القدس معا- رصدت محافظة القدس انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في المحافظة خلال الربع الأول من العام 2022، والذي شهد ازديادًا في وتيرة الانتهاكات، وتعمد الاحتلال خلاله سياسة الإعدام بدم بارد.
كان من أبرز الانتهاكات التي شهدتها المحافظة خلال الربع الأول من العام 2022، ارتقاء (5) شهداء من بينهم طفلًا، (4) شهداء منهم ارتقوا خلال شهر آذار، وهم: الشهيد (كريم القواسمي،19 عامًا) والطفل الشهيد (يامن جفال،16 عامًا)، والشهيد (عبد الرحمن قاسم،22 عامًا)، والشهيد (علاء شحام،20 عامًا). بالإضافة إلى الشهيد (فهمي حمد،57 عامًا) الذي ارتقى في شهر كانون الثاني. ويذكر أن عدد الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال وصل إلى 18 بعد تسليم جثمان الشهيد عمر أبو عصب، واحتجاز جثمان الشهيد كريم القواسمي في شهر آذار.
أما فيما يخص استهداف الرموز المقدسية، مضت سلطات الاحتلال بإمعان سياساتها التعسفية بحق محافظ القدس عدنان غيث، فمنعت مخابرات الاحتلال المحافظ غيث خلال شهر آذار، من السفر عبر معبر الكرامة. كما واحتجزته هو ومستشاره الإعلامي "معروف الرفاعي" لعدة ساعات، وسلمت غيث استدعاءً لمراجعة مخابراتها. ومددت اعتقاله في ما يعرف بمركز تحقيق المسكوبية بالقدس لمدة يوم آخر لعرضه على محكمة الاحتلال، وأفرجت عنه بكفالة مالية شخصية قدرها 10 آلاف شاقل، وخلال أقل من 24 ساعة من الإفراج عنه أعادت استدعاءه للتحقيق، محاولة فرض قرارات جديدة عليه، إلا أنه رفضها.
أما فيما يتعلق باعتداءات المستوطنين، فقد شهد الربع الأول من العام 2022، تزايدًا حيث وصلت اعتداءات المستوطنين إلى (104) اعتداءات منها 29 إيذاء جسدي، وتتعمد حكومة الاحتلال توفير غطاء لممارسات المستوطنين، بدليل التلاعب والتحايل القانوني وغير القانوني لتوفير شبكة أمان تحمي هؤلاء المعتدين، باعتبارهم الأداة القوية لسياسة الاحتلال المتطرفة لتنفيذ أهدافهم وتحقيقها.
ويلاحظ ارتفاع نحو خمسة أضعاف في وتيرة اعتداءات المستوطنين في محافظة القدس خلال الربع الأول من العام 2022 وعام 2021، والذي رصد فيه (18) اعتداءً نفذه مستوطنون.
أما بخصوص محور الإصابات الناتجة عن استعمال قوات الاحتلال القوة المفرطة ضدّ المقدسيين في مختلف أنحاء العاصمة المحتلة، تم تسجيل نحو (903) إصابة بالرصاص الحيّ والمطاطي والضرب المبرح وغاز الفلفل والاختناق، نقل العشرات منهم على أثرها للمستشفيات لتلقي العلاج. كان أعلاها خلال شهر شباط الذي سجل فيه نحو (800) إصابة. بالإضافة إلى مئات حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع.
وبشأن الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المُبارك، وفي انتهاك واضح وصريح لقدسية المسجد الأقصى المُبارك، تصاعدت اقتحامات المستوطنين خلال الربع الأول من العام 2022، حيث تم رصد (11,104) مستوطنّا اقتحموا باحات المسجد الأقصى المُبارك خلال الفترتين الصباحية والمسائية بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، أدّوا خلالها صلوات وشعائر تلمودية علنّية، كان أعلاها في شهر آذار بواقع (4190) مستوطنًا وذلك تحت ذريعة الأعياد اليهودية.
ويلاحظ ارتفاع كبير يصل إلى الضعف تقريبًا في عدد المستوطنين المتطرفين الذين اقتحموا المسجد الأقصى المُبارك خلال الربع الأول من عام 2022 وعام 2021، والذي رصد فيه اقتحام نحو (6200) مستوطنًا وطالباً يهودياً للمسجد الأقصى المُبارك خلال الربع الأول منه.
وحول حملة الاعتقالات التي تشنها قوات الاحتلال بشكل يومي بذرائع واهيه، رصدت المحافظة (688) حالة اعتقال لمواطنين مقدسيين من بينهم (35) سيدة، وكان أبرزها اعتقال (54) شابًا تم اعتقالهم خلال المنخفض الثلجي الذي تأثرت فيه البلاد في شهر كانون الثاني، بتهمة إلقاء الثلوج على مستوطنين وعناصر الشرطة. ويذكر أن شهر كانون الثاني كان أعلى الشهور تسجيلًا لحالات الاعتقال.
ويلاحظ ارتفاع في وتيرة الاعتقالات التي يشنها الاحتلال في محافظة القدس خلال الربع الأول من العام 2022 وعام 2021، والذي رصد فيه (465) حالة اعتقال من بينهم (24 سيدة).
أصدرت محاكم الاحتلال العنصرية (77) حكمًا بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين من بين تلك القرارات إصدار قرارات بالاعتقال الإداري بحق (14) أسيرًا، من بينهم الحاج "أمين الشويكي، 61 عاماً" وذلك للمرة الثالثة على التوالي، الذي لم يشفع له مرضه ولا كبر سنه من ظلم الاحتلال.
وضمن الانتهاكات التي رصدتها محافظة القدس إصدار (35) قرارًا بالحبس المنزلي، و(56) قرارًا بالإبعاد لمواطنين مقدسيين خلال الأشهر الثلات الأولى من العام 2022 في مدينة القدس. إضافة إلى (9) قرارات منع سفر جائرة بحق مواطنين، تراوحت فترتها ما بين شهر إلى 6 أشهر.
وفي ما يتعلق بملف عمليات الهدم خلال الربع الأول من العام 2022 بلغ عدد عمليات الهدم (68) عملية: (26) عملية هدم قسري و(42) عملية هدم بآليات الاحتلال، و(11) عملية تجريف. كما وسلمت عشرات الإخطارات لهدم منازل ومنشآت تجارية.
كما ونفذّت آليات الاحتلال (42) عملية هدم طالت؛ (12) منزلًا وشقة سكنية، و(21) منشأة تجارية، ومركز طبي، ومقبرة قيد الإنشاء، واسطبل للخيول، وبركسات، وغرف زراعية، وجدران استنادية.
وضمن مساعي الاحتلال لفرض وقائع جديدة في مدينة القدس المحتلة للسيطرة على المزيد من العقارات والأراضي الفلسطينية في المدينة، والتي تأتي في ظِلّ تصاعد حجم الاستيطان المسعور والتهجير القسري للمقدسيين وتغيير الطابع العربي- الفلسطيني لمدينة القدس.
صادقت سلطات الاحتلال خلال الربع الأول من عام 2022، على 21 مخطط استيطاني جديد، شمل مشاريع لتغيير معالم الأحياء العربية في القدس بتخصيص موازنة لخطة على مدار خمس سنوات بمبلغ 4 مليار شاقل، بالإضافة إلى مشروع لمنطقة حائط البراق بمبلغ 35 ميلون دولار، ومنطقة باب الخليل بمبلغ 40 مليون شاقل، بالإضافة إلى المصادقة على بناء (20500) وحدة استيطانية جديدة في العديد من المستوطنات داخل مدينة القدس وعلى أطرافها، كما ورصدت خطة بقيمة مليار شاقل لمشاريع تهدف لربط مستوطنات القدس ببعضها،
ولفرض السمة اليهودية التلمودية على ملامح المدينة المقدسة، كثفت سلطات الاحتلال من المصادقة على إقامة حدائق يهودية عامة، كمخطط مصادرة أراضي سوق الجمعة والجزء الشمالي من المقبرة اليوسفية بهدف إقامة حديقة عامة عليها، والمصادقة على إقامة مركز تهويدي ضخم في منطقة جبل الزيتون لتخلد تاريخ الموتى اليهود.
كما وطرحت مشروع مدينة صناعية في منطقة بادية القدس بالقرب من البحر الميت، ومشروع لتوسعة مستشفى هداسا على حساب مصادرة 111 دونمًا من أراضي بلدة العيسوية.
وكانت العاصمة المقدسة عام 2021، شهدت تصاعدًا غير مسبوق في وتيرة الاستيطان وتوسيع المستوطنات، ليصل إلى مستويات قياسية مقارنةً بالأعوام الـ20 الأخيرة، لاستغلال “إسرائيل” الصمت الدولي والجائحة العالمية، لإقرار كبرى المشاريع الاستيطانية؛ تمهيدًا لفصلها عن محيطها الفلسطيني وتغيير واقعها التاريخي والقانوني والديمغرافي. وكانت محافظة القدس قد رصدت خلال عام 2021، نحو 50 مخطط استيطاني يهدف لطمس هوية العاصمة العربية، وتوسعة بمساحات المستوطنات بالمحيط في القدس.