات تساهم في زيادة كفاءة الألواح الشمسية بنسبة تصل الى 20-40٪، من خلال تنظيفها وتبريدها، وأخرى جمعت بين التقنيات الحالية وأنظمة الطاقة الشمسية، والتقليل من استخدام الكهرباء: كمشروع تجفيف الفواكه والخضروات الذي يعمل بنظام الطاقة الشمسية، حيث يعمل المشروع على إنتاج منتجات عالية الجودة وبأسعار منافسة لتلائم احتياجات الاعمال الزراعية الصناعية الصغيرة. أخيرًا ، عرضت المشاريع الأخرى تقنيات لتحويل النفايات إلى طاقة، وتحويل النفايات إلى منتجات يمكن الاستفادة منها، كتلك المتعلقة بتدوير البطاريات، وخدمات تتتعلق بالتدقيق الطاقي، ومبيدات الآفات النظيفة بيولوجيًا للاستخدام الزراعي، حيث من المتوقع ان تساهم تلك المشاريع في توفير استهلاك مياه الري والكهرباء التي تهدر أثناء عملية الإنتاج في القطاع الصناعي.
هذا وصرح معالي السيد خالد العسيلي وزير الاقتصاد الفلسطيني"نحن نعلم مدى أهمية التكنولوجيا النظيفة وأهمية توفرها في ظل وضعنا الراهن"، مضيفاٌ "ان تكاليف الطاقة المرتفعة، وزيادة الطلب عن العرض، والتحديات التي تواجه القطاع الصناعي، لا تتعلق فقط بالتكلفة ولكنها ايضا تتأثر بعدم قدرتها على استغلال وتوفير الطاقة، جميع هذه الاسباب، تشير الى اهمية مواصلة جهودنا من اجل بناء قطاع مزدهر للتكنولوجيا النظيفة ودعم برنامج فلسطين لابتكار في التكنولوجيا النظيفة، ليكون قادرًا على جذب المواهب الجديدة وتدريبها للمسابقات القادمة ".
وأضاف معالي السيد أسامة السعداوي، وزير الريادة والتمكين."ان قطاع التكنولوجيا النظيفة، يعتبر جديداً نسبيًا في فلسطين، ولكنه ومن المتوقع أن يحقق نتائج مهمة في مجالات عدة لتشمل حلول الطاقة المستدامة والنمو الاقتصادي. لا شك أن المسار الذي اتبعه المتسابقون في برنامج تسريع التكنولوجيا النظيفة في فلسطين يمثل تحديًا حقيقياً. لقد تم دفع المتسابقين لتقييم مشاريعهم عن كثب، ودراسة جدواها وتحليلها، وصولا بتنفيذها. لقد شجعهم البرنامج على اكتساب الأساليب والطرق الأمثل واستغلال الموارد، وتأهيلهم للبدء برحلتهم الريادية باستخدام الأدوات والمعرفة المناسبة التي اكتسبوها. "
اما السيد غيرهارد كراوس ، مسؤول التعاون في مكتب ممثل الاتحاد الأوروبي في القدس قال "ها نحن نخطُ خطوتنا الاولى في رحلة واعدة ومثيرة نحو فلسطين خضراء. أتمنى أن يحقق الفائزون مشاريعهم وأود أن أشكر منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) على تقديمها الدعم اللازم لتنمية روح المبادرة الإبداعية الفلسطينية. يقع التركيز على القضايا البيئية في صميم الصفقة الأوروبية الخضراء التي ينبغي أن تعود بالفائدة على شركائنا الفلسطينيين. تمثل أنشطة التكنولوجيا النظيفة استراتيجية نمو جديدة لتحويل الاقتصاد الفلسطيني إلى اقتصاد تنافسي متطور، قادر على توفير الموارد. ان الصفقة الفلسطينية الخضراء وجدت لتبقى".
وقد أكد أحمد الفرا، مدير مكتب برنامج اليونيدو في فلسطين على الإنجاز الذي أحرزه البرنامج مضيفا “نحن سعداء بالتقدم الذي أحرزته الشركات الناشئة التي شاركت معنا في برنامج تسريع التكنولوجيا النظيفة في فلسطين. لقد وجهنا جهودنا لتطوير ودعم إمكاناتهم، وسد الثغرات التقنية، وتدريبهم في ريادة الأعمال، وصقل مشاريعهم لتصبح قادرة على الإنطلاق في الأسواق والمنافسة". هذا وقد أنهى الفرا حديثه مضيفاً "أن قطاع التكنولوجيا النظيفة قطاع واعد من حيث إمكانات النمو الاقتصادي بالإضافة الى التأثير البيئي. ويسعدنا أن نشارككم خبرة اليونيدو في مجال التكنولوجيا النظيفة وأن نكون أول من يقدم برنامجًا مخصصًا يقدم كلاً من الدعم الفني والتوجيه اللازم لدعم الأعمال الريادية".