بيروت - معا - تناول الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الانتخابات التشريعية اللبنانية، التي جرت يوم الأحد الماضي، شاكراً بالدرجة الأولى عوائل وأمهات الشهداء، والرجال وكبار السن من الشيوخ والنساء والمرضى، ومجاهدي المقاومة، إضافة إلى الماكينات الانتخابية التي عملت طوال الأشهر تحضيراً للانتخابات، على "الإقبال الكبير ومنقطع النظير، وخصوصاً الذين أعطوا أصواتهم للمقاومة وحلفائها وأصدقائها في كل لبنان".
كما رحّب نصر الله في كلمة له، مساء اليوم الأربعاء، بالنواب الجدد الفائزين في هذه الانتخابات.
وقال إنّ "كوادر المقاومة كانوا يؤدون دورين في آنٍ معاً، الأول في إنجاح يوم الانتخاب، والثاني في البقاء على جاهزية لحماية لبنان"، داعياً إلى "تهدئة السجالات الإعلامية" في البلاد.
وأضاف أنّ الحضور الشعبي الكبير، ونتيجة الانتخابات، وكذلك المهرجانات التي سبقت الانتخابات والنتائج التي حصلت عليها لوائح الأمل والوفاء، "تعطي رسالة واضحة وقوية حول التمسك بالمقاومة وسلاح المقاومة والمعادلة الذهبية والدولة العادلة، والإصلاحات والسلم الأهلي، والشراكة والتعاون وأولوية معالجة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية".
ورأى نصر الله أنّ المطلوب هو "التهدئة في لبنان، والتوجه إلى معالجة المواضيع التي تهمّ الناس بالشراكة والتعاون بمعزل عن الخصومة".
وفيما اعتبر أنّ "لا أحد يستطيع الادعاء بأنه يمتلك الأكثرية في المجلس النيابي المقبل"، أكد أنه "قد تكون المصلحة في لبنان هي عدم حصول فريق معين على أكثرية نيابية"، مشيراً إلى أنّه "لا يستطيع أي فريق أن يدعي أن الأغلبية في هذا الفريق أو هذا الفريق، بل نحنا أمام كتل سياسية ومستقلين".
ورأى أنه "قد تكون مصلحة لبنان والشعب اللبناني فيما حصل، أي أن لا يحصل أي فريق على أكثرية في المجلس النيابي"، مؤكداً أنّ "المقاومة وحلفاؤها وأصدقاؤها لهم حضور قوي في المجلس النيابي".
وأوضح قائلاً: "نحن أمام مجلس نيابي متكون من كتل نيابية ومستقلين، ولا يوجد فريق سياسي اليوم في البلد لديه الأكثرية النيابية".
نصر الله اعتبر أنّ "الذي حصل هو انتصار كبير جداً"، و"يجب أن نفتخر بهذا الانتصار ونعتز به وخاصةً عندما نرى ظروف المعركة والمال الذي أنفق في هذه المعركة".
وأشار إلى أنّ "الجمهور أمّن شبكة الأمان للمقاومة، مقابل حملة الاستهداف بعد الضخّ الإعلامي والمالي اليومي".
وبالنسبة إلى عدم مشاركة "تيار المستقبل" والرئيس سعد الحريري في الانتخابات، رأى السيد نصر الله أنّ الأمر "يحتاج إلى مقاربة هادئة وموضوعية ومسؤولية ويبنى عليها".
أكبر عملية نهب في تاريخ لبنان نهب ودائع اللبنانيين
وتناول السيد نصر الله، قضية ودائع اللبنانيين في المصارف، وقال إنّ "أكبر عملية نهب وسرقة في تاريخ لبنان هي سرقة أموال المودعين من قبل أغلب المصارف والإدارة الأميركية".
واعتبر أنّ "حجم الأزمات الموجودة في البلد المالية والنقدية والحياتية والبطالة، وارتفاع سعر الدولار وهبوط سعر الليرة اللبنانية، لا يستطيع فريق أن يعالجها وحده حتى لو حصل على أكثرية في البرلمان".
نصر الله أشار إلى أنّ التخلف عن تحمل المسؤولية هو "خيانة للأمانة، وتخلّف عن الوعود التي أطلقت خلال الحملات الانتخابية".
ورأى نصرالله، أنّ موضوع "الميغا سنتر" يجب درسه بجدية.
وقال: "بما أن لا أحد لديه أكثرية، فبالتالي الجميع مسؤول، ونتيجة الانتخابات تقول إنّ المنتخبين يجب أن يطالبوا بالمعالجة وإنقاذ البلد".
وشدد على أنّ "المطلوب هو أن يهدأ البلد، وإعطاء الأولوية للملفات التي كانت قبل الانتخابات، والتي هي موضع آلام الناس، وهذا لا يعالج إلا بالشراكة والتعاون بمعزل عن الخصومة".
السيد نصر الله: ندعو إلى الشراكة والتعاون
ودعا الأمين العام لحزب الله إلى "الشراكة والتعاون حتى من موقع الاختلاف".
وأشار إلى أنه من "الأكاذيب التي تمّ الترويج لها كانت كيفية إجراء الانتخابات في ظل السلاح"، متسائلاً: "أما آن لهذه الكذبة أن تنتهي؟".
كما لفت أيضاً إلى "كذبة الاحتلال الإيراني"، بينما "نحن شاهدنا السفارة الأميركية وتدخلها، فيما كان السفير السعودي الأنشط انتخابياً. كذلك رأينا السفيرة الأميركية تجول على مراكز الاقتراع".
وتوجه إلى الخصوم قائلاً: "هل شاهدتم لمرة واحدة السفير الإيراني في الانتخابات أو أي موظف في السفارة الإيرانية يتدخل؟".
وتناول نصرالله المرحلة بين عام 2005 وعام 2009، مشيراً إلى أن " الانتخابات أجريت وفازوا في ظل السـلاح، واليوم عام 2022 يحتفلون بنتائج الانتخابات في ظل السلاح".
ورأى أنّ "الأزمات لا تعالج إلا من خلال الشراكة والتعاون بمعزل من الخصومات"، داعياً إلى الاتفاق والتعاون.