أريحا- معا- بحضور عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية- رئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم أ.د علي زيدان أبو زهري، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس مجلس أمناء جامعة الاستقلال اللواء د. توفيق الطيراوي، وقع أمين عام اللجنة الوطنية- رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة "الإيسيسكو" د. دوّاس دوّاس، ورئيس جامعة الاستقلال أ.د صالح خليل أبو أصبع، اتفاقية لتمويل مشروع "أبواب القدس- مدينة الله" الذي سيتم تنفيذه من خلال فرقة جامعة الاستقلال للفنون الشعبية، وذلك ضمن المنحة التي قدمتها جمهورية العراق الشقيقة لدعم التراث في مدينة القدس الشريف، بإشراف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو".
وتم التوقيع ظهر اليوم الثلاثاء، بمشاركة أعضاء مجلس الأمناء ونواب رئيس الجامعة وطاقم اللجنة الوطنية، وذلك في مقر جامعة الاستقلال بمدينة أريحا.
وفي كلمته قدم أ.د أبو زهري جزيل الشكر لجمهورية العراق الشقيقة على هذه المنحة التي جاءت في وقت هام لتعزيز صمود أهلنا في القدس الشريف وللحفاظ على الهوية الثقافية المقدسية، والتي وضعت ضمن الأولويات الوطنية للشعب الفلسطيني، وقال: "إن العراق رغم المسافة الجغرافية يعتبر نفسه جزءا من القضية الفلسطينية لا سيما حضور العراق في الوعي الفلسطيني المعاصر، وفي البعد التاريخي، ويستمر العطاء والانتماء العراقي الذي نراه في قبور الشهداء العراقيين في حرب 1948 و1967 في جنين ويعبد وغيرها من المناطق الفلسطينية، فتميزت سياسة العراق تجاه فلسطين بالثبات دائماً."، متمنيا أن تكون هذه الاتفاقية مساراً يضيء تعاونا مستمرا ومثمر.
وأكد أ.د أبو زهري أيضا، على أهمية هذه المشاريع التي تستهدف العاصمة القدس وأسوارها وأبوابها، لتقف أمام الانتهاكات الإسرائيلية والتصعيد المستمر والتعديات التي يمارسها المستوطنين بشكل يومي، ليحاكي هذا المشروع الواقع ويُبرز دور المشهد الثقافي عن طريق الفن المقاوم، من خلال عمل فيه الابتكار والإبداع في تنفيذ النشاطات الثقافية، من خلال التعبير الدرامي المترجم على شكل سيناريو وعمل استعراضي فريد من نوعه، مشيدا بما قامت به جامعة الاستقلال من بداية تأسيس فرقتها وما قدمته من مساهمات ثقافية مقدرة خلال سنوات عملها.
ومن جانبه أشار اللواء الطيراوي إلى الرسالة الوطنية والمسؤولية المجتمعية التي تضطلع بها الجامعة نحو أبناء شعبنا، فهي تسعى بكل مكوناتها وطلبتها وكوادرها إلى الالتحام مع الشارع الفلسطيني، إيماناً منها بأهمية تعزيز النسيج والموروث الثقافي، وترسيخ مقوماته لدى الأجيال المقبلة التي يقع على عاتقها حماية الخارطة الوطنية من النهر إلى البحر.
وبدوره، ثمن د. دوّاس جهود الجامعة وإنجازاتها التي جعلتها تحظى بهوية مستقلة متخصصة في عالم التعليم العالي، وما قدمته فرقتها من مساهمات ومشاركات ثقافية قيّمة في مختلف المحافل العربية والدولية، موضحاّ ضرورة توثيق التراث المقدسي بشكل خاص والفلسطيني بشكل عام، وفق الرؤى والاتجاهات الدولية المعاصرة والحديثة، وما تقوم به اللجنة الوطنية الفلسطينية من عملية اتصال وتشبيك مع المؤسسات الوطنية والمنظمات الدولية ذات العلاقة بالتربية والثقافة والعلوم؛ بغرض توطين ممارسات حماية التراث الفلسطيني، ليجوب العالم بأسره في أفضل صورة ممكنة، علما بأن هذا المشروع وما سينتجه من أعمال سيتم عرضه على المستوى المحلي والدولي.
وفي سياق متصل، رحب أ.د أبو أصبع بالحضور في رحاب جامعة "الكل الفلسطيني"، لافتاً إلى أن هذا المشروع الحيوي يرمي إلى تكريس "القدس" عاصمة أبدية عبر إطلالة مشرقة على حضارتها وبواباتها، والتركيز على أهمية التراث غير المادي في ظل همجية الكيان الصهيوني، وغطرسة الاحتلال ومحاولاته المستمرة لطمس معالم الرواية الفلسطينية.
وخلال الزيارة، تباحث الجانبين الأوضاع التربوية والثقافية والعلمية في فلسطين، كما تم عرض فيلم تعريفي يتناول الحياة الجامعية على الصعيدين الأكاديمي والعسكري، كما تم اصحطاب الوفد الضيف في جولة ميدانية لمرافقها ومنشآتها، فيما شملت الزيارة اجتماعا لبحث سبل تعزيز التعاون ما بين اللجنة الوطنية وجامعة الاستقلال من خلال مشاريع وأعمال يمكن تنفيذها بشكل مشترك.
ويذكر أن مشروع "أبواب القدس- مدينة الله"، يستند إلى أحد الفنون الجديدة التي أدخلتها فرقة جامعة الاستقلال على مجموعة أعمالها، المتمثلة ب"المسرح الاستعراضي الراقص"، بهدف تسليط الضوء محلياً وعربياً ودولياَ على القدس ومكانتها التاريخية والوطنية، من خلال استعراض شامل لحقبتها التاريخية وأبوابها السبعة، وتتطلع الفرقة إلى إنتاج عمل فني ودرامي إيحائي، يجسد كل مقومات الوجود الفلسطيني في مدينة القدس.
وسيمتد العمل الاستعراضي لـ60 دقيقة يتخللها ألحان منوعة بأشعار وحوارات غنائية تمثيلية، واستعراضات راقصة وأزياء وديكور، صممت خصيصاً من أجل تلبية سيناريو العمل، لترسم قصصاً وحكايا بعبق الماضي والحاضر والمستقبل.