رام الله- معا- أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى بان إدارة سجون الاحتلال لا تزال تتجاهل مطالب الأسيرات الفلسطينيات الإنسانية وتماطل في تنفيذها امعاناً في التنكيل بهن والتضييق عليهن لزيادة معاناتهن وكسر ارادتهن.
وأوضح مركز فلسطين ان الاسيرات يعيشن ظروف اعتقال صحية ومعيشية قاسية جداً ويحرمن من كافة الحقوق الأساسية نتيجة استمرار تجاهل الاحتلال لسنوات في الاستجابة للمطالب الحياتية التي تقدمت بها الاسيرات لإدارة السجون والتي هي بالأساس حقوق حسب الاتفاقيات الدولية وتوفيرها ليس مِنَّه من الاحتلال.
الباحث رياض الأشقر مدير المركز قال ان مطالب الأسيرات والتي تتكرر ووعد الاحتلال بتوفيرها لكنه يماطل في الوفاء بوعده هي تركيب الهواتف العمومية للتواصل مع عائلاتهن بشكل ثابت وخاصة بعد فترة انقطاع الزيارات بحجة جائحه "كورونا"، وازاله كاميرات المراقبة المنتشرة في كل انحاء السجن، والتي تحرمهن من الخصوصية.
إضافة الى اغلاق معبار الشارون بشكلٍ تام لأنه يُستخدم كمقر للتعذيب والتنكيل بهن قبل أن ينقلن إلى سجن الدامون، كذلك توفير طبيبة نسائية ولو مرة شهرياً، وتوفير العلاج اللازم لزميلتهن الأسيرة المريضة "اسراء الجعابيص"، و توفير الأغراض الناقصة في كنتين السجن وخاصه الخضراوات والفواكه.
وكشف الأشقر ان إدارة السجون ضاعفت منذ عملية القمع التي تعرضت لها الاسيرات في ديسمبر من العام الماضي من تشديد إجراءات التضييق بحق الأسيرات وذلك للانتقام منهن بعد مسانده الاسرى لهن ونفيذ عملية الطعن في نفحة رداً على الاعتداء الهمجي عليهن، ومنذ ذلك الوقت تعمل على مصادرة حقوقهن والتضييق عليهم بشكل ملحوظ.
وبين الأشقر ان عدد الاسيرات في سجن الدامون 31 أسيرة بعد الافراج عن المقدسية ايمان الأعور عقب قضاء محكوميتها البالغة 22 شهراً، بينهن 10 أُمًهات والطفلة المقدسية "نفوذ حماد" 15عاماً، والتي تعرضت لعملية تنكيل تنم عن الحقد بتقييد ارجلها وايديها عند إخراجها لزيارة ذويها في المرة الأخيرة.
وأشار الأشقر الى ان 6 اسيرات يعانين من ظروف صحية صعبة ويفتقدن الى العلاج المناسب واصعبهن حالة الاسيرة اسراء الجعابيص من القدس، حيث تحتاج لعدة عمليات جراحية وظيفية مستعجلة، وهى معتقلة منذ أكتوبر2015، وتقضي حكماً بالسجن الفعلي مدة 11 عاماً، و أم لطفل واحد، كذلك تعانى الاسيرة شذى عودة (61 عاماً) من رام الله، من عدة أمراض مزمنة منها السكري وارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم والقولون العصبي، وهي معتقلة منذ يوليو 2021، كما تعانى الاسيرة عائشة الأفغاني (40) عاماً من مدينة القدس، والمحكومة بالسجن لمدة (15عاماً)، من أوجاع في الخاصرة، وانتفاخ في البطن، وهى بحاجة الى اجراء صورة طبقية يرفض الاحتلال اجراؤها ، وكانت أجريت لها عملية استئصال للرحم كاملاً .
وتتعرض الأسيرات لجملة من عمليات القمع والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية والمتطلبات اليومية، ومن أبرز الانتهاكات التي تمارس بحق الأسيرات استمرار عمليات اقتحام الأقسام والغرف بهدف التفتيش والتنغيص، بادعاءات أمنية واهية، والتنقل عبر سيارة البوسطة لفرض مزيد من التنكيل التعسفي لهن، بحيث تخرج الأسيرة الساعة الرابعة فجرا وتعود مساء من نفس اليوم، ونقص في توفير الأغطية والملابس وخاصة في الشتاء، وكذلك عدم توفير الكثير من الأغراض التي تحتاجها الأسيرات في كنتين السجن.
والمماطلة في إجراء الفحوصات الطبية الدورية والتشخيصية وتوفير الأدوية المناسبة وعدم توفير طبيبة نسائية مختصة في عيادة السجون لرعاية الأسيرات، ومنع إدخال الكتب الثقافية أو العلمية، وكذلك المشغولات اليدوية كالمطرزات وغيرها.
ودعا مركز فلسطين كافة المؤسسات المعنية بقضايا المرأة، التدخل لوقف معاناة الاسيرات والضغط على الاحتلال لضمان توفير حقوقهم الأساسية ومستلزماتهم، كذلك العمل الجاد من اجل طلاق سراحهم جميعاً.