بيت لحم-معا- اتهم المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال مرشحة اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية الفرنسية مارين لوبان ومقربين منها، باختلاس نحو 600 ألف يورو من الأموال العامة الأوروبية خلال فترة ولايتهم في البرلمان الأوروبي، وفق ما جاء في تقرير كشفه موقع "ميديا بارت" قبل يومين.
في المقابل، قال رودولف بوسلو، محامي لوبان، إنه "مندهش" من التوقيت الذي كشف فيه هذا التقرير ومن "استغلاله".
وأكد المحامي أنه مستاء من الطريقة التي يتصرف بها المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال، مشددا على أن جزءا من التقرير يتعلق بـ"وقائع قديمة تعود إلى أكثر من عشر سنوات"، بحسب تقارير فرنسية.
واحتدمت المنافسة بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، المنتهية ولايته، ومنافسته ماريان لوبان، قبيل أسبوع من انطلاق الجولة الثانية المزمع إجراؤها في 24 نيسان الجاري، بسبب الجدل حول قرار الأخيرة فرض غرامة على ارتداء الحجاب بالأماكن العامة
Ads by optAd360
.
وسارع ماكرون لرفض المقترح، في محاولة قرأها مراقبون بأنها محاولة لجذب الناخبين المسلمين الذين يمثلون كتلة انتخابية في البلاد.
ويرى الباحث السياسي والناشط المدني هيثم بن عبد الله، أن الاتهامات الموجهة للوبان من جانب البرلمان الأوروبي ستؤثر بشكل سلبي للغاية على حظوظها الانتخابية، فضلاً عن أن قرارها الخاص بفرض غرامات على مرتدي الحجاب سيفقدها قطاعا كبيرا من الناخبين لكونه يتعارض مع فكرة الحريات العامة.
وفي تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" من باريس، أوضح عبد الله أن لوبان الفائزة في المركز الثاني في الجولة الأولى، قد استفادت من أصوات الناخبين المسلمين خاصة السيدات، المسلمات اللاتي منحن أصواتهن لها اعتمادا على خطابها التطميني على القدرة الشرائية والضمان الاجتماعي وانحيازها للطبقات الضعيفة.
وأوضح أن الاتهامات من جانب البرلمان الأوروبي تحتاج إلى توضيح عاجل، وتعد ضربة قاصمة وثقيلة للمرشحة التي تنافس بقوة على رئاسة البلاد، وسيضعف حظوظها وينال من سمعتها بشكل كبير، خاصة أن يأتي قبيل أيام من انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات.
وفي تعليقه على قرار لوبان يقول عبد الله إنها بدأت تستعيد شخصيتها المتطرفة والمعادية للإسلام، حيث وعدت بفرض غرامة مالية على المحجبات في حال فوزها بالرئاسة، وهي غرامة أبعادها رمزية أكثر من مبلغ الغرامة في حد ذاته، معبراً عن اعتقاده بأن لوبان قد انتحرت سياسيا وهي على اعتاب الإليزيه.
ويشير الباحث السياسي إلى أن خصمها ماكرون التقط هذه الفرصة ودعم خطابه المنفتح والمتسامح والذي يلقى صدى لدى شريحة واسعة من الناخبين المترددين حتى الآن في التصويت له أو للوبان.