السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كيف يعمل الذكاء الاصطناعي على تطوير الاستخبارات الإسرائيلية؟

نشر بتاريخ: 30/04/2022 ( آخر تحديث: 30/04/2022 الساعة: 02:23 )
كيف يعمل الذكاء الاصطناعي على تطوير الاستخبارات الإسرائيلية؟

تل ابيب- معا- قال الباحث الإسرائيلي ديفيد سيمان-توف في مقال له بموقع ناشونال إنترست الأميركي (The National Interest) إنه ومع نضوج تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، من المحتمل الحصول على نتائج متوقعة وغير متوقعة على البشرية.

ونقل عن قائد الوحدة 8200، وهي الوحدة السيبرانية للاستخبارات العسكرية التي تقود التحول في الجيش الإسرائيلي، قوله إن الآلة يمكنها حاليا استخدام البيانات الضخمة لإنشاء معلومات أفضل من البشر، لكنها لا تفهم السياق، وليس لديها عواطف أو أخلاقيات، وغير قادرة على "التفكير خارج الصندوق".

لذلك، بدلا من المفاضلة بين الآلات وبين البشر، يقول الكاتب، يجب أن ندرك أنه، في المستقبل المنظور على الأقل، لن تحل الآلات محل البشر في اتخاذ القرارات الاستخبارية. ومع ذلك، فمن الواضح أن المتخصصين في مجال الاستخبارات بحاجة إلى تكييف تصورهم للتكنولوجيا والتفكير الرياضي في القرن الـ 21.

الترجمة الآلية

وقال الكاتب إن أول تطور مثير للاهتمام يستحق تسليط الضوء عليه في المخابرات الإسرائيلية هو الترجمة الآلية، إذ شهدت السنوات الأخيرة تطورات غير مسبوقة في تكنولوجيا الترجمة.

وأضاف أن الخوارزميات القائمة على الشبكات العصبية نجحت في تقديم مستوى عالي الدقة من الترجمة، وأن ترجمة اللغات مثل العربية والفارسية إلى العبرية تسمح لمحللي الاستخبارات بالتعامل المباشر مع المواد الخام وتنهي اعتماد المحللين على وحدات تجميع المعلومات.

وبالإضافة إلى ذلك، فهي تمكن محللي الاستخبارات من التعامل مع مستودعات البيانات الضخمة، وهذا يعني أن المخابرات العسكرية الإسرائيلية بدأت في دمج محركات الترجمة الآلية في عمليات عملها وبدأت في التخلي عن بعض مترجميها البشريين. وبدلا من ذلك، يقوم الجيش بتدريب بعض أفراد استخباراته على الآلات لرفع مستوى الترجمة التي يقدمونها.

تحديد الأهداف للهجمات

والتطور الثاني وقع في مجال تحديد الأهداف للهجوم في الحرب على "الإرهاب". وتعتمد هذه العملية على خوارزميات متقدمة في مجال التعلم الآلي، باستخدام القدرة على معالجة كميات هائلة من المعلومات وربط طبقات عديدة من المعلومات الجغرافية للكشف عن الحالات الشاذة في البيانات.

وظهر التغيير إلى الآلات في هذا المجال لأول مرة في العملية الأخيرة في غزة (2021)، حيث استخدمت المخابرات العسكرية الإسرائيلية لأول مرة الذكاء الاصطناعي في تحديد العديد من الأهداف في الوقت الحقيقي.

وأضاف الكاتب أن دمج الذكاء الاصطناعي في العمل الاستخباراتي سيؤدي إلى تغيير الطريقة التي يتم بها التعامل مع المعلومات الاستخباراتية في إسرائيل لفترة طويلة في المستقبل، ولكن لا تزال هناك تحديات لم يتم حلها.

ففي الوقت الحالي، لا تزال الآلات لا تعرف كيفية طرح الأسئلة أو تلخيص رؤى البحث بمستوى كاف. بالإضافة إلى ذلك، فإن تكليف آلة بمسؤولية تحديد ومهاجمة الأهداف يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة ويخلق معضلات أخلاقية.