واشنطن- معا- شارك أكثر من ألف متظاهر من مؤيدي القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في العودة في مدينة نيويورك يوم الأربعاء، لإحياء الذكرى السادسة والأربعين ليوم الأرض وللاحتجاج على منظمات اللوبي الإسرائيلي المشوهة للنضال الفلسطيني.
وتجمع المتظاهرون في هذه الفعالية السنوية أمام “محطة غراند سنترال” للقطارات في وسط “مانهاتن” على شارع 42 المعروف باكتظاظه وانشغاله ، على بعد أقل من كيلومتر واحد من مبنى الأمم المتحدة، حيث رددوا هتافات عالية الصوت تحيي النضال الفلسطيني من أجل إنهاء الاحتلال وحكم الأبارتهايد الإسرائيلي ، بينما تجمعت مجموعة صغيرة جدا من المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل على الشق الثاني من الشارع ، حاملين الأعلام الإسرائيلية ولافتات عليها صور 11 إسرائيليًا قُتلوا في الأسبوع الماضي.
وفصلت مجموعة من الشرطة بين المتظاهرين والمجموعة الصغيرة المؤيدة لإسرائيل لضمان عدم التشابك بينهم.
وقام المتظاهرون الداعمون للحق الفلسطيني بمسيرتهم المنظمة عبر وسط مانهاتن ، وتوقفوا عند مكاتب الجماعات المرتبطة بإسرائيل بما في ذلك مجموعة “أصدقاء الجيش الإسرائيلي ، والصندوق المركزي لإسرائيل.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها “الانتفاضة حتى النصر” و “سنحرر فلسطين في حياتنا” و “المقاومة حتى العودة”، ورددوا هتافات “من النهر إلى البحر فلسطين حرة” و “المقاومة مبررة عندما يكون الشعب محتلا” و “من نيويورك إلى غزة لا بد من عولمة الانتفاضة” و “حل واحد فقط: ثورة الانتفاضة”، فيما رفع أعضاء مجموعة ناطوري كارتا اليهودية المناهضة للصهيونية شعارات وهتافات “اليهودية نعم ، الصهيونية لا ، يجب أن تذهب دولة إسرائيل”.
ودعا المتظاهرون إلى اتخاذ إجراءات ضد منظمات اللوبي الإسرائيلية في نيويورك ، بما في ذلك إلغاء وضعها كمنظمات غير ربحية، تحظى بالإعفاء الضريبي.
ويجدر بالذكر أن التاريخ الفلسطيني حافل بالانتفاضات الشعبية المقاومة ضد الاحتلال، لعل أبرزها “انتفاضة الحجارة” التي انفجرت يوم 9 كانون الثاني 1987، واستمرت لأكثر من خمسة أعوام، أهمدت بعد توقيع منظمة التحرير الفلسطينية على اتفاقات أوسلو عام 1994.
و”يوم الأرض” هو يوم يحيي قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة الأراضي المملوكة للعرب في منطقة الجليل في 30 آذار 1976 ، وما أعقب ذلك من مظاهرات، قمعتها السلطات الإسرائيلية بوحشية، وأودت بحياة ستة من المتظاهرين.
وتتزامن ذكرى يوم الأرض لهذا العام مع تصعيد إسرائيلي واسع النطاق في أراضي الضفة الغربية المحتلة، ومنطقة النقب، عبر هدم المنازل وتدمير الأراضي الزراعية وتخريب محاصيلها، والهدف من ذلك حسب مصادر فلسطينية هو دفع سكان النقب البالغ عددهم 150 ألفًا إلى الهجرة القسرية، ومن “ثمّ تجميعهم في 8 بلدات ثابتة لا تتعدى مساحتها 300 ألف دونم”.
وفي هذا السياق وافقت الحكومة الإسرائيلية على مخطط لعسكرة النقب يتمثل في القيام “بنقل مقرات وزارة الأمن والمصانع العسكرية إلى الأراضي المصادرة هناك”، هذا فضلًا عن مشروع استيطاني موازٍ يتمثل في “إقامة 12 مستوطنة جديدة على أنقاض الأراضي العربية، من بينها مدينة للمستوطنين المتدينين تستوعب 120 ألف يهودي باسم مستوطنة “كسيف”، ومستوطنة ثانية باسم “نيتسانا” للأكاديميين ولمهندسي التقنيات “الهايتك”، إضافة إلى مراكز تجارية ومرافق عمل”، بموجب خطة خاصة أعدتها وزيرة الداخلية الإسرائيلية إيليت شاكيد ووزير البناء والإسكان زئيف إلكين.
ويحدث ذلك في الوقت الذي تواصل فيه سلطات الاحتلال رفضها الاعتراف بالقرى العربية في النقب التي يعيشون عليها وعاش عليها أجدادهم قبل قيام دولة إسرائيل. يشار إلى أن بدو فلسطين الذين يقطنون النقب جنوبًا يمتلكون أزيد من 1.1 مليون دونم، وتعد هذه المساحة هي أكبر مساحة يمتلكها الفلسطينيون في أراضي 48، وتريد دولة الاحتلال مصادرة 800 ألف دونم من سكان 35 بلدة لا تعترف بوجودها وتحرمها الخدمات الأساسية، بزعم أنها “أراضي دولة”.