بيت لحم- رئاسة تحرير معا – في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الاوكراني لمأساة الحرب، وتتهدم البيوت وتحترق المطارات ويهرع الناس الى الملاجئ. لا تزال إسرائيل أصغر بكثير عن رؤية هذا المشهد الإنساني الكبير. وهي لا ترى العالم الا من خلال غاياتها الاستعمارية الوضيعة.
ما يهم إسرائيل الان هو تهجير يهود أوكرانيا الى فلسطين، ولا شيء أهم عندهم من هذا. حتى يخال للمرء أنهم كانوا محتجزين هناك كأسرى رغما عن انوفهم وليسوا مواطنين اوكرانيين مثل غيرهم. ولم تعرض إسرائيل يوما على باقي الشعب الاوكراني ان يحتمي بها أو ان يلجأ اليها طلبا للحماية . فهم عنصريون ولا يقبلون الا اليهود.
حاولت إسرائيل أكثر من مرة اقناع يهود أوكرانيا (8800 منهم يحملون الجنسية الإسرائيلية). ولكنهم رفضوا كل الدعوات والاغراءات. وارسلت إسرائيل بقرار كابينيت طائرات لنقلهم ولم تستطع اقناع سوى نحو 30 منهم فقط بالوصول الى تل ابيب. امّا الباقون فكانوا ملتصقون ببيوتهم هناك ورفضوا المغادرة والتهجير.
ووصل الامر بحكومة الاحتلال الاتصال بالحكومة الروسية لنقل يهود أوكرانيا الى فلسطين دون جدوى. والان لا تزال حكومة الاحتلال العنصري تحاول أكثر تهجيرهم للاستيطان في الجولان السوري وفي الضفة الغربية المحتلة.
لا يوجد لدى الفلسطينيين أرقام دقيقة للتهجير، وللهجرة المضادة وعودة اليهود الى أوروبا والى أمريكا. لكن ومن خلال تصريحات إسرائيلية تنكشف حمى الصراع الديمغرافي عندهم، وخشيتهم من انعكاس الصورة .
الصحف العبرية وفي معظمها وصفت ما يحدث في أوكرانيا انها (حرب أوروبا)، وتحاول استرجاع مشهد الحرب العالمية الثانية وتهجير من تبقى من يهود أوروبا الى فلسطين.
صحيفة "إسرائيل هيوم" كشفت وجود حراسات مكثفة وغير مسبوقة حول الكنيس اليهودية في أوكرانيا خشية نهبها واقتحامها (رغم ان الشعب الاوكراني لا يتعامل مع اليهود بأي كراهية ولم يسبق أن نهب معبدا يهوديا).
القناة 14 العبرية وكبرى الصحف "يديعوت احرونوت" وصحيفة "معاريف" اختارت عنوانا واحدا وهو "حرب أوروبا".
وكتبت يديعوت احرونوت: دخلوا لقتل الرئيس!.
اما قنصل إسرائيل في لوس انجلوس يكي ديان، فقد هاجم الرئيس الأمريكي بايدين ووصفه بالضعيف.
فيما نشرت صحيفة "هآرتس" اليسارية صورة للرئيس بوتين كبطل عسكري يخوض المعارك بنفسه.
كف الإسرائيليون عن الاعتقاد ان يهود أوكرانيا وعددهم 200 الف سوف يهاجرون الى فلسطين. وكفوا عن الاعتقاد ان 8800 من حملة الجنسية الإسرائيلية قد يعودون الى هنا.
ويبقى السؤال برسم الإجابة: هل يهرب الرئيس الاوكراني زيلينسكي الذي يحمل جنسية الاحتلال الى تل ابيب؟. ام انه سيختار روسيا والتفاهم معها على الهروب الى دولة الاحتلال .