القدس- معا- اعرب المهندس عدنان الحسيني ، رئيس دائرة القدس في منظمة التحرير الفلسطينية ، عضو اللجنة التنفيذية ، عن مخاوفه من الاعلانات الاسرائيلية الرسمية بالتطلع الى تهدئة مع الجانب الفلسطيني والعربي وتخفي خلفها جملة من الاجراءات التهويدية للمقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس .
وحذر من تبعات وقف اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد الاقصى ابتداءا من يوم غد الجمعة مع انتهاء ما يسمى بعيد الفصح لدى اليهود والدفع باتجاه تكريس التقسيم الزماني والمكاني واعتبار ذلك سنة جديدة على غرار الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل حيث يجري تفريغه ومنع المسلمين من دخوله وقت الاعياد اليهودية .
وفي الوقت الذي ندد فيه بتقييد حرية وصول المسيحيين للمشاركة بسبت النور، اعتبر قرار المحكمة الاسرائيلية الموفقة على تحديد اعداد المسيحييين المشاركين باحتفالات سبت النور ب 4000 مواطن ، سابقة قضائية تخدم السياسة الاسرائيلية بحق المقدسات الدينية ، موضحا ان سلطات الاحتلال تسعى الى تهدئة من جانب واحد فيما تمضي بقوة في اجراءاتها التهويدية للمقدسات الدينية والالتفاف على الوضع التاريخي "والاستاتيكو" القائم منذ احتلال الرابع من حزيزان 1967 ، وهو ما بدى جليا منذ اعلان اسرائيل عام 1980 القدس عاصمة كاملة وموحدة ، وبالامس القريب تشريع قانون يهودية الدولة ، ما يعني ان سلطات الاحتلال تسعى جاهدة الى محو الصبغة الاسلامية المسيحية للمدينة المقدسة والتحكم بالوجود العربي فيها ، كما يجري حاليا من تحديد اعمار المصلين الوافدين للمسجد الاقصى المبارك وتحديد اعداد المسيحيين المشاركين في احتفالات سبت النور الذي يصادف بعد غد ، وتحويلها الى مدينة يهودية خالصة ، الامر الذي يؤكد ان سلطات الاحتلال تعمل على اشعال صراع ديني عبر انتهاكاتها لحرية العبادة في الاماكن الدينية تمهيدا للسيطرة عليها وتحويلها لاماكن دينية يهودية .
وأكد الحسيني ان تمادي سلطات الاحتلال في ممارساتها بانتهاك حرمة المقدسات الدينية في مدينة القدس ، وسائر اراضي دولة فلسطين المحتلة ، والاعتداء على المصلين وانتهاك حرية العبادة ومنع المصلين مسلمين ومسيحيين من الوصول الى اماكنهم المقدسة واداء العبادة فيها ، يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق ممارسة الشعائر الدينية التي كفلتها الشرائع والمواثيق والقوانين الدولية .
ودعا المجتمع الدولي والعالمين الاسلامي والمسيحي الغيورعلى المقدسات الدينية الى التحرك العاجل على كافة المستويات لوقف كل أشكال الانتهاكات والممارسات القمعية الاسرائيلية بحق الفلسطينيين وارواحهم وأرضهم ومقدساتهم، والتي من شأنها ان تشعل صراع ديني وجر المنطقة بأكملها الى مربع الانفجار الذي لن يحمد عقباه وسيطال الجميع من دون تمييز .