رام الله - معا - أطلقت وزارة التربية والتعليم، اليوم الخميس، وبالشراكة مع البنك الدولي، "برنامج دعم أجندة إصلاح التعليم لتحسين طرق التدريس وأساليب التقييم والمسارات المهنية "سيرتك" وهو أكبر برامج البنك الداعمة للتعليم في فلسطين، إذ تبلغ قيمته حوالي 60 مليون دولار.
جاء ذلك خلال فعالية شارك فيها وزير التربية والتعليم أ.د. مروان عورتاني، والمدير العالمي للتعليم في البنك الدولي د. خايمي سافيدرا، ووزراء؛ الاقتصاد أ. خالد العسيلي، والحكم المحلي م. مجدي الصالح، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات د.م. إسحق سدر، ووكيل "التربية" ثروت زيد، والوكلاء المساعدين والمديرين العامين في الوزارة والمديريات، وممثلين عن المنظمات الأهلية والمجتمعية والتعليمية والشركاء الوطنيين والدوليين.
ويتضمن البرنامج، الذي يُنفذ على عدة مراحل، مضامين ومكونات تهدف إلى رفد الطلبة بمهارات القراءة في اللغة العربية بالإضافة إلى تمكينهم من المهارات الحياتية، وتعزيز قدراتهم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والبحث والتأمل، وتطوير منهجيات وطرائق التعليم والتعلم؛ بما فيها توظيف الموارد الرقمية المفتوحة وبرامج المحاكاة والواقع الافتراضي وغيرها من المحاور.
وفي مستهل كلمته أعلن عورتاني إطلاق (جائزة الإعلامية الشهيدة شيرين أبو عاقلة للصحفي الصغير) والتي ستمنح لطلبة المدارس الذين أنجزوا أعمالاً استثنائية في مجال التحقيق الصحفي طبقاً لمحددات ومعايير سيتم الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة، مشدداً على أن التعليم في فلسطين يُعد شأناً سيادياً بامتياز، وهو مرتبط بالهوية والرواية.
وأكد أن مناهجنا التعليمية تتماهى مع مبادئ اليونسكو العالمية، لافتاً في هذا الإطار إلى التحديات التي يواجهها التعليم؛ نتيجة انتهاكات الاحتلال واستهدافه المتواصل للأطفال والطلبة والكادر التعليمي.
وأشار إلى أهمية هذا البرنامج الذي يأتي مبرهناً على الشراكة مع البنك الدولي، والحرص على تعزيز مهارات الطلبة في مجالات التفكير العليا والنشأة السوية والتعبير عن مكنوناتهم الداخلية والاستكشاف والتعلم مع مراعاة الفروق الفردية؛ حيث لكل طفل بصمة دماغية تميزه عن غيره.
وتطرق عورتاني إلى مجمل التطورات الراهنة على صعيد التعليم والمساعي الجادة؛ لا سيما الجهود المتواصلة لإطلاق نظام مهننة التعليم والذي يعد مرتكزاً لدعم المعلمين، بالإضافة إلى الاهتمام بتطوير منظومة الثانوية العامة وغيرها من الجوانب التي يتضمنها هذا البرنامج النوعي.
بدوره، تحدث سافيدرا عن اهتمام البنك الدولي بدعم التعليم في فلسطين، من خلال تمويل هذا البرنامج ودعمه ضمن أولويات واحتياجات حددتها وزارة التربية، معبراً عن التزام البنك بتطوير التعليم وتحسين مخرجاته وضمان حصول الطلبة على المهارات الأساسية التي تؤهلهم للاندماج في مجتمعاتهم وفي سوق العمل المستقبلي.
وأكد سافيدرا ضرورة ربط التعليم بالمهارات والتركيز على التعلم مدى الحياة وتوفير خيارات للطلبة وتحقيق حالة دائمة من التفاعل بين الطلبة ومعلميهم، مشيداً بخطوات الوزارة التطويرية على صعيد التعليم وما شهده من تميز ونجاحات خلال زياراته ومشاهداته لبعض المدارس والحوار مع الطلبة والمعلمين.
من جهته، تحدث الوكيل زيد عن أهمية إعداد طلبة المدارس؛ ليكونوا قادرين على تحمل المسؤوليات وفهم التحولات والمتغيرات، لافتاً إلى أهمية منطلقات البرنامج التي تنسجم مع رؤية الوزارة في هذا الإطار، فيما أشار مدير التعليم في البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أندرياس بلوم إلى هذا البرنامج يعد الأول من نوعه على صعيد برامج البنك الدولي في العالم؛ نظراً لالتزامه المستقبلي؛ لتنفيذه على عدة مراحل .
وتخلل الفعالية عروض تقديمية للإصلاحات والنشاطات المتوقعة ضمن البرنامج؛ حيث استعرض الوكيل المساعد للشؤون الطلابية صادق الخضور محور بناء أسس قوية للتعلم والرفاه، فيما تحدث الوكيل المساعد للشؤون التعليمية أيوب عليان حول توظيف التكنولوجيا لتحسين تعلم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فيما استعرض الوكيل المساعد لشؤون القياس والتقويم والامتحانات د. محمد عواد سُبل خلق فرص شاملة لشهادة الثانوية العامة؛ كما تطرق مدير عام الصحة الشمولية محمد الحواش إلى آليات تطوير نظام فعال للتوجيه المهني لجميع الطلبة، بينما أشار مدير عام مركز البحث والتطوير التربوي د. محمد مطر إلى محور توفير واستخدام بيانات التعلم عالية الجودة من التقييمات الدولية.
وقبيل إطلاق البرنامج؛ شهد هذا الأسبوع تنظيم سلسلة لقاءات واجتماعات عمل بين فريق البنك الدولي والجهات المكلفة بمتابعة تنفيذ البرنامج في الوزارة، كما تم تنظيم زيارة استهدفت مدرسة بنات بنت الأزور الأساسية العليا في تربية رام الله والبيرة؛ تم خلالها الاطلاع على نشاطات المدرسة، والتعرف على واقع الاحتياجات والنجاحات، وإطلاق جلسة حوارية؛ تضمنت استعراض أبرز منطلقات الوزارة لإصلاح منظومة التعليم، والتركيز على محور تطوير نظام الثانوية العامة، ومسوغات التطوير ورؤية الوزارة بهذا الخصوص، بمشاركة ممثلين عن الأسرة التربوية وفريق البنك ومنظمات مجتمعية وأهلية ومهتمين.