الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أسعار النفط قد تصل إلى 200 دولار إذا لم يشتري الاتحاد الأوروبي المنتجات الروسية

نشر بتاريخ: 19/05/2022 ( آخر تحديث: 19/05/2022 الساعة: 10:20 )
أسعار النفط قد تصل إلى 200 دولار إذا لم يشتري الاتحاد الأوروبي المنتجات الروسية

رام الله- معا- لا تزال أسعار النفط الخام تستقر فوق علامة 100 دولار للبرميل منذ 25 أبريل، في ظل استمرار الحرب العسكرية بين روسيا وأوكرانيا التي عطلت الإمدادات العالمية، حيث فرضت الدول عقوبات على صادرات النفط والغاز الروسية.

ارتفعت الأسعار بعد أن أشارت المفوضية الأوروبية في 4 مايو إلى وجود خطط لحظر واردات النفط من روسيا بحلول نهاية العام، وعلى الرغم من الارتفاع الحالي للأسعار إلا إنها لا تزال أقل من المستويات التي شوهدت في أوائل مارس، حيث أدى إغلاق كوفيد 19 في الصين إلى زيادة احتمالية حدوث انخفاض قوي في الطلب على النفط من قطاعي الصناعة والنقل، حيث أن الصين هي أكبر ثاني مستهلك للنفط في العالم.

ما هي النظرة المستقبلية لسوق النفط في ظل عدم اليقين في العرض والطلب؟ هل ترتفع أسعار النفط أم تنخفض في عام 2022؟، قبل الإجابة عن السؤال لابد أن نعرف ما العوامل التي ساهمت في الارتفاع الكبير للأسعار.

ما الذي يدفع سوق النفط حتى الآن في عام 2022؟

تتجه أسعار تداول النفط الخام نحو الارتفاع منذ ديسمبر مدعومة بآفاق الانتعاش الاقتصادي المستمر من جائحة كوفيد -19 وتقلص العرض، مع عدم تخطيط منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) لزيادة الإنتاج.

بدأ خام غرب تكساس الوسيط عام 2022 عند 76 دولار للبرميل وتم تداوله صعودًا إلى مستوى 90 دولار في فبراير ردًا على التوترات المتزايدة بين روسيا وأوكرانيا، واستمر في الصعود حتي ووصل إلى 123.70 دولار في 8 مارس، وانخفض السعر مرة أخري إلى 95 دولار في منتصف شهر مارس، ولكن تم تداوله مرة أخرى نحو 115 دولار قبل نهاية الشهر.

استمر التقلب في أبريل، حيث انخفض خام غرب تكساس الوسيط لفترة وجيزة نحو 94 دولار قبل أن يرتد إلى 108 دولارات في منتصف الشهر، ثم انخفض إلى 98.50 دولار بنهاية الشهر، وعاد السعر إلى ما فوق علامة 100 دولار الرئيسية في مايو 2022، حيث يفوق احتمال فرض حظر أوروبي على واردات النفط الروسية المخاوف الاقتصادية.

وقد اتبع سعر خام برنت مسارًا مشابهًا بدءًا من عام 2022 عند 77 دولار وارتفع فوق 129 دولار في مارس، كان تداول خام برنت حوالي 111 دولار ردًا على تحرك الاتحاد الأوروبي.

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين" في خطاب لها إن أكبر كتلة تجارية في العالم ستعاقب صادرات النفط الخام الروسي خلال الأشهر الستة المقبلة ومنتجات النفط المكرر بحلول نهاية عام 2022، المجر وسلوفاكيا اللتان تعتمدان بشكل كبير على الخام الروسي حتى العام المقبل لتطبيق العقوبات.

يستهدف الاتحاد الأوروبي أيضًا شركات التأمين في خطوة يمكن أن تغير من قدرة موسكو على شحن المنتجات في جميع أنحاء العالم، سيمنح الإلغاء التدريجي الدول الوقت للعثور على إمدادات بديلة، على الرغم من أنه من المتوقع أن يتقلص سوق النفط مع تقلص عدد العملاء المستعدين لقبول الخام الروسي.

من المقرر أن يستمر تأثير الحرب على الطلب على صادرات النفط من روسيا ثاني أكبر منتج في العالم بعد المملكة العربية السعودية في دفع سوق النفط على المدى القريب، وقد شهد ذلك ارتفاع أسعار النفط الخام جنبًا إلى جنب مع الدولار الأمريكي، على الرغم من أن الدولار القوي يميل عادةً إلى التأثير على الطلب على السلع المقومة بالدولار من الدول التي تشتريها بعملات أخرى.

هل ستدافع أسعار النفط عن علامة 100 دولار؟

لاحظ المحللون أهمية حظر الاتحاد الأوروبي على تدفقات تجارة النفط الخام: يستورد الاتحاد الأوروبي كمية كبيرة من النفط الخام من روسيا، في عام 2021 بلغ إجمالي الواردات حوالي 2.3 مليون برميل في اليوم وهو ما يمثل حوالي 26 % من إجمالي وارداتها من النفط الخام، توفر فترة 6 أشهر وقتًا لتغيير التنظيم في التدفقات التجارية، ومع ذلك هناك مخاطر.

فهناك احتمالية أن روسيا تتوقف عن تصدير النفط إلى الاتحاد الأوروبي قبل نهاية الستة أشهر، مما سيُجبر الاتحاد الأوروبي للاندفاع سريعًا نحو إمدادات أخرى، إلى جانب ذلك، يوجد خطر قيام الولايات المتحدة بفرض عقوبات ثانوية على النفط الروسي الأمر الذي سيفاقم من الأزمة، وفي حالة حدوث ذلك فسنري ارتفاع كبير في الأسعار.

في الوقت الحالي، لا نعتقد أن من المحتمل فرض عقوبات ثانوية، لذلك من المفترض أن يسمح ذلك لدول مثل الهند والصين بزيادة مشترياتها من النفط الروسي وتحرير مصادر الإمداد الأخرى للاتحاد الأوروبي.

يقول أحد المحللين أن "تخفيف العقوبات الإيرانية يمكنها أن تقلل الضغط من سوق النفط، ومع ذلك، فإن هذا غير كافٍ لتعويض نقص المعروض من النفط، فمنظمة أوبك بلس لا تزال تتمسك بزيادتها التدريجية البالغة 400 ألف برميل في اليوم، من المرجح أن يواصل منتجو النفط الصخري في الولايات المتحدة الزيادة التدريجية في الإنتاج، لكن من غير المرجح أن يعوضوا بشكل كامل النقص في السوق والذي قد يصل إلى 3 مليون برميل في اليوم، مع استمرار شركات النفط والخدمات في الابتعاد عن روسيا قد تستمر اضطرابات السوق على المدى المتوسط ​​والطويل.

ويتوقع خبراء السوق أن يظل خام برنت أعلى من 100 دولار حتى عام 2023، ومن المتوقع أن ينخفض ​​سعر خام غرب تكساس الوسيط من 112 دولار في نهاية يونيو 2022 إلى 98 دولار بحلول نهاية العام، لكنه سيرتد إلى 109 دولار بحلول منتصف عام 2023.

قد نري نفطا عند 200 دولار

بينما يقول آخرين أن سعر خام برنت يمكن أن يرتفع أكثر، ومن المرجح أن يرتفع إلى 200 دولار للبرميل إذا استمرت التوترات في أوكرانيا، فمع وجود الكثير من عدم اليقين الجذري في المكان، من المهم للغاية معرفة السياق الذي تعمل فيه أسعار النفط أولاً، السياق هو أن بيئة المشاعر سريعة التحول للغاية التي نعيش فيها فالكلمات والإعلانات والتحذيرات تخلق "تقلبات هائلة في الأسواق".

وأشاروا إلى أن التهديد بفرض مزيد من العقوبات أو الحظر الكامل على الصادرات الروسية، يمكن أن يضيف بالتأكيد مزيدًا من الضغط على سوق النفط الضيق بالفعل.

ومع ذلك، أشار البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى مخاطر حدوث تباطؤ محتمل في الطلب المحلي في الولايات المتحدة في النصف الثاني من العام، بينما حذر بنك إنجلترا اليوم (الخميس 5 مايو) من انخفاض حاد في نمو الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة، وأضاف أن هذه التطورات الاقتصادية غير المواتية قد تؤثر على الطلب على النفط في النصف الثاني من العام ولم يأخذ سوق النفط في الحسبان هذا السيناريو بعد.

في الآونة الأخيرة، حذرت روسيا الغرب مرة أخرى من عواقب وخيمة لأنها تقدم المزيد من الدعم لأوكرانيا، لقد اتخذت هذا الموقف طوال الأزمة بأن أي مزيد من التصعيد أو التأخير في خفض التصعيد يمكن أن يتسبب في ارتفاع غير مسبوق في أسعار النفط، قد نرى نفط برنت بقيمة 200 دولار.

الأسواق مليئة بالمشاعر الصعودية، هناك أيضًا عنصر الإفراط في التمثيل للأخبار السيئة / الصاعدة، ستؤدي خطة الاتحاد الأوروبي لحظر النفط والغاز الروسي إلى عواقب وخيمة، لن يكون هناك فائزون لأن الأسعار سترتفع بشكل غير عادي، ومع ذلك، فإن العالم النامي سيكون الخاسر الأكبر.