الجزائر- معا- أبحرت فتاة جزائرية في قوارب تمخر عباب الأطلسي لتحقيق الحلم الأوروبي، تاركة وراءها رسالة مؤثرة لوالديها تفيد الرحيل على مضض.
ونشرت وسائل الإعلام الجزائرية رسالة تقول إنها للفتاة، التي انضمت إلى ما يسمى "الحراقة"، وهم من يراودهم الهجرة إلى ما وراء البحار بطريقة غير شرعية، في مخاطرة تنتهي نادرا بتحقيق الحلم.
وبحسب فحوى الرسالة التي نشرت صحيفة "الشروق" الجزائرية، كتبت الفتاة المراهقة: “آسفة أبي.. آسفة ماما.. قررت تجريب حظي ما وراء البحر، سئمت من حياة البؤس، والحرمان وسأتصل بكما حالما أصل، ادعوا لي“.
الصحيفة الجزائرية كشفت هوية صاحبة الرسالة المؤثرة، وقالت إنها تدعى قيناد كوثر، ولم يتجاوز عمرها 16 ربيعا، وقد غادرت يوم الأربعاء الماضي منزل عائلتها، بمدينة وهران، نحو "وجهة مجهولة" يرجح أنها إحدى الدول الأوروبية، عبر قوارب الموت.
عودي يا كوثر
والد الفتاة المكلوم قيناد محمد صرّح للصحيفة -وهو يذرف دموع الحسرة- قائلا: "فقدت طعم الحياة بعد فقداني لكوثر، البنت المطيعة والطيبة، التي لم تفارقني لحظة، وفضلت العيش معي بعد انفصالي عن والدتها، لكن اليوم الصدمة كبيرة ورجائي كبير في أن تعود إلي وأحضنها وأقبل جبينها، عودي يا كوثر أبوك يتعذب".
وبحسب تصريحاته للصحيفة الجزائرية فقد تركت الفتاة والدها الذي كانت تعيش معه في ظروف عادية، وبحسب المعلومات التي بحوزته والتي استقاها من مصادر من البحرية الجزائرية، فإن حالة البحر لم تستقر منذ أكثر من أسبوع ويستحيل أن يخرج أي قارب.
وفاتحا باب الأمل بعودة ابنته، يقول قيناد محمد إنه "إذا خرج أي قارب سيظهر على الرادار ويتم رصده، مما يؤكد أن كوثر لا تزال في عداد المنتظرين لغاية استقرار الطقس، وهو ما يعد بصيصا للأمل وفرصة من أجل استرجاعها، خاصة أن صورتها نشرت عبر كل المراكز الأمنية عبر التراب الوطني".
ويأمل والد الفتاة أن يملي ناظريه بعودة ابنته المراهقة إلى حضنه، فهل تجري الرياح بما يشتهي قلب الأب والأم المكلومين، ويأتي بشير من البحر بما ينهي الحزن الكبير في وهران الجزائرية؟