رام الله - معا - نظم، يوم الأربعاء الموافق 9 شباط 2022 في مقر مؤسسة عبد المحسن قطان في مدينة رام الله، حفل تأبين للناشطة في المجال التنموي والخيري الراحلة ريم خليل سلامة خليل، وفاء لذكراها، وتكريمًا للمبادئ الّتي عملت من أجلها، طوال سنوات عملها وحتى وفاتها بعد صراع مع مرض السرطان.
وتحدث العديد من زملاء وأصدقاء المرحومة ريم، معدّدين مناقبها، حيث كانت المرحومة ريم، وبالرغم من سنوات عمرها القصيرة، مثالاً للمرأة الفلسطينية الملهمة والمحبة والمعطاءة التي ألهمت الكثيرين بفكرها وحبها لوطنها، وتركت أثرا طيبا حيثما حلت. وقد تخلل الحفل معرض صور للراحلة ريم تجسداً لذكراها.
وأطلقت خلال الحفل مبادرة وطنية باسم "حلم ريم" والتي تسعى إلى تحقيق رؤيا هذه الناشطة الفلسطينية، والمحارِبة الشّجاعة، الّتي رسمت، وهي على فراش المرض خُطّةً متكاملة، مستوحاةً من معاناتها الشّخصيّة لتنفيذ حملة واسعة، بهدف التّقليل من التّحدّيات، التي واجهتها، ويواجهُها مرضى السّرطان في فلسطين، حيث عانت ريم من عدم وجود مرجعية مركزية تقدم خدمات شاملة لمرضى السرطان، ناهيك عن بطء الإجراءات اللوجستية، مما زاد من معاناتها ومعاناة عائلتها على حد سواء.
وقال المهندس خليل سلامة خليل، والدُ ريم، أن ريم قضت آخرَ أيّامها بعيدةً عن طفلتيْها وعائلتها وأصدقائها، حيث اضطرّت للسفر إلى الأردنّ، لاستكمال العلاج، لأنّ العلاج اللازم لا يتوفّر في مستشفيات فلسطين. مشيراً الى أهميّة تمكين مراكز علاج السّرطان في فلسطين من جهة، والتّخفيف من معاناة مرضى السّرطان من جهة أخرى، مضيفاً أن القائمين على الحملة قد ارتأوا أن تكون بَاكورةُ أنشطتها في مدينة القدس، المدينة الّتي أحبتها ريم، وعملت على دعم مؤسّساتِها، وقد تم اختيار مستشفى الأوغستا فكتوريا-المطلع، باعتباره عنوانًا فلسطينيًّا مقدسيًّا لتوفير العلاج لمرضى السرطان، بما يقدّمه من خِدْمات متخصّصة ونوعيّة، على مستوى الوطن.
واختتم الحفل بتوقيع اتفاقية مع مستشفى المطلع في القدس ممثلاً بالدكتور فادي مزيد (أطرش) نائب المدير التنفيذي العام رئيس قسم العلاج بالإشعاع بالمستشفى، تهدف الى تطوير قسم زراعة النخاع ليتمكن من تلبية احتياج أساسي لمرضى سرطان الدم والتخفيف من معاناتهم.
ومن جهته، شكر الدكتور فادي مزيد عائلة المرحومة ريم والقائمين على الحملة على هذه المبادرة الوطنية وأكد التزام مستشفى المطلع بتحقيق هذا الحلم، وأنه سيتم الاعلان عن إيرادات الحملة مع العائلة بعد انتهائها وثم المباشرة في تطوير القسم ليقدم خدماته لمرضى السرطان.
جدير بالذكر أن ريم خليل ناشطةٌ فلسطينية في المجال التّنموي والاجتماعي، وشغلت مناصبَ قياديّة عدّة، كان آخرها منصب المدير الإقليمي لمؤسّسة دروسوس، في فلسطين، وساهمت -من خلال عملها- في رسم السّياسات والرؤى المتعلّقة بمَأْسسة العمل الرّيادي والثّقافي، وتطوير البرامج المهنية، الّتي تحاكي متطلّبات سوق العمل.
آمنت ريم بقدرة الشّباب الفلسطيني على إحداث التّغيير الإيجابي، ودعت إلى أهميّة التّركيز على الفئات الأقل حظًّا، وتشجيعها على الاستقلال الاقتصاديّ والإبداع.
ويشار إلى أن المرحومة ريم خليل حاصلة على بكالوريوس الهندسة المدنيّة من جامعة بيرزيت، وعلى درجة الماجستير في الهندسة البيئية والموارد المائية، من جامعة تكساس في أوستن.