الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مدى: 562 انتهاكا ضد الحريات الاعلامية في فلسطين خلال 2021

نشر بتاريخ: 10/03/2022 ( آخر تحديث: 10/03/2022 الساعة: 14:12 )
مدى: 562 انتهاكا ضد الحريات الاعلامية في فلسطين خلال 2021

رام الله- معا- أصدر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" تقريره السنوي حول الحريات الحريات الاعلامية في الضفة الغربية (بما فيها مدينة القدس المحتلة) وقطاع غزة خلال العام 2021، وما تعرضت له من انتهاكات، والتي شهدت ارتفاعاً مقارنة بالعام الذي سبقه، خاصة الانتهاكات الاسرائيلية.

وشهد العام 2021 ما مجموعه 562 انتهاكا ضد الحريات الاعلامية في فلسطين، ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 368 منها وكان اخطرها قتل الصحفي يوسف محمد ابوحسين، وخريجي الاعلام عبد الحميد الكولك، ومحمد شاهين في قطاع غزة، بينما ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة في الضفة وغزة 123 انتهاكا، في حين ارتكبت شركات التواصل الاجتماعي 69 انتهاكا، وارتكبت جهات اخرى انتهاكين اثنين، ويأتي هذا الارتفاع في أعداد الانتهاكات بنسبة 137% مقارنة بالعام الذي سبقه.

ويرى مركز "مدى" من خلال تقريره أن هذا الارتفاع الملحوظ في عدد الانتهاكات يعود لعاملين رئيسيين هي: انخفاض الإجراءات الاحترازية المصاحبة لانتشار فايروس كورونا في الأراضي الفلسطينية بشكل كبير، والتي اتخذت ضمن المساعي العامة لمكافحة الوباء خلال العام 2020، ازدياد الفعاليات والأحداث السياسية في البلاد حيث تعرض الصحفيون/ات الذين غطوها للانتهاكات ضدهم.

وشملت الاعتداءات المرتكبة خلال العام 2021 ما مجموعه 356 صحفياً، منهم 281 صحفياً، و75 صحفية ، و32 مؤسسة إعلامية يعمل فيها عشرات الصحفيين والصحفيات، علما ان بعض الصحفيين تعرض بلكثر من انتهاك.

ويعود الارتفاع في أعداد الانتهاكات الموثقة خلال العام 2021 اساسا للارتفاع في أعداد الاعتداءات الاسرائيلية وهي المسؤول الأول عن الاعتداءات التي وقعت بنسبة 66% من مجمل انتهاكات العام، ونُفذت من خلال 14 نوع من الانتهاكات، احتلت الاعتداءات الجسدية العدد الأكبر منها.

وعموماً، يعزى هذا الارتفاع بشكل أساسي نتيجة الاعتداءات على الصخفيين اثناء تغطيتهم لما شهدته مدينة القدس ومدن الضفة من فعاليات دعما لاهالي حي الشيخ جراح ومحاوللات الاحتلال لتهجيرهم من بيوتهم، بالاضافة للاعتداءات والاقتحامات للمسجد الاقصى.

كما كان للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والذي استمر11 يوم أكبر الأثر في ارتفاع أعداد الانتهاكات، حيث قتلت قوات الجيش صحفي وخريجي إعلام، وأصابت ما لا يقل عن 54 صحفي/ة، ودمرت ما لا يقل عن 30 مقرا لمؤسسات إعلامية محلية وعربية ودولية.

وكما الحال في السنوات الماضية فقد جاءت معظم الاعتداءات الاسرائيلية، ضمن الأنواع الخطيرة على الحريات الإعلامية وحياة الصحافيين/ات، وفي المقدمة منها الاعتداءات الجسدية التي بلغت 155 اعتداء، أي ما نسبته 42% من مجمل الاعتداءات الاسرائيلية، علماً أن 133 منها عبارة عن إصابات باعيرة نارية ومعدنية ومطاطية وبقنابل غاز مباشرة اطلقت على أجساد الصحفيين/ات.

وبين التقرير ارتفاعاً كبيرا في أعداد الانتهاكات الفلسطينية خاصة في الضفة الغربية ، إذ بلغت نسبتها خلال العام 2021 (22%)، وتظهر هذه الزيادة بمقدار 27 نقطة عن أعداد الانتهاكات الفلسطينية المرتكبة خلال العام 2020 وبنسبة (128%). ويدل هذا الارتفاع على استمرار المؤشرات السلبية فيما يخص احترام الحريات الإعلامية في الضفة والقطاع، إذا ما تطرقنا لأسباب الارتفاع والمتمثلة في قمع الصحفيين الذين غطوا المسيرات والمظاهرات الاحتجاجية ضد جريمة قتل الناشط نزار بنات من قبل اجهزة امنية فلسطينية في شهر حزيران، إذ رصد مركز مدى خلال حزيران منفرداً ما مجموعه 69 انتهاكا ضد الحريات الإعلامية في الضفة.

أيضا كشف التقرير عن تراجع في عدد الانتهاكات الفلسطينية التي ارتكبتها الاجهزة الامنية في قطاع غزة خلال العام 2021 بنحو 80%، إذا انخفضت من 59 إلى 12 انتهاكاً بسبب قلة الأحداث من جهة، ولوجود عدد اقل من الصحفيين ووسائل الاعلام من جهة أخرى.

وبرغم ما أظهره التقرير من انخفاض في أعداد الانتهاكات المرتكبة من قبل شركات التواصل الاجتماعي خلال العام2021 إذ وثق المركز 69 انتهاكا فقط، إلا أنه هذا الانخفاض لا يعود لتغير في سياسة المواقع ، والتي استمرت بمحاربة المحتوى الفلسطيني من خلال اعلاق وحجب صفحات كثير جدا من النشطاء والمواطنين، بل يعود للسياسة التي اتبعها الصحفيون ووسائل الإعلام من إجراءات رقابية أكثر على منشوراتهم. واحتلت انتهاكات تطبيق فيسبوك المرتبة الأولى من بين باقي وسائل التواصل الاجتماعي بمجموع 41 انتهاك وبنسبة 59% منها.

ان مركز مدى يطالب باحترام حرية الصحافة في الاراضي الفلسطينية المحتلة، كما يطالب بوقف كافة الانتهاكات ضد الحريات الصحفية، ووضع حد للحصانة التي يتمتع بها المعتدين عليها ومعاقبة المسؤولين عنها خاصة جرائم قتل الصحفيين.

كما يطالب منصات التواصل الاجتماعي خاصة شركة ميتا بوقف محاولاتها لحجب المحتوى الفلسطيني، وتغيير خوارزمياتها المتعلقة بالوضع الفلسطيني والتي تكفل حرية التعبير.