القدس_ معا- صدر حديثا، عن دار "اليمامة للطباعة والنشر" بالقدس، كتاب بعنوان "جذور مقدسية"، للكاتب المقدسي محمود أبو غزالة .
وتحدث الكتاب عن وقف الشيخ إبراهيم محمد السافوطي منذ العام 998ه، "قبل ما يزيد عن خمسمائة عام"، وقف السافوطي يتثبت جذر المقدسيين منذ الآف السنين.
ويضم كتاب "جذور مقدسية"، بابين أساسيين، الأول يتناول عن الاستيطان وأثره على هضم الأرض، ونهب الوقفيات أكانت عامة أم خاصة، ويشير الكاتب إلى محاور الاستيطان حول المدينة المقدسة بمحيطها الخارجي وداخل البلدة القديمة، والمخاطر المحدقة بالأقصى، حيث التقسيم الزماني المفروض عنوة، والسماح للمستوطنين القيام بجولات استفزازية داخله بحماية شرطة الاحتلال وقواته الخاصة.
وكنموذج لنهب الوقفيات وطمس معالمها، استعرض الكاتب أبو غزالة كيف تم محو حي المغاربة الملاصق لحائط البراق الشريف والذي يعرف "بوقف بومدين"، والمحاذي لسور الأقصى من الناحية الغربية.
كذلك خصص الكاتب جانبا للحديث عن قضية الشيخ جراح وصراع الوجود القائم حاليا بين أصحاب الأرض والمساكن المهددة بالإخلاء، وبين المستوطنين الذين يزعمون ملكيتهم لتلك المساكن، معتمدين على القوانين الوضعية الجائرة من قبل حكومة الاحتلال كقانون أملاك الغائبين الذي يسمح لليهود المطالبة والعودة إلى أماكن سكنوها قبل عان 1948، بينما تمنع الفلسطينيين من ذلك، وقانون الجيل الثالث الذي يهدف إلى تضييق الحيز الفلسطيني.
ونوه الكاتب إلى ضرورة اتخاذ إجراءات جادة وخطوات فاعلة لوقف التهجير القسري لسكان الحي.
أما الباب الثاني، فيتحدث عن الواقف الشيخ إبراهيم محمد الساطوفي، مولده، نشأته، حياته، وتباين الآراء والأساطير والأقاويل عن مكان دفنه ومثواه.
كما يتناول الكتاب عن أعيان الوقف وشروط الواقف، مبينا أن وقف الحاج السافوطي من أكبر الوقفيات الذرية في مدينة القدس، ويعد وقفا فريدا ومميزا، لأن وقفيته تشمل الذكور والإناث بالتساوي، ونسلهم وذرياتهم جيلا بعد جيل، ونسلا بعد نسل، ويضم الوقف نحو 80 عائلة، فهو أوجد بذلك نسيجا اسريا فريدا ورابطا اجتماعيا قويا في القدس.
واشتمل الباب الثاني على أسماء ورثة مستحقي الوقف، إذ بلغ عددهم ما يقارب 2250 مستحقا.
كما تضمن الكتاب ملاحق مهمة وحجج تتعلق بوقف السافوطي، وحجج استبدال ندل على مكان وموقع الموقوف في منطقة حيوية مزدهرة منذ قرون سابقة، كدلالة ساطعة على أهمية القدس دينيا وحضاريا وثقافيا وتجاريا.
وكتاب "جذور مقدسية"، يسلط الضوء على الخطر الزاخف الذي يهدد تذويب الشخصية الإسلامية العربية للمدينة وطمس معالمها الحضارية، وإحداث تغييرات محمومة ترمي إلى الاستيلاء على العقارات ودور السكن وإحداث خلل في التوازن السكاني في المدينة لصالح اليهود.
وأكد الكاتب محمود أبو غزالة إلى أهمية الإسراع بوقف أملاك المقدسيين لأن الوقف يحمي العقارات ودور السكن من البيع أو التزوير.
كما نوه إلى أهمية توثيق الوقفيات الإسلامية، سيما الذرية منها في فلسطين عامة وبيت المقدس خاصة، وتحديد مواقعها وبيان خصائصها ومعرفة المستحقين من الموقوف عليهم إثبات حقوقنا الشرعية الراسخة ومنها لتشريبها أو بيتها أو تزوير ملكيتها.