واشنطن - معا- نشرت صحيفة الواشنطن بوست مقالاً لابنة الشهيد الفلسطيني الاميركي عمر اسعد الذي استشهد على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي تطالب فيه ادارة الرئيس جو بايدن بالتحقيق في قتل والدها.
وتحت عنوان: "يجب على الولايات المتحدة التحقيق في وفاة والدي الأمريكي الفلسطيني في الحجز الإسرائيلي"، وكتبت هالة حمد التي عرفت نفسها انها ابنة عمر الأسد وتعيش في مدينة ميلووكي بولاية ويسكونسن: "لا يزال من الصعب للغاية التفكير في الساعات الأخيرة لوالدي البالغ من العمر 78 عاماً بعد ان قام الجنود الإسرائيليون بجره من سيارته في 12 يناير بينما كان عائداً لقريته بالضفة الغربية".
واشارت هالة في مقالها انه: تم ربط معصمي والدي بأصفاد بإحكام شديد تسببت وفقًا لتشريح الجثة في حدوث جروح. كما تم تعصيب عينيه وتكميم فمه. ثم تم جره حوالي 50 ياردة إلى موقع بناء وتركه على بطنه في البرد القارس.
ولخصت هالة قصة حياة والدها: "حاول والدي دائمًا أن يعيش حياة طيبة وبسيطة. بعد فترة وجيزة من الزواج، انتقل والداي إلى شيكاغو في عام 1969 ثم بعد ذلك بعشر سنوات إلى ميلووكي، حيث كان يمتلك ويدير العديد من متاجر البقالة الصغيرة وما من شيء أهم له من أسرته؛ كان ينقل يوميا لأبنائه السبعة حبه العميق لنا ، وآماله وأحلامه لمستقبلنا لكن آماله في رؤية هذا المستقبل تلاشت عندما أوقفه الجيش الإسرائيلي عند نقطة تفتيش أقامها الجيش الإسرائيلي في قريتنا ، جيلجليا وهي أرض فلسطينية محتلة وليست جزءًا من إسرائيل.
واعتبرت هالة في المقال انه: لا يحق لإسرائيل وجيشها المحتل التواجد هناك لتقييد حركة الفلسطينيين. ولم يكن لديهم الحق في منع والدي، الذي كان عائدا إلى المنزل في حالة معنوية عالية بعد ليلة من لعب الورق مع أبناء عمومته".
وقالت: الحقيقة المحزنة هي أن نوع العنف الذي تعرض له والدي هو روتيني فوحدة الجيش المسؤولة عن وفاة والدي معروفة بمعاملتها الوحشية للفلسطينيين، بما في ذلك استخدام التعذيب.
وأشارت الى ان "الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 300 فلسطيني عام 2021؛ 75 في الضفة الغربية، مثل والدي. واكدت ان "الإساءة العنيفة التي تعرض لها والدي هي منهجية ومستمرة منذ عقود".
واضافت: الشيء الوحيد الذي يبرز في قضية والدي هو أن الجيش الإسرائيلي أجرى تحقيقًا واعترف "بالفشل الأخلاقي وسوء اتخاذ القرار" للجنود الذين اعتقلوه. تم توبيخ أحدهم، وتم استبعاد اثنين آخرين من مناصبهما. وعبرت عن أعتقادها "أن التحقيق والعقاب الخفيف للجنود حدثا فقط لأن والدي كان مواطنًا أمريكيًا وتصدرت وفاته عناوين الصحف الدولية. وقالت: عند إجراء تحقيقات في وفيات الفلسطينيين، يسود نمط من الإفلات من العقاب بأغلبية ساحقة.
لقد وجدت عائلتي الراحة في تدفق الدعم من مجتمعنا في ولاية ويسكونسن، بما في ذلك من السناتور تامي بالدوين (ديمقراطية) والنائب جوين مور (ديمقراطي)، وكلاهما دعا وزير الخارجية أنطوني بلينكين لبدء تحقيقه الخاص.
واضافت: ومع ذلك، فإن استجابة وزارة الخارجية حتى الآن كانت غير كافية بشكل صارخ. وعبارات التعازي أجوف، وطلباتها بأن تحقق إسرائيل في نفسها لا طائل من ورائها، كما يتضح من تاريخ إسرائيل الطويل في عدم التحقيق بجدية أو معاقبة الجرائم التي يرتكبها جنودها ضد الفلسطينيين.
وأشارت الى حادثة عندما تم سحق الناشطة الأمريكية راشيل كوري حتى الموت على يد جندي يقود جرافة عسكرية في غزة عام 2003 وان الحكومة الإسرائيلية وعدت بإجراء تحقيق "شامل وموثوق وشفاف" ثم برأت الجيش والجنود المتورطين.
وأشارت الى حالة فرقان دوجان، أمريكي تركي يبلغ من العمر 18 عامًا ، كان أحد نشطاء حقوق الإنسان الذين قُتلوا في غارة شنتها الكوماندوز الإسرائيلي على قافلة تنقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر في عام 2010. ولم تجر الحكومة الأمريكية تحقيقًا ومرة أخرى برّأت إسرائيل جنودها.
وقالت: لا تأمل عائلتي أن تسعى إسرائيل لتحقيق المساءلة الحقيقية عن وفاة والدي في تحقيق للشرطة العسكرية، لم ينته بعد. ومع ذلك، أتوقع أن تجيب حكومة الولايات المتحدة على مكالماتي واتصالات أشقائي وشقيقاتي الأمريكيين بالتحقيق بشكل مستقل. وأثناء التحقيق، يجب أن تسأل نفسها لماذا يجب أن تستمر الولايات المتحدة في دعم نظام يُبقي الفلسطينيين خلف شبكة من الجدران ونقاط التفتيش، ويعاملهم بوحشية ويقتلهم، في ظل نظام سيطرة، مع الإجماع المتزايد بين منظمات حقوق الإنسان انه نظام فصل عنصري.
واضافت: عمل والدي بجد وكان قدوة حسنة لعائلته ومجتمعه. كان موته ظلمًا مفجعًا، لكنني لست ساذجًا للاعتقاد بأنه سيؤدي إلى تفكيك الاحتلال الإسرائيلي أو قمع الفلسطينيين. ولكن ينبغي أن يؤدي ذلك على الأقل إلى قيام حكومتي بكل ما في وسعها لإجراء تحقيق كامل في وفاة مواطن امريكي ولضمان أن المعلومات التي تم الحصول عليها من هذا التحقيق قد تعمل على حماية أرواح المدنيين الفلسطينيين كافة.
وختمت: ربما، سيكون هدف والدي المتمثل في فعل الخير وتقديم مثال جيد قد تم تعزيزه في الموت، تمامًا كما كان في الحياة.