رام الله-معا- وافق البنك الدولي على أكبر برامجه في قطاع التعليم في فلسطين حتى الآن، ضمن مخصص مالي إجمالي يبلغ 60 مليون دولار أمريكي، وذلك بعد ستة أشهر من المناقشات الفنية المعمقة مع وزارة التربية والتعليم.
جاء هذا الإعلان خلال استقبال وزير التربية والتعليم أ.د. مروان عورتاني لوفد رفيع المستوى من البنك الدولي برئاسة المدير الإقليمي للتنمية البشرية في البنك الدولي د. كيكو ميوا.
وعبر الوزير عورتاني عن ترحيبه بقرار البنك دعم هذا البرنامج الحيوي الذي يأتي في إطار أجندة الإصلاح البنيوي التي أطلقتها الوزارة قبل زهاء عامين.
وأوضحت د. ميوا في تصريح لها عقب اللقاء: " يهدف هذا البرنامج طويل الأمد إلى دعم الرؤية الريادية الخلاقة التي وضعتها وزارة التربية والتي تنضوي على مجموعة من الإصلاحات الاستراتيجية الهادفة إلى الارتقاء بجودة التعليم وبجودة نتاجاته المعرفية والاجتماعية والإبداعية والريادية؛ حيث ستجعل هذه الإصلاحات منظومة التعليم أكثر حداثة وشمولاً وإدماجاً وأكثر استجابة للاحتياجات التعلمية لكافة شرائح وفئات الطلبة دونما تمييز.
ويركز البرنامج بشكل خاص على اكتساب الطلبة للمهارات الحياتية وعلى نشأتهم السوية، وعلى تطوير منهجيات وطرائق التعليم والتعلم؛ بما فيها توظيف الموارد الرقمية المفتوحة وبرامج المحاكاة والواقع الافتراضي، كما يتضمن البرنامج مكونات تهدف إلى صقل مهارات الطلبة في البحث والاستقصاء والتأمل وتعزيز تمكنهم من العلوم والتكنولوجيا والرياضيات؛ كما أفرد البرنامج مساراً خاصاً يهدف إلى إصلاح منظومة الثانوية العامة [التوجيهي] وحوكمة وترشيد مسارات الانتقال إلى التعليم العالي والتعليم التقني والمهني وسوق العمل ، بما يتيح فرص النجاح لكل طالب وطالبة ، كل بما يتواءم مع قدراته ومواهبه وميوله؛ وعلى وجه الخصوص سيدعم البرنامج إنشاء مركز وطني للامتحانات والقياس والتقويم التربوي استلهاماً للممارسات العالمية الفضلى في هذا المجال. "
وأضافت الدكتورة ميوا " أنا سعيدة جدا بالثقة والقبول والإعجاب الذي قابلت به مستويات القرار المختلفة في البنك الدولي هذا البرنامج الرؤوي الطموح والذي نعول عليه الكثير في إحداث أثر عميق ومستدام على نظام التعليم في فلسطين، وسيعمل البنك على الترويج لهذا البرنامج وإشهاره على المستويين الإقليمي والعالمي، احتراماً وتقديراً للجهد الفلسطيني المميز".
من جهتها؛ قالت رئيس برنامج البنك الدولي للتنمية البشرية في فلسطين سميرة حلس: " سيبذل فريق البنك كل جهد مستطاع بالشراكة مع نظرائه في وزارة التربية لتنفيذ خطط البرنامج والتعاطي الخلاق والمرن مع كافة التحديات والمعيقات التي قد يصادفها في ضوء خصوصية الوضع في فلسطين، وأردفت بقولها: "إننا على قناعة بأن هذا البرنامج سيشكل رافعة لتنمية الموارد البشرية الشابة وتمكينها من صياغة مستقبلها باقتدار وتعزيز قدرتها على النجاح والمشاركة الفاعلة في القطاعات الإنتاجية على أنواعها. "
يذكر أنه سيتم توقيع الاتفاقية الخاصة بالبرنامج والمباشرة في تنفيذه في أوائل شهر أيار بحضور وفد رفيع المستوى من البنك الدولي.