لاول مرة تاريخيا- الحياة البرية تسجل رسميا وبالتوثيق عش زوجية للقلق الابيض في فصايل اريحا

اريحا-معا- سجلت امس جمعية الحياة البرية في فلسطين من خلال باحثيها رسميا عش زوجية لطائر اللقلق الأبيض /أبو سعد Ciconia ciconia- White Stork المهاجر من اوروبا الى فلسطين، ولاول مرة بعد ان قامت بتسجيل عشه في العام الماضي في نفس الموقع ،ولكن اليوم وبهذه الصور المرفقة استطاعت الجمعية ان تلتقط لعش الزوجية الجديد على هذه الارض المباركة وللسنة الثانية على التوالي ولكن بصورة موثقة من خلال طائرة التصوير"الدورون" التي قادها المصور نضال الاطرش لتوثيقه بأعلى مستوى من التقنية وتثبيت صورة الام مع صغيرها في العش اثناء احتضانه واطعامه.
هذا التسجيل الذي تقوم به الجمعية هو جزء من مواصلتها للعمل الدؤوب الذي بدأ منذ عام 1999 وحتى هذه اللحظة في توثيق الحياة البرية وتنوعها الحيوي في فلسطين من: نباتات، طيور، حيوانات وحتى الزواحف.
ويعتبر هذا التسجيل هو فريد من نوعه فقد راقبت الجمعية هذا الزوج من طيور اللقلق الابيض ولمدة سبع سنوات بعد ان لاحظ باحثوا الحياة البرية من بداية بناء عش الزوجية ولكن خلال العام الماضي وهذا العام فقد تم التفريخ وتربية الصغار بعد ان فشل الزوجين من تربية صغارهما نظرا للتحديات التي مروا بها.
وكما عقب عماد الاطرش المدير التنفيذي للحياة البرية والذي قاد عملية المراقبة للسنوات السبع الماضية، بأن ومن خلال هذه الصورة تدخل فلسطين ومن خلال منظمتها الاهلية" جمعية الحياة البرية في فلسطين" وباحثيها تاريخ العالم الحديث بتسجيل اول زوجين من طيور اللقلق الابيض في مراحل "الغزل وبناء العش ووضع البيض وتفقيس البيض وخروج الصغار وتربيتها " ومن ثم عودتها الى بلادها الاصلية مع التركيز بان هذين الزوجين اصبحا بهوية فلسطينية وكذلك صغارهما وبجنسية ايضا فلسطين ومنحمها الاقامة الدائمة، حيث تعتبر الان طيور اللقلق مفرخة في فلسطين وانتقلت من مرحلة الطيور المهاجرة الى الطيور المقيمة.
ولزيادة المعرفة عن اللقلق الابيض فهو طائر من الطيور الخواضة ذات الأرجل الطويلة التي تنتمي لفصيلة اللقلق، لون ريشه أبيض تماما إلا نهاية أطراف أجنحته فهي سوداء بينما الساقان والمنقار فهما أحمرا اللون. وهو طائر ضخم يصل طوله إلى 100-125 سم ويصل طول جناحه إلى 155-200 سم والوزن يصل إلى 2.3 -4.5 كجم. وهو من الطيور المهاجرة القوية
اللقلق الابيض هو من اللواحم، ويتغذى على مجموعة واسعة من الطيور الصغيرة و الثدييات الصغيرة من الحشرات والزواحف والبرمائيات والأسماك. والمواد الغذائية أغلبها من الأرض، وتجمع من النباتات القصيرة داخل غطاء وكذلك المياه الضحلة. ويعيش بمفردة ولا يكون رابط مع شريك طوال الحياة. ويبني اللقلق سواء كان ذكرًا أو أنثى عشه من العصى (الأعصاء)، وبعد سنوات من الاستخدام يصبح عشًا كبيرًا.وتضع أنثى اللقلق أربع بيضات مرة واحدة في العام، ويخرج صغارها في نفس اللحظة من البيض بعد 33-34 يوم. ويقوم الزوجان بحضانة وتربية صغارهم معًا، وينفصل الصغار عن العش بعد خروجهم من البيض ب58-64 يوم.

اللقلق الابيض من الطيور كبيرة الحجم نسبيا ، وبالرغم من أنه يتعرض الى مخاطر تهدد حياته على المستوى العالمي وخاصة من الممارسات الزراعية او الصيد الجائر كان سابقا غير مهدد بالانقراض ولكنه الان مهدد بالانقراض على المستوى الدولي وخاصة وفق تقديرات الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة IUCN وانه من الطيور التي تنظم له حملات لحمايته من من قبل شركاء مؤسسة( البيرد لايف انترناشيونال) Birdlife International ومقرها في كامبردج /بريطانيا ولها افرع في الاقاليم العالمية ومنها للشرق الاوسط في الاردن حيث تلتزم دول هذه المنطقة من خلال الشركاء الوطنيين للبيرد لايف بتطوير طرق حماية ونشر الوعي البيئي الخاص به او بالصيد المستدام.

يتواجد في الطبيعة بإعداد كثيرة في موسم هجراته الربيعية والخريفية من اوروبا الى افريقيا عبر فلسطين والمنطقة، حيث يقيم في البلاد عدة أسابيع بل عدة أشهر أحيانا في اشهر الخريف والشتاء في عدة مناطق في الضفة واهمها مكب زهرة الفنجان /جنين وفصايل شمال اريحا واريحا المدينة والمنيا شرق محافظة بيت لحم .

كما يشاهد في الحقول الزراعية بمجموعات كبيرة في معظم مناطق فلسطين(الضفة الغربية وقطاع غزة والمنطقة باسرها وسجلت الحياة البرية في العاشر من شهر ايلول من عام 2000 كمية لا تقل عن عشرين الف طير في يوم واحد، وفي هذا العام ايضا سجل بعشرات الالاف في عدة مناطق.

حين تشاهد طيرانه في السماء فانه يقوم بحركات جميلة خاصة به سواء كانت عشوائية أو منظمة، وكما يرتفع إلى مسافات عالية نوعا ما ويستغل حركة الهواء الساخن الصادر من الارض ليحلق في السماء من دون اية حركة مجهدة له في الرفرفة وبذلك يحلق في السماء بحركاته المميزة والتي من الممكن ان يسافر بها الى مسافات طويلة قد تصل الى اكثر من الف كم في اليوم واكثرمثال على ذلك اذا سافر من البقاع في لبنان فانه يقطع المسافىة الى خليج البحر الاحمر في نفس اليوم ، ويسلك في كل هجرة له نفس الطريق الذي سلكها في العام الماضي او اذا استقر في منطقة معينة في خلال فصل الخريف فانه يبقى.لقضاء فترته في البلاد حيث يبدأ في العودة الى بلاده الاصلية مع بداية فصل الربيع او في اشهر اذار ونيسان حيث الكمية الهائلة وذلك بهدف التزاوج والتكاثر وتربية صغاره ومن ثم العودة الى طريق هجرته الاصلية من اوروبا الى افريقيا ذهابا وايابا واذا استقر لفترة الصيف في فلسطين كما سجلته الحياة البرية لسنوات عدة فان صغاره غير الناضجة هي التي تستقر في البلاد لحين بلوغها والعودة ثانية الى بلادها الاصلية.