معا- ارتدادات سريعة طالت أسعار الوقود إثر التوترات الحالية على الحدود الأوكرانية، في ظل توقعات بمزيد من الارتفاع في أسعار النفط والغاز.
وبحسب خبراء فإن التوترات الراهنة يمكن أن تضاعف أسعار الطاقة حال استمرارها لوقت أطول، أو وقوع أي مواجهة عسكرية رغم استبعادهم ذلك.
تراجعت أسعار النفط، خلال تعاملات أمس الجمعة، بعد بيانات من الولايات المتحدة أظهرت ارتفاع معدلات التضخم في البلاد إلى أعلى معدل في 4 عقود.
ووفقا لبيانات موقع "بلومبرغ" فقد تم تداول العقود الآجلة للخام الأمريكي "غرب تكساس الوسيط" عند 89.51 دولار للبرميل، بتراجع نسبته 0.41% عن سعر الإغلاق السابق. فيما جرى تداول العقود الآجلة لخام "برنت" عند 90.91 دولار للبرميل، بانخفاض نسبته 0.55% عن سعر التسوية السابق.
وقال محمد الصبان، خبير الطاقة السعودية، إن أسعار النفط والغاز ارتفعت بشكل كبير في ظل التوترات الراهنة خشية حدوث مواجهات عسكرية، رغم استبعاد ذلك الخيار حتى الآن.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن المخاوف المرتبطة بأسعار الطاقة مرتبطة بأمرين، الأول يتمثل في تعطل الإمدادات الروسية نتيجة العقوبات، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على الأسعار. أما الجانب الثاني يرتبط بأن الطاقة الإنتاجية في العالم هي محدودة سواء فيما يتعلق بأوبك أو خارجها، ما يعني أن أي انقطاع إضافي يؤثر بشكل مباشر على الأسعار.
وأوضح أن أسعار النفط ستستمر في الارتفاع ليس ارتباطا بالتوترات فقط بل بتزايد الطلب وشح الإمدادات الإضافية من جهة أخرى. ويرى أن هناك زيادة في الإنتاج لدى الولايات المتحدة الذي قارب 11.8 مليون برميل يوميا، إلا أن هناك بعض الدول لا تستطيع زيادة الإنتاج في الوقت الراهن.
وأشار إلى أن هناك العديد من السيناريوهات المرتبطة بالأسعار، حيث يمكن أن تصل إلى 120 أو 150 دولارا للبرميل حال نشوب الحرب ارتباطا بطول فترة التوترات. وفيما يتعلق بأسعار الغاز، يرى أنها تتأثر بدرجة أكبر من النفط، إلا أن أسعار الفحم والنفط سترتفع بشكل مباشر في هذه الحالة.
وبشأن دور تحالف دول "أوبك"، يرى أنه لا يأخذ بالعوامل قصيرة المدى، وأنه يعمل على العوامل متوسطة المدى، ويعمل على تحقيق التوازن بين العرض والطلب، خاصة أن اجتماعه الأول سيكون مطلع مارس، مع صعوبة اتخاذ أي قرارات سريعة بشأن تعويض نسب النفط إذا تأثرت.
من ناحيته، قال خبير الطاقة السعودي، عايض آل سويدان، إن الظروف والمخاوف المحيطة بشأن الأزمة الأوكرانية لها تبعاتها على أسواق الطاقة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن التوترات الحالية ألقت بظلالها على أسعار السلع بشكل عام وخاصة الغاز الطبيعي. ويرى أن المخاوف بدأت تنعكس على الأسعار بشكل واضح، حيث ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا بنحو أربع مرات عن متوسط أسعارها لخمس سنوات، وباتت تتداول مؤخراً عند مستوى قياسي بلغ 32 دولاراً لكل مليون بي تي يو (وحدة قياس حرارية).
وأوضح أن أسعار النفط وصلت عند مستوى 95 دولار لخام برنت، وهذه الارتفاعات ليست مرتبطة بالمخاطر الجيوسياسية فقط، بل يعود أيضا على نمو الطلب المتزايد بشكل كبير لفصل الشتاء والنمو الاقتصاد العالمي.
وبشأن مستقبل الأسعار يرى أنه يمكن أن ترتفع بشكل جنوني في حال اندلاع أي مواجهات عسكرية، وكذلك حال فرض حظر على الصادرات الروسية سواء على الغاز أو النفط، خاصة أن روسيا لوحدها تمد القارة الأوروبية بأكثر من 46 بالمئة من احتياجاتها من الغاز، كما أن صادراتها من النفط تبلغ حدود 4 مليون برميل يوميًا.
ويرى أن الغاز سيكون المتضرر الأكبر حيث أن الدول القادرة على تعويض هذا النقص محدودة، ويمكن أن تواجه ضغوط داخلية كالولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في حالة الامتعاض الداخلية في الولايات المتحدة بسبب ارتفاع أسعار وقود التدفئة.
ويرى أن النفط سيكون أقل ضررا من الغاز، خاصة في ظل تعدد الدول المنتجة للنفط، وأن منظمة "أوبك" كانت ومازالت صمام أمن الطاقة العالمي مع رؤية واضحة دون تغيير، وهو استقرار الأسواق.