رام الله- معا- دشنت جامعة القدس تحت رعاية رئيسها أ.د. عماد أبو كشك بوابة الشهيدة شيرين أبوعاقلة في معهد الإعلام العصري الكائن في مدينة البيرة، ضمن فعالية افتتاح اليوم العالمي لحرية الصحافة 2022 الذي تنظمه الجامعة والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ونقابة الصحفيين، وذلك بحضور محافظ محافظة رام الله والبيرة د. ليلى غنام، وتمثيل إعلامي ورسمي وطلابي متنوع.
من جانبه، قال أ.د. عماد أبو كشك أن هذا الحدث يأتي اليوم تخليدًا لمسيرة شهيدة فلسطين والإعلام والصحافة والكلمة الحرة شيرين أبوعاقلة، بالتزامن مع فعالية اليوم العالمي لحرية الصحافة، مؤكدًا ضرورة العمل المشترك من أجل محاسبة إسرائيل على جريمة اغتيالها للشهيدة أبو عاقلة وكل جرائمها بحق أبناء شعبنا، فهي جريمة مكتملة الأركان ويجب ألا تمر دون حساب.
ونوه أ.د. أبو كشك أن كل هذا التضامن الدولي بشتى أنواعه يحتم علينا القيام بالمزيد من التحرك والدفع لإلقاء الضوء على جرائم الاحتلال ومحاسبته عليها وضمان بيئة عمل للصحفيين من أجل ضمان إيصال الكلمة والحقيقة للعالم.
من جانبها، أشارت د. ليلى غنام إلى أن الشهيدة أبوعاقلة كانت جزءًا من العائلة الفلسطينية، وأضافت "نرفض العدوان والعنف في كل مكان، فنحن شعب يحب الحياة والسلام، ونستنكر غض البصر عن جرائم الاحتلال بحق شعبنا، ولا بدّ أن نخلد ذكرى الشهيدة أبو عاقلة وأن تظل قضيتها حية كونها تعبر عن كل امرأة فلسطينية وصحفي ومواطن، وهي مدرسة لكل صحفي حر".
بدوره، تحدث نقيب الصحفيين أ. ناصر أبو بكر عن مسيرة الشهيدة أبوعاقلة، التي هي أيقونة لكل الشعب الفلسطيني، متطرقًا إلى الإجراءات التي اتخذتها النقابة بالتعاون مع العائلة وفضائية الجزيرة لمحاسبة الاحتلال على جريمة الاغتيال الواضحة للعيان، حيث ستستمر النقابة في هذه الخطوات إلى أن يحاكم على هذه الجريمة، ويأتي ضمنها مؤتمرًا من المنوي عقده في لندن خلال الأسبوع القادم لإعلان التوجه لمحكمة الجنايات الدولية، كما وأعلن تأسيس مؤسسة شيرين أبوعاقلة لحماية الصحفيات الفلسطينيات، في سعي جاد لملاحقة الاحتلال على مرأى ومسمع العالم كله.
وأكد رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان أ. عمار دويك أن استشهاد أبوعاقلة جاء ليسلط الضوء على جرائم الاحتلال لتكون بذلك أيقونة لكل العالم، وأن سياسة القتل والإعدام هي ممنهجة ومصادق عليها من أعلى المستويات، داعيًا إلى بذل الجهود وتوحيدها من خلال تشكيل لجنة عدالة مشكلة من عائلة الشهيدة وقناة الجزيرة والمؤسسات الحقوقية المحلية والدولية ذات العلاقة لوضع حد لهذه الجرائم.
وقال عضو الكنيست طلب الصانع أن الشهيدة أصبحت اليوم ابنة لكل بيت فلسطيني، وإن الحراك الذي قام لدى استشهادها أسقط كل التقسيمات التي يسعى الاحتلال دومًا لترسيخها بين الشعب الفلسطيني الواحد، شاكرًا جامعة القدس التي تعد صرحًا أكاديميًا وطنيًا يقوم اليوم بهذا التشييد تأكيدًا على رسالة شيرين ودورها وتخليدًا لاسمها.
وشكر أ. سميح أبو شمالة ممثلًا عن طاقم الجزيرة جامعة القدس على هذه المبادرة، والإعلاميين الذين يسعون لتوثيق حكاية شيرين وحمل رايتها، داعيًا لمواصلة دربها ورسالتها التي عاشت واستشهدت من أجلها.
من جهته، قال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية أ. إبراهيم ملحم "كانت الشهيدة استثنائية وتؤمن بحتمية انتصار الحق على الباطل، ولم تزل تضيف لفلسطين وسترافع عن كل الضحايا، وقد صادف استشهادها أن كان قريبًا من ذكرى النكبة الفلسطينية، شاكرًا جامعة القدس والحضور عائلةً وزملاء وإعلاميين".
وعبر شقيق الشهيدة أنطوان أبوعاقلة عن عمق جرح العائلة على هذا الفقد الذي يعد اغتيالًا للمرأة الفلسطينية وصوت الصحافة والحقيقة، فالاحتلال أراد باغتيالها إنهاء الحقيقة إلا أن صوتها وكلماتها كانت أقوى من سلاحهم، موجهًا رسالته إلى الطلبة والصحفيين لمواصلة العمل، إذ تسعى العائلة بدورها لمواصلة المسيرة ومحاسبة المسؤولين والضغط على الجهات المسؤولة والمؤسسات الدولية لإدانة المسؤولين ومحاسبتهم بشكل مباشر.
وأعلنت جامعة القدس مؤخرًا تخصيص منحة دراسية كاملة باسم الشهيدة الصحفية شيرين أبوعاقلة، تقدمها لجنة أصدقاء جامعة القدس في أبوظبي سنويًا لطلبة بكالوريوس الإعلام في جامعة القدس، تخليدًا لذكرى الشهيدة ومسيرتها المهنية المشرفة في نقل الصوت الفلسطيني للعالم أجمع.