جنين -معا- نظم مركز التميز للتغير المناخي في الجامعة العربية الأمريكية، بالتعاون مع بلدية ميثلون، ورشة عمل بعنوان "التحديات التي تواجه تطوير مرج صانور / ميثلون"، وذلك في قاعة البلدية، بحضور ممثلين عن المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة والدولية والمختصين في شؤون البيئة وقطاع المياه.
كلمة بلدية ميثلون
افتتح الورشة، بعد السلام الوطني والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، رئيس بلدية ميثلون فائد نعيرات بكلمة رحب فيها بالحضور، وأكد على أهمية الورشة لحضور المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة والدولية المهتمة في شؤون البيئة والمياه والزراعة من أجل التعاون وتحديد التحديات التي تواجه سهل صانور في قطاع المياه والتنوع الحيوي والزراعة، ومن اهم هذه التحديات التي طرحت هي الغرق الذي يتعرض له المرج في فصل الشتاء والتي تكبد المزارعين خسائر مادية كبيرة لعدم استفادتهم من المرج لعدة شهور بسبب تجمع مياه الامطار، مؤكدا أن مرج صانور ميثلون تعتبر من أخصب السهول في شمال الضفة الغربية، وفي إيجاد الحلول لهذه المشكلة يتم إنقاذ أكبر أمن قومي غذائي يعود على فلسطين بالخير، ومساعدة المزارعين في بلدتي صانور ميثلون وكافة الهيئات المحلية التي تتواجد على امتداد السهل حيث يعتمدون على الزراعة كمصدر دخل رئيسي لهم.
وأوضح أنه منذ عام 1996، أي منذ تأسيس بلدية ميثلون تبحث عن حلول للمرج، وتم عمل العديد من الدراسات لبحث الحلول إلا أنها لم تخرج بنتائج إيجابية يتم تحقيقها على أرض الواقع، مؤكدا على ضرورة أن تتبنى السلطة الوطنية الفلسطينية مرج صانور وتنفذ مبادرة لإيجاد الحلول.
كلمة الجامعة العربية الامريكية
من جهته نقل نائب رئيس مجلس إدارة مركز التميز للتغير المناخي في الجامعة العربية الأمريكية الأستاذ الدكتور محمد آسيا تحيات رئيس مجلس إدارة المركز الأستاذ الدكتور وليد ديب، ورئيس الجامعة الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري، مشيرا إلى أن هذه الورشة ستكون مخرجات لفعاليات يوم البيئة العالمي ستنظمه الجامعة العربية الأمريكية بالشراكة مع سلطة جودة البيئة وكافة المؤسسات الحكومة والأهلية ذات العلاقة، في الثامن من الشهر القادم في حرم الجامعة في مدينة رام الله، وسيكون مرج صانور حالة دراسية من أجل التباحث لإيجاد الحلول لها خاصة وأن هذا المرج يعتبر من أخصب الأراضي الفلسطينية في الضفة، ويمثل ثالث اكبر سهل زراعي في الضفة، وحل مشكلة المرج يعني التأمين على سلة غذاء ستستفيد منها كافة فلسطين من شمالها إلى جنوبها، وأكد على أن مركز التغير المناخي في الجامعة يولي اهتماما كبيرا بالسهول الفلسطينية وخاصة سهل صانور، وهناك محاولات، من خلال التباحث مع المؤسسات الفلسطينية الشريكة، للخروج بحلول جذرية لمشكلة المرج
كلمة مركز التغير المناخي في الجامعة العربية الأمريكية
من جهته أكد منسق أعمال مركز التغير المناخي في الجامعة العربية الأمريكية الدكتور إياد يعقوب يعقوب في كلمة له على وجود مشكلة كبيرة وحقيقية يواجهة سهل صانور منذ عشرات السنين، ومن هذه الورشة يجب الخروج بتوصيات من أجل نقلها إلى فعاليات يوم البيئة العالمي المنوي عقدها الشهر القادم في حرم الجامعة في رام الله في يوم البيئة العالمي، ونقل هذه التوصيات إلى أصحاب القرار لإيجاد حل جذري لهذه المشكلة، مشيرا أنه يجب دق ناقوس الخطر لما يواجهه سهل صانور وتسليط الضوء عليه من خلال الأبحاث العلمية والدراسات المتوالية، موضحا أن المشكلة الحقيقية هي سوء التنسيق ونقل المعلومة الحقيقية وبشفافية إلى الجهات المختصة.
كلمة منظمة الفاو
من جهته، تطرق ممثل منظمة الأغذية العالمية الفاو حسام الهدهد إلى نشاطات ومشاريع المنظمة في مرج صانور، وأوضح أن المنظمة منذ أشهر رفع لها كتابا من وزير الزراعة وابدى اهتمامه لتطوير سهل صانور، والذي سيخدم أكثر من 32 ألف مواطن، وتمت الاستعانة بثلاثة خبراء، والمشروع قيد الدراسة لإعداد ورقة أساس علمية مقدمة للدول المانحة للتمويل.
وأشار الهدهد أن هناك العديد من الدراسات التي نفذت من أجل مرج صانور لكن المشكلة الحقيقية التي نواجهها هي افتقارها لدراسات فنية تقنية بحتة، وأن تكون المعلومات موثقة فنيا وبطريقة علمية، مثل آلية تدفق المياه من الجداول وكمية الفيضانات وغير ذلك من المعلومات الفنية، مشيرا إلى أن فكرة المشروع موجودة لكن لا يوجد أي تمويل لمرج صانور من قبل منظمة الفاو.
كلمة دائرة الهندسة في بلدية ميثلون
بدوره قدم المهندس لقمان نعيرات من بلدية ميثلون عرض توضيحي عن مرج صانور / ميثلون، حيث كلف من قبل البلدية في إعداد دراسة لطرح خلاصة مشكلة المرج، وتطرق إلى المشاريع التي نفذتها البلدية من أجل المرج، وما يحتاجه المرج من آبار وبرك مياه صناعية، مشيرا إلى أن كمية المياه التي تتجمع في المرج ما يقارب 6 مليون مكعب، وأوضح أن مساحة المرج 16 ألف دونم منها 8 آلاف بعلية و 6 آلاف مروية و26 دونم زراعة بلاستيكية.
جمعية طبيعة فلسطين
الدكتور أنطون خليلية ممثل جمعية طبيعة فلسطين عرض التحديات التي تواجه التنوع الحيوي لمرج صانور / ميثلون، مؤكدا أنه ضد فكرة تجفيف المرج من المياه، وهذا يؤثر سلبا على التنوع الحيوي، مشيرا إلى أن ملايين الطيور تستفيد من تجمع المياه في المرج، موضحا أن ما يقارب 367 نوع طير في فلسطين، وأن 500 مليون طير مهاجر يمر من سماء فلسطين سنويا، ومرج صانور من المواقع المهمة لهذه الطيور كمصدر غذائي لها ومصدر أمان، مبينا أن مرج صانور هي نقطة استراحة للطيور المهاجرة قبل استئنافها الهجرة من قارة إلى قارة.
وتطرق إلى مسار هجرة الطيور المحلقة من شمال فلسطين إلى جنوبها، كما تحدث عن المهددات للتنوع الحيوي في مرج صانور من بينها الزحف العمراني، والمبيدات الزراعية القاتلة للطيور، ووجود كائنات حية غريبة غازية، بالإضافة إلى المياه العادمة والنفايات الصلبة.
سلطة المياه الفلسطينية
عرض ممثل سلطة المياه الفلسطينية المهندس علاء المصري التحديات التي تواجه قطاع المياه في مرج صانور / ميثلون، وأكد على أن المرج من المناطق الخصبة ومصدر المياه فيها الجوفية، وتطرق إلى حركة المياه الجوفية في المرج.
طالبات قسم علوم البيئة والتكنولوجيا في الجامعة
الطالبة رغد المصري من قسم علوم البيئة والتكنولوجيا في الجامعة العربية الأمريكية، قدمت بحثا أنجزته وزملاءها في القسم حول كافة التحديات التي تواجه مرج صانور / ميثلون، مشيرة أن أبرز التحديات هي الزحف العمراني، وإلغاء الطابع الزراعي في المرج، وتجمع المياه الذي يكبد المزارعين خسائر مادية كبيرة، وتجمع المياه هذا يشكل مستنقعات ملوثة جراء وجود النفايات الصلبة والمياه العادمة القادمة من البلدات القريبة وخاصة صانور وميثلون، وأكدت على ضرورة إيجاد الحلول لمشكلة مرج صانور لينعم المواطنون وخاصة المزارعين من خيرات مرج صانور / ميثلون.
التوصيات
خرج المشاركون في نهاية ورشة العمل بالعديد من التوصيات والتي سيتم مناقشتها في مؤتمر يوم البيئة العالمي والذي سينظم في حرم الجامعة العربية الأمريكية في مدينة رام الله في الثامن من شهر يونيو القادم، وأبرز هذه التوصيات، التأكيد على أن مرج صانور / ميثلون أرض خصبة ومنطقة زراعية بامتياز، مع الحفاظ على التنوع الحيوي، كما رفض المشاركون اقتراح تجفيف المياه في المرج والبحث عن حلول لتجميع المياه بطريقة علمية، كما أكدوا على ضرورة الحفاظ على قطاع المياه كنظام مائي واستخدام المياه السطحية والجوفية لما فيه فائدة للمزارعين، وطالبوا مجلس الوزراء الفلسطيني بتبني فكرة مرج صانور / ميثلون وتنفيذ المشاريع وإيجاد الحلول الجذرية.