بيت لحم- معا- أعاد مشهد اغتيال الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة إلى الأذهان قصة استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة بطريقة مشابهة، وهو يحتمي بأبيه خلف صخرة عام 2000.
وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور تقارن بين جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة واستشهاد محمد الدرّة الذي أشعل الانتفاضة الثانية قبل 20 سنة، وشبه العديد من الناشطين ظروف وملابسات اغتيال شيرين بشكل متعمد بالمشهد ذاته الذي اغتيل فيه ابن غزة الأعزل محمد الدرة.
وفي لقاء مع الجزيرة مباشر قال جمال الدرّة والد الشهيد محمد “رأيت مشهد اغتيال الصحفية شيرين وسمعت الصراخ: إسعاف إسعاف، أنقذوا شيرين، وتصورت نفسي بهذا المكان والحدث وبكيت بحرقة على شيرين لأن مشهد اغتيالها وانهيار الصحفية بجوارها جعلني أعيد معايشة ما حدث معي ومع ابني”.
وأضاف “أقول لكل العالم تم إعدام شيرين بشكل متعمد والدليل واضح، وكانت قد تعرضت لعدة محاولات اغتيال قبل ذلك. ومجرد مشاهدتي لما حدث ظهرت في بث مباشر وقلت إن الاحتلال الصهيوني قتل شيرين على مرأى ومسمع العالم وسيتنصل من جريمته ويدعي أن الفلسطينيين هم من قتلوها”.
وتابع “عندما استشهد محمد ابني -وراجعوا جميع الصحف يومها- اعترف الكيان الصهيوني بأنه هو من قتل محمد الدرّة، ولما انتشرت الصورة حاول أن يغطي على جريمته بوضع قبعة إسرائيلية على رأسي ورأس ابني ليقول للعالم إن من يُقتل هم اليهود وليس الفلسطينيين”.
وأردف “ولما فشل في ذلك قال إن الجانب الفلسطيني هو من قتل محمد الدرة، ولكن أنا الشاهد الحي على هذه الجريمة وهناك أدلة كبيرة وواضحة وضوح الشمس كما هو الحال في جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة”.
ووثّقت صور لحظة إصابة واستشهاد مراسلة الجزيرة الزميلة شيرين أبو عاقلة عندما أطلق عليها جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي أثناء تغطيتها لاقتحام الاحتلال مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.
وكان شريط فيديو صوره هذه المرة شارل إندرلان -وهو مراسل قناة تلفزيونية فرنسية- في 30 سبتمبر/ أيلول من عام 2000 قد صدم العالم بمشاهد إعدام حيّة للطفل محمد الدرة في شارع صلاح الدين جنوب مدينة غزة وإصابة والده بإصابات خطيرة.