رام الله- معا- وقعت 72 مؤسسة اهلية تنضوي في اطار شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية واخرى من غير الاعضاء فيها على مدونة سلوك خاصة بمشاركة النساء، والشباب، والاشخاص ذوي الاعاقة في صنع القرار داخل مؤسسات المجتمع المدني جرى العمل عليها خلال الستة اشهر الماضية بمشاركة ممثلين عن المؤسسات المختلفة ضمن منهجية تشاركية عقدت خلالها العديد من اللقاءات، والانشطة والورش جرى نقاش تعديلاتها وصولا لاقرارها، واطلاقها للتوقيع في رام الله قبل ظهر اليوم الاثنين .
وجرى خلال حفل التوقيع مناقشة العديد من التوصيات المرتبطة بتعميم ثقافة احترام حقوق الفئات الاجتماعية المهمشة بما فيها الفئات التي تشملها المدونة، والعمل على ترجمة الوثائق والبرامج المختلفة لخطوات عملية تعكس سلوك فاعل داخل هذه المؤسسات، لمدى الالتزام تجاه الحقوق الاساسية لهذه الفئات، والعمل على ايجاد ارادة سياسية لتغير وتعديل القوانين والانظمة وفقا لمتطلبات العمل التي تضمن هذه الحقوق، ووضعها موضع التطبيق بشكل ملزم انسجاما مع القوانين المحلية والدولية .
واستعرض المستشار معتصم زايد منهجية اعداد المدونة والاطار المفاهيمي الذي بنيت عليه اضافة لفلسفتها المستوحاة من تجرية العمل الاهلي مشيرا لاعتماد مرجعيات حقوقية من مختلف القوانين ذات العلاقة على المستوى المحلي ومثيلاتها دوليا بما فيها الاتفاقيات التي انضمت اليها دولة فلسطين منذ العام 2014 واهمية العمل على الهياكل التنظيمية للمدونة ومن خلالها معالجة الثغرات في البرامج والمشاريع، وعمل الهيئات العامة وتحويلها لسياسات واجراءات على مستوى الموارد البشرية، ودوائر الضغط والمناصرة، وبناء شراكات واضحة وبناء المعرفة التي تقود لقواعد سلوك تفعل حقوق هذه الفئات داخل المؤسسات ارتباطا بالقيم، وتعزيز مبادئ المساءلة داخلها، وتعتمد المدونة 24 مبدا ضمن بنودها من الاهمية ان تنعكس على شكل اجراءات محددة ضمن نظام محفزات وعقوبات بعد المصادقة عليها، وتصيح نافذة وموجبة للجميع باعتبارها اداة تعزز العمل داخل منظومة القيم التي تؤمن بها المؤسسات الاهلية ولوائحها التنفيذية .
وافتتح الحفل بكلمة ترحيبية لسناء شبيطة عضو اللجنة التنسيقية للشبكة اكدت فيها دور الشبكة الاساس الذي تولي فيه اهمية للعمل على كل المستويات من اجل ضمان حقوق هذه الفئات التي تشملها المدونة، واهمية تنسيق كافة الجهود خصوصا في الوقت الذي تتعرض فيه مؤسسات المجتمع المدني لتضيق الخناق عليها ضمن سياسات تمويل مشروطة، وهو ما يتطلب العمل ضمن الامكانات المتاحة لمواصلة دور المؤسسات في خدمة قضايا المجتمع الفلسطيني ودعم صموده ووجوده بما في ذلك تعزيز مشاركة النساء، والشباب، والاشخاص ذوي الاعاقة في كافة المجالات .
فيما اشارت اشارت انتصار حمدان عضو اللجنة التوجيهية جهة الاشراف على المدونة في كلمتها لمحاور العمل المختلفة التي واكبت عمل اللجنة، والنقاشات التي خاضتها في سبيل انضاجها وتعديلها حتى ترى النور من اجل العمل مع هذه الفئات ليس كمستفيدين، وانما ادراجها في مناطق صنع القرار، وتعزيز الرقابة في تمثيل هذه الفئات، واعتبرت ان المدونة هي بمثابة وثيقة داخلية تتضمن القيم والمباديء التي تحدد مجموعة من المسلكيات التي تحتاج الى خطة متابعة والتزام كونها عملية تقيم ذاتية ايضا لمدى التجاوب والتقيد ببنودها على صعيد المؤسسة، وعملها اليومي وتوفير البيئة المشجعة التي تصب في اهداف المدونة وتطبيقها .
واثيرت خلال الحفل عدة مداخلات ونقاشات لممثلين عن المؤسسات المشاركة تركزت حول اهمية التنسيق مع الجهات الحكومية لتطبيق المدونة على الصعيد الرسمي، وتبادل الخبرات والتجارب في هذا المجال اضافة لوضعها موضع التطبيق العملي داخل المؤسسات الاهلية، وقامت بادارة النقاش خلال حفل اطلاق المدونة من الشبكة صابرين عموري .