المنامة- معا- أحيت سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، في مقرها بالعاصمة البحرينية المنامة، الذكرى الـ74 للنكبة الفلسطينية، وافتتحت سجل تعازي بالشهيدة شيرين أبو عاقلة التي اغتالتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين.
جاء ذلك بحضور معظم السفراء العرب على رأسهم عميد السلك الدبلوماسي سفير المملكة الاردنية الهاشمية رامي العدوان والعديد من السفراء المعتمدين لدى البحرين منهم سفراء كل من الولايات المتحدة الامريكية والمانيا الاتحادية وتركيا وروسيا وباكستان وسريلانكا وبنغلاديش وماليزيا وإندونيسيا وسلطنة بروناي، وبنغلادش.
وحضر عن مملكة البحرين وزارة الخارجية ممثلة برئيس قطاع الشؤون العربية السفير أحمد الطريفي، وعن مجلس النواب رئيس اللجنة البرلمانية الدائمة لمناصرة الشعب الفلسطيني النائب أحمد العامر، وعن مجلس الشورى رئيس لجنة حقوق الإنسان، النائب أحمد الحداد، وعميد السلك الدبلوماسي العربي سفير المملكة الاردنية الهاشمية رامي العدوان، وسفير جمهورية مصر العربية، ياسر شعبان الذي القى كلمة السفراء في البحرين، ووكيل وزارة الإعلام البحرينية محمد بحر، ونقابة المحامين البحرينية، النقيب حسن احمد بديوي، ورؤساء مجالس البحرين، ورؤساء الجاليات العربية والمقيمة وعدد من أبناء من الجالية الفلسطينية في البحرين ووزراء وشخصيات اعتبارية.
وكان لحضور وفد فريق وأعضاء رابطة مشجعي هلال القدس القادمين من فلسطين الوقع والأثر الكبير على الحضور الكبير المتواجد في الفعالية حيث استقبلوا الوفد بحفاوة كبيرة.
وفي كلمة البحرين أكد السفير أحمد الطريفي خلال كلمة وزارة الخارجية على تضامن مملكة البحرين التام ودعمها لقضية الأمة العربية المركزية القضية الفلسطينية ودعمها لجميع حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في تقرير المصير وحقه في العودة وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمبادئ القانون الدولي ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وشدد السفير الطريفي أن السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق دون التوصل إلى حل عادل لمشكلة فلسطين، ونيل الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، بما في ذلك الحق في العودة، والحق في الاستقلال، والسيادة الوطنية، وفقاً لما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية. وأضاف"إننا في مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، نجدد موقفنا الثابت والداعم لحق الشعب الفلسطيني الشقيق، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، داعين المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته السياسية والقانونية، وفتح آفاق جادة لعملية السلام العادل والشامل على أساس مبدأ حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وضرورة احترام الوصاية على المقدسات والأوقاف التي يتولاها جلالة الملك عبدالله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، واحترام حرية ممارسة الشعائر الدينية للجميع، وأهمية دور لجنة القدس برئاسة جلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية الشقيقة.
وأشار إلى أن مملكة البحرين تدعم المساعي التي تبذلها دولة فلسطين الشقيقة للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وتعزيز مكانتها القانونية والدولية، وتجسيد استقلالها وسيادتها على أرضها المحتلة، لافتا إلى أن مملكة البحرين تتطلع إلى تحقيق هذا الهدف في المستقبل القريب، بإذن الله.
من جانبه تقدم رئيس اللجنة البرلمانية لمناصرة الشعب الفلسطيني بمجلس النواب، النائب أحمد العامر، بأحر التعازي للشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية في أعقاب الجريمة البشعة باغتيال الصحفية شيرين أبوعاقلة التي لم يسلم حتى جثمانها وهي محمولة على أكتاف الفلسطينيين من الإعتداء الوحشي، وتعرض مسيرة تشييع جنازتها للعنف غير المبرر.
وأكد أهمية عدم التعرض للإعلاميين وكل من ينقل الصورة الحقيقية للأحداث أينما تكون، والحفاظ على سلامتهم وعدم إقحامهم أو استهداف حياتهم بهذه الصورة البشعة،
مشيرا إلى أننا نجتمع اليوم لإحياء الذكرى الـ74 للنكبة الفلسطينية والتي تعد من أشـد المآسي الإنسانية والتي ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا بعد تشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني لخارج دياره ونزوح داخلي واسع النطاق وهروب مئات الآلاف من الفلسطينيين من الدمار الذي حل بقراهم الفلسطينية نتيجة الحرب.
وأضاف أن وقوفنا اليوم معكم هو وقوف مع قضيتنا جميعاً ودعم عملية السلام وحقوق الشعب الفلسطيني ورفض أي سياسات وإجراءات عدائية ضده، وأهمية بذل المساعي والجهود لإيجاد حل عادل وشامل يؤمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مؤكدا أن مشاركته جاءت تعبيرا عن الدعم الكبير لهذه القضية التي تعايشنا معها منذ الصغر ونحلم باليوم الذي نرى فيه الشعب الفلسطيني ينعم ببلاده بأمن وأمان.
بدوره استشهد رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى أحمد الحداد بما أكده العاهل البحريني خلال لقائه الممثل الشخصي للرئيس محمود عباس، من موقف البحرين الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، والمؤيد لكافة المساعي الرامية لتحقيق سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط وضمان حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.
وأعرب الحداد عن تأييد ومساندة مجلس الشورى لجهود حكومة مملكة البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، التي تقوم بها خلال اجتماعات مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والأمم المتحدة عند مناقشة القضية الفلسطينية، والتطلع لأن تصبح منطقة الشرق الأوسط واحة أمن وسلام واستقرار.
من جانبه أكد سفير جمهورية مصر العربية ياسر شعبان، خلال كلمة عن الفاء المعتمدين لدى البحرين، أن النكبة كانت واحدة من أسوأ مآسي التهجير والتنكيل في تاريخ البشرية، حيث عانى الشعب الفلسطيني من بعدها ويلات القمع وجراح الظلم، بينما يستمر أبناءه وبناته في النضال ساعين إلى يوم ترد فيه المظالم ويعود أبناء فلسطين إلى أراضيهم، واصفا اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة بالانتهاك الصارخ لقواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني وتعديا سافرا على حرية الصحافة والإعلام، معربا عن تعازيه لأبناء الشعب الفلسطيني، متمنيا الشفاء العاجل للصحفي علي السمودي، وشدد على ضرورة وحتمية إجراء تحقيق شامل يفضي إلى كشف الحقائق والوصول إلى الجاني وتحقيق العدالة الناجزة.
ونوه السفير شعبان بدور مصر التاريخي في الدفاع عن فلسطين حيث قدمت مصر الشهداء من أبنائها وسعت – ولا تزال – إلى تحقيق السلام العادل والشامل الذي يرد الحق لأصحابه ليتحقق التعايش السلمي والرخاء والتنمية، مؤكدا أن القضية الفلسطينية تتصدر شواغل ومهام الدبلوماسية المصرية، ودعا لحشد الجهود الدبلوماسية لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينية "الأونروا" وحث كافة الدول المانحة على الوفاء بتعهداتها وزيادتها حفاظا على الدور المحوري للمنظمة.
وأشار السفير المصري إلى جهود البحرين ومصر في تعزيز ثقافة التسامح والتعايش مبينا أن العرب لم يكونوا يوما دعاة حرب أو ممارسي تمييز عنصري، وقال إن القضية الفلسطينية مرتبطة باستقرار المنطقة، وأن موقف القيادات العربية وفي مقدمتهم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس عبدالفتاح السيسي، يأتي داعما لجهود الدولة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس الرامية إلى الحفاظ على الهوية وحماية القضية من الاختطاف.
وفي كلمة فلسطين أكد سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين خالد عارف ان هذا الاحتلال الغاشم يمارس منذ 74 عام البطش والتنكيل والقتل والهدم بحق الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى انه حوالي 636 بلدة وقرية تم تدميرها بالكامل وتهجير ما لا يقل عن مليون فلسطيني في عام 1948 والذي أصبحوا الآن حوالي 7 ملايين فلسطيني موزعين في المخيمات الفلسطينية وفي دول الشتات في العالم، منوهاً أن شعبنا قدم أكثر من 120 ألف شهيد سقطوا على درب الحرية من أجل استقلال فلسطيني وبمواجهات مع المحتل الاسرائيلي، مؤكدا ان الشعب الفلسطيني لن يستسلم ولن يرفع الراية البيضاء وسيظل يناضل بكافة أشكال المقاومة التي تقرها الشرعية الدولية ويقدم التضحيات حتى ينال دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها الابدية القدس، مشددا ان جميع القرارات الخاصة بفلسطين والصادرة عن الأمم المتحدة منذ عام 1948 حتى الأن لم تلتزم بها إسرائيل وتضرب بها بعرض الحائط تحت سمع وبصر المجتمع الدولي الشاهد على تسويف ومماطلة اسرائيل وارتكابها لكافة انواع الارهاب المنظم والفصل العنصري بحق شعبنا.
وقال السفير عارف مستشهداً بكلام الرئيس محمود عباس"لا يعقل ان يكون الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد في العالم الذي لم ينل حريته واستقلاله حتى اليوم"، مؤكدا اننا سنظل مستمرين في النضال والمقاومة الشعبية، معربا عن ثقته في أن هذه النكبة لن تطول وان أعلام فلسطين سترفع على مآذن وكنائس القدس، مؤكدا أن فلسطين جزء لا يتجزأ من الامة العربية والإسلامية وأن الامة العربية والإسلامية لن تتخلى عن فلسطين، لافتا الى ان القيادة الفلسطينية الشرعية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس أبو مازن على تواصل دائم مع كل الاشقاء العرب.
وشدد السفير الفلسطيني أن اغتيال الصحفية شيرين أبوعاقلة جاء عن عمد من قبل الإسرائيليين، متسائلا الى متى العدالة الدولية ستبقي هذا الكيان فوق القانون وتكيل بمكيالين، متجاهلة استهداف الإحتلال لشعبنا وآخرها اغتيال شيرين أبو عاقلة وداوود الزبيدي ووليد الشريف، مقدما التعازي لعضو المجلس الثوري الأسير زكريا الزبيدي وعائلته المناضلة التي قدمت الوالدة والابن والحفيد شهداء فداء لفلسطين وهذه العائلة البطلة التي تجسد نضال العائلة الفلسطينية المنقطع النظير، منوها ان وحشية الاحتلال تطال الكل الفلسطيني حتى الشهداء منهم حيث أُصيب 71 شخصا، أحدهم مسعف، بجراح متفاوتة، فيما اعتُقِل العشرات، خلال اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيليّ على المشيعين في القدس المحتلّة خلال اقتحامها للمقبرة التي دُفِن فيها جثمان الشهيد وليد الشريف.
وتوجه السفير عارف بالتعازي لأبناء شعبنا القيادة الفلسطينية والسيد الرئيس محمود عباس واسرة وزملاء شيرين ابو عاقلة في قناة الجزيرة، بوفاة فارسة الكلمة شيرين ابو عاقلة كما توجه بالتحية لارواح الشهداء جميعا الاكرم منا جميعا والى الاسرى القابعين في سجون الاحتلال خلف القضبان، والى وفد فريق ورابطة مشجعي نادي هلال القدس القادمين من فلسطين و يشاركونا هذه الفعالية، مؤكدا أن الفرج لقريب جدا وقد أقيمت الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها الابدية القدس الشريف،
وشكر السفير الفلسطيني الجهات الرسمية والشعبية التي حضرت للمشاركة في إحياء ذكرى النكبة والتعزية في شيرين ابو عاقلة كما شكر أعضاء السلك الدبلوماسي ووزارة الخارجية البحرينية مؤكدا بان شيرين ابو عاقلة ستبقى ايقونة الإعلام الفلسطيني وستبقى حية في قلوب شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية وكل الشعوب الداعمة لحقوقنا الوطنية، كيف لا وهي التي كانت تفضح الاحتلال وممارساته العنصرية والقمعية تجاه شعبنا وتصدح بالحقيقة في وجه هذا الاحتلال الغاصب من القدس الى جنين الى رام الله الى الخليل ونابلس وغزة وشعبنا الفلسطيني ينتظر العدالة والمحاسبة وأهل جنين والقدس وبيت لحم وكل شعبنا بانتظار محاسبة القتلة والمسؤولين عنهم في محاكم العدل الدولية.
وتوجه السفير عارف بالتحية الى وزارة الخارجية البحرينية ولمجلسي النواب والشوري، وبالتحية والتقدير لمملكة البحرين مليكا وحكومة وشعبا لوقوفهم ودعمهم لفلسطين وللحق الفلسطيني حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهذا الحق الذي يؤكده ملك البحرين دائما.