رام الله - معا- شطبت الولايات المتحدة الأميركية اسم حركة "كاهنا كاخ" اليهودية المتطرفة، من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، في إطار مراجعات دورية تجريها كل خمس سنوات، متجاهلة كل الجرائم التي ارتكبتها تلك الحركة.
ما هي حركة كاخ؟
"كاخ"، هي كلمة عبرية تعني "هكذا"، وهو اسم جماعة صهيونية إرهابية صاغت شعارها على النحو التالي: يد تمسك بالتوراة وأخرى بالسيف وكتب تحتها كلمة "كاخ" بالعبرية، بمعنى أن السبيل الوحيد لتحقيق الآمال الصهيونية هو التوراة والسيف ، أي العنف المسلح والافكار التوراتية.
وتضم حركة "كاخ" مجموعة من الإرهابيين ذوي التاريخ الحافل بالتطرف والعنصرية. من بينهم إيلي هزئيف، وهو صهيوني غير يهودي كان يعمل جندياً في فيتنام ثم تهود واستقر في "إسرائيل".
ويبقى الحاخام الصهيوني الاميركي، مائير كاهانا واسمه الحقيقي مارتن ديفيد كاهان، من اهم مؤسسي حركة كاخ التي تم حظرها بعد مذبحة الحرم الإبراهيمي الشريف ضمن عملية تجميل الوجه البشع للاحتلال ولإظهار حكومة الكيان الصهيوني بمظهر الحكومة غير الراضية عن التطرف الصارخ الذي تغذيه سياساتها المختلفة ليل نهار.
في بداية حياته، عمل كاهانا بعض الوقت عميلاً للمخابرات المركزية الأميركية ولمكتب المخابرات الفيدرالي الأميركي وأسس رابطة الدفاع اليهودي في الولايات المتحدة عام 1968، ثم نقل نشاطها إلى "إسرائيل" عام 1971، وشارك العديد من اعضائها في عمليات قتل واعتداء ضد الفلسطينيين والمتعاطفين معهم في العالم.
يد تمسك التوراة وأخرى بالسيف" هذا الشعار الذي تتبناه الحركة المتطرفة، أي أن السبيل الوحيد لتحقيق الآمال الصهيونية هو "التوراة والسيف"، وهي الأفكار التي تلتقي مع تنظيرات الزعيم الصهيوني المتطرف جابوتينسكي.
وتعرضت الحركة للانشقاق بعد مقتل مؤسسها "كاهانا" في نيويورك العام 1990، إلى قسمين: احتفظ الأول باسم "كاخ" وهو التنظيم الأكبر والأخطر، حيث يبلغ عدد أعضائه المسجلين عدة مئات إضافة لآلاف المناصرين.
أما القسم الثاني فهو تنظيم "كاهانا حي" الذي يرأسه ابن مائير كاهانا، وهذا أقل شأناً من تنظيم "كاخ"، وإن كان يقوم بنفس النشاطات الإرهابية العلنية والسرية.
تدعو لتهجير الفلسطينيين وعارضت السلام مع مصر
وتدعو الحركة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وترحيلهم إلى الدول العربية ضمن ما يعرف بخطة "الترانسفير"، وأن تكون إسرائيل خالصة لليهود وحدهم، كما ترى أن التوسع الاستيطاني أمراً غير قابل للمساومة.
وعارضت الحركة إعادة سيناء إلى مصر كما تعارض إعادة الجولان لسوريا واتفاقية أوسلو، فهي ترى أن لإسرائيل الحق في الأرض والسيادة، وينبغي عليها أن تطبق سيادتها على الأرض فوراً لأن في ذلك ضرورة لمصالح إسرائيل الأمنية.
وترى "كاخ" أن خلاص الشعب اليهودي لن يتحقق إلا بعد ضم المناطق المحتلة، وإزالة كل عبادة غريبة، من جبل الهيكل (في إشارة للمسجد الأقصى المبارك)، وإجلاء جميع أعداء اليهود من أرض فلسطين.
وانطلاقًا من تلك الرؤية، يعتقد مؤسس الحركة، بأن "دولة إسرائيل ليست مجرد كيان سياسي، بل هي كيان ديني تحقق بمشيئة الرب، لذلك لا توجد قوة في هذا العالم تستطيع تدميرها أو منعها من التوسع"، على حد تعبيره.
ويصف "كاهانا" في إحدى مؤلفاته العرب بـ "الشيطان"، وينادي بضرورة ترحيلهم الفوري من "أرض إسرائيل"، إذ يقول: "ليس هناك إمكانية للتعايش السلمي بين الطرفين" فهم في نظره " قنبلة موقوتة " ستنفجر في الدولة اليهودية في أية لحظة.
قتل الطفل أحمد دوابشة
ورغم أن "كاخ" و"كاهانا حي"، صُنفتا وفق القانون الإسرائيلي بـ "جماعات إرهابية" وحظرت الحكومة الإسرائيلية كافة أنشطتهما، إلا أن فكرة التطرف لازالت قائمة، ولها أتباع منهم ما يعرفون بجماعة "فتية التلال" التي جاء منها قاتل الفلسطينية عائشة الرابي رميًا بالحجارة قرب نابلس عام 2018.
أيضًا من أتباع الحاخام "كاهانا"، هو مئير إتنجر، الذي يُعدّ واحداً من غلاة المتطرفين في الوقت الحالي، إذ يدعو للعنف ويشرعنه كوسيلة لتحقيق غايتين: الخلاص من العرب وإسقاط الحكم الإسرائيلي الحالي، إذ يرى فيه حكمًا "علمانيًا كافرًا"، ومن ثم إقامة "إسرائيل التوراتية" على أنقاضه.
ووفقًا لرؤية "إتنجر" يجب أن يتصاعد العنف ويتأجج الصراع ليبلغ ذروته حتى تنهار الحكومة الإسرائيلية وتُخلق حالة من الفوضى، ومن ثم يمكن إقامة نظام حكم جديد منبثق عن الشريعة اليهودية.
وقد تم إلقاء القبض عليه إثر اتهامه في قضية إحراق عائلة "الدوابشة" عام 2015، والتي راح ضحيتها أربعة أفراد من الأسرة حرقًا، من بينهم طفل عمره عام ونصف، وكانت تلك الحادثة مثار اهتمام العديد من الصحف العالمية.
ومن أبرز منتسبي الحركة سابقًا، عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير، الذي ظهر اسمه على سطح الصراع مؤخرًا، وكان سببًا رئيسيًا لمواجهات عنيفة اندلعت بين الاحتلال والفلسطينيين في القدس وأراضي الـ48 والضفة الغربية.
"بن غفير" الذي يُعرف بمعاداته الشديدة للعرب درس المحاماة، وأصبح مدافعًا شرسًا عن كل من يعتدي على الفلسطينيين وممتلكاتهم، فدافع عن قتلة عائلة "الدوابشة" وقاتل "الرابي" وشخص آخر حاول حرق كنيسة في القدس.