غزة- معا- أكد رئيس سلطة المياه م. مازن غنيم اليوم أن الوضع المائي في قطاع غزة في طريقه إلى التحسن نتيجة لجهود مكثفة على كافة المستويات لتنفيذ برامج ومشاريع استراتيجية وتنموية لخدمة المواطن الفلسطيني لإنهاء أزمة طالت وامتد أثرها لسنوات طويلة على حياة السكان في القطاع.
جاء حديث م.غنيم خلال افتتاح مشروع تحسين شبكات المياه الإضافية محافظتي الوسطى وخانيونس، الذي نفذته سلطة المياه بتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية، وشارك في الافتتاح ممثلون عن مصلحة مياه بلديات الساحل وبلديات المنطقة الوسطى وشرق خانيونس، بالإضافة إلى مشاركة من المجتمع المحلي والشخصيات الفاعلة.
وأشاد رئيس سلطة المياه بالانجازات القائمة في قطاع المياه والصرف الصحي، والتي تساهم في الوصول الى الهدف الذي المتمثل بحل الأزمة المائية المزمنة في قطاع غزة، وتزيد من الإصرارً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في هذا القطاع الحيوي المهم، وصولاً إلى استكمال متطلبات الأمن المائي شيئاً فشيئاً."
كما أعرب الوزير غنيم عن تقديره لدعم دولة الكويت الشقيقة عبر الصندوق الكويتي للتنمية بتكلفة تصل إلى نحو 10 ملايين دولار، والذي رأى الجميع ثماره اليوم على أرض غزة، حيث تحول المشروع إلى حقيقة، ما سيسهم في تحسين إمدادات المياه لأكثر من ربع مليون نسمة في المحافظتين. مؤكدا إن الوضع المائي في غزة كان حتى وقت قريب يشكل هاجساً كبيراً، دفع سلطة المياه لتسابق الزمن في مواجهة تداعيات هذا الوضع حتى لا تصبح غزة منطقة غير قابلة للحياة، جراء تدهور وضع الخزان الجوفي الساحلي والذي يعد المصدر المائي الوحيد في القطاع، بدعم من الشركاء المحليين والدوليين والجهات الداعمة.
وأضاف م. غنيم في كلمته: " أنه وبحمد الله استطاعت سلطة المياه وبدعم من الشركاء العرب والدوليين تحقيق إنجازات نوعية لتدارك هذا الوضع الخطير، والذي سيتبعه مزيد من التدخلات لتوفير مصدر مائي مستدام، حيث سيتم إطلاق جملة من المشاريع قريباً للمضي قدماً في سبيل ذلك.
وأوضح أن قطاع المياه ما زال يواجه العديد من التحديات، وعلى رأسها الاحتلال الاسرائيلي الذي يبقى التحدي الأول والأكبر الذي فرض من خلال عدوانه الأخير على غزة، مما فرض مزيداً من الجهود والتدخلات للعمل على إعادة بناء وإصلاح ما تم تدميره على صعيد البنية التحتية للمياه والصرف الصحي.
من جانبه، قال المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية د. مروان الغانم إن بلاده خصصت 60 مليون دولار لتطوير منشآت المياه في المنطقة الوسطى والجنوبية من قطاع غزة، منها المشروع الذي تم افتتاحه اليوم، معرباً عن سعادته لإتمامه وتشغيله لخدمة المواطنين في المناطق المستهدفة.
وأضاف أن الصندوق الكويتي وسلطة المياه توصلتا إلى المراحل النهائية للتعاقد على مكونات المتبقية من المشروع، والذي عند اكتماله سيوفر مياه الشرب لحوالي مليون نسمة، ضمن مجموعة من المشاريع التي ساهم الصندوق في تمويلها في مختلف القطاعات بمائتي مليون دولار.
وعبر الغانم عن اعتزاز بلاده بالمشاركة في دعم صمود الشعب الفلسطيني، مشيداً بهذه الإنجازات التي تم التوصل إليها بسواعد أهالي القطاع، ومثمناً دور كل من ساهم في إنجاح المشاريع المتضمنة في هذه المنحة، ومنها الفريق الوطني لإعادة إعمار المحافظات الجنوبية، حيث أن التناغم بينها جعل تحقيق هذه الإنجازات ممكناً.
بدوره، تحدث منسق الفريق الوطني للإعمار م. سعدي علي عن الجهود المبذولة التي أدت إلى الوصول إلى هذه اللحظة التي يلمس فيها المواطن تغييراً على مستوى الخدمة كماً ونوعاً على نحو أفضل في المناطق المستهدفة. مشيداً بتعاون الأطراف المختلفة مع الفريق الوطني والجهات الحكومية والرسمية المعنية بإكمال هذا المشروع.
كما تطرق نائب مدير مصلحة مياه بلديات الساحل م. ماهر النجار إلى الجهود المبذولة في ذلك المشروع، وعلى مدار سنوات من قبل المصلحة تحت إشراف سلطة المياه والتنسيق معها ومع المانحين والداعمين، بالإضافة إلى ما أنجز في مجال التشغيل والصيانة والعمل رغم التحديات الفنية والتمويلية.
وفي ختام الفعالية، تم إزاحة الستار وبدء التشغيل للمشروع، فيما تفقد رئيس سلطة المياه خزانات مياه الزوايدة والبريج وعبسان التي أنشئت ضمن المشروع، وتمت مناقشة سبل استدامة تشغيلها وتطويرها.