القدس- معا- قالت عائلة الأسير أحمد مناصرة من القدس، إن نجلها تعرض للضرب المبرح من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي عند اعتقاله عام 2015، ما أدى لكسر في جمجمته، والتسبب بورم دموي داخلها.
وأضافت العائلة في بيان لها اليوم الأربعاء، أن مناصرة الذي اعتقل في سن الـ13، تعرض إلى أقسى أنواع التعذيب الجسدي والترهيب النفسي، واستخدم ضده أسلوب التحقيق الطويل دون توقف، وحرم من النوم والراحة، وتعرض إلى ضغوطات نفسية كبيرة.
وأكدت أنه ونتيجة للتعذيب الجسدي والتنكيل النفسي، عانى أحمد وما زال من صداع شديد وآلام مزمنة وحادة تلازمه حتى اللحظة.
وأوضحت، أن الاحتلال الإسرائيلي عزل نجلها في معظم فترات الأسر، في ظروف صعبة جدا وغير محتملة، وجعله لوحده يعاني من آلام الرأس الحادة والضيق النفسي والحرمان من الاختلاط مع باقي الأسرى لأوقات طويلة، وحرم عائلته من زيارته بحجة العقاب، وفصله تماما عن باقي الأسرى وحرمه من العلاج المناسب الكفيل بتخفيف الألم، ما أدى الى ظهور اضطرابات نفسية والتي تفاقمت مع استمرار عزله واقتلاعه من بيئته وأهله ورفاقه في السجن.
وأشارت العائلة، إلى أنها حاولت من خلال محاميها ومؤسسات حقوق الإنسان، إدخال طبيب وأخصائي في الطب النفسي لمعرفة تطورات حالته، حيث تمكن من زيارته بعد جهود طويلة، وتبين أنه يعاني من اضطراب نفسي نتيجة الظروف الاستبدادية والعنف الذي تعرض له، كالكسور في الجمجمة ونتيجة لعزله في زنزانة ضيقة وعدم السماح له بالاختلاط مع باقي الأسرى.
وأوضح الأخصائي النفسي للعائلة أن الأدوية التي يتناولها أحمد غير مناسبة وتزيد من تفاقم حالته النفسية وأنه بحاجة إلى تشخيص مهني سليم ومعالجته بأدوية مناسبة وإنهاء عزله في الزنازين، وأن العلاج الأمثل هو وجود حاضنة اجتماعية في غرف السجن أو في الفضاء الخارجي تساعده في تجاوز الأزمة التي ساعد بل وعمل الاحتلال على تفاقمها بالعزل والعلاج غير المناسب، والإفراط في تناول الأدوية المخدرة والمنومة.
وأكدت العائلة، محاولتها والطاقم القانوني والطبي والنفسي والاجتماعي تنفيذ توصيات الأخصائية النفسية بعد زيارتها، الوحيدة ولكن دون أية استجابة من الاحتلال، الذي يواصل حرمانه من الأدوية الصحيحة ويضعه في ظروف عزلة تامة دون أدنى حقوق وحرمانه من زيارة الأهل أو مخاطبتهم عبر الهاتف، وجعلته رفيقا لجدران الزنزانة الضيقة يتألم ويتوجع لوحده ويتكلم مع نفسه ويعيش حالة من التخيلات والأحلام التي لا يقوى أمامها الإنسان.
واستنكرت العائلة ادعاء الاحتلال بأن عزل الأسير أحمد في غرفة عزل منفردة جاء لحمايته وباقي الأسرى بسبب تدهور حالته النفسية.
وجددت ثقتها المطلقة بحاضنة مجتمع الأسرى لكل الحالات المرضية وخاصة في المتابعة مع الأسير، والحرص على إعطاء الأدوية بالوقت والجرعة المناسبة، وأن الخطر الذي يواجهه الأسير أحمد مناصرة سببه ومصدره الاحتلال فقط، وأن عزله عن باقي الأسرى هو عقوبة قاسية، وكأن السجن وحده لا يكفي لعقابه.
وشددت على أن حالة ابنها تأتي ضمن منظومة شاملة طورها الاحتلال لمعاقبة الأسرى جسديا ونفسيا وعائليا في آن واحد، محملة إياها وأذرعه المختلفة مسؤولية ما آلت إليه الحالة الجسدية والنفسية والوجدانية للأسير أحمد.
وتابعت: هذه الحقيقة وهذا الواقع الأليم يحتم على عائلات الأسرى والشهداء والشعب الفلسطيني والمؤسسات القانونية الأهلية والرسمية المحلية والمؤسسات الدولية، وضع استراتيجية واحدة موحدة في مواجهة احتلال النفس والجسد والبيت والأرض الفلسطينية والتصدي لانتهاكاته بحق الأسرى عموما والمرضى على وجه الخصوص.
وأكدت العائلة أن "وسم مش متذكر" سيبقى كلمة السر لصمود أطفال فلسطين أمام وحشية الاحتلال وهمجيته، وأمام كل محاولاته لاحتلالنا نفسيا وهدمنا من دواخلنا، وسيبقى أحمد رمزا للطفولة الفلسطينية الصامدة.
يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل مناصرة في 12 تشرين الأول/ اكتوبر عام 2015، عقب إطلاق الرصاص عليه ودعسه بمركبة، كما اعتدى المستوطنون عليه بالضرب المبرح في حينه، بدعوى محاولته تنفيذ عملية طعن في القدس المحتلة برفقة أبن عمه حسن مناصرة الذي ارتقى شهيدا، حيث كان يبلغ من العمر (13 عاما) في حينه.
وبعد فترة من اعتقاله، سرب شريط فيديو مصوّر يظهر فيه أحمد أثناء تحقيق مخابرات الاحتلال معه أثار ردود فعل غاضبة وإدانات واسعة لما تضمنه من مشاهد وحشية قاسية لنزع اعترافاته.
ويظهر الشريط المسرّب صراخ محققي الاحتلال الهستيري في وجه أحمد وتهديده وتخويفه أثناء التحقيق معه في الساعة الرابعة فجرا، في حين يظهر مناصرة وهو يصرخ ويبكي في حالة من الخوف غير مستوعب ماذا يحدث معه ويجيب على أسئلة المحققين بـ "مش متذكر".