استطلاعات الرأي الفلسطينية ضللت المخابرات الاسرائيلية وضللت حتى الامريكان
نشر بتاريخ: 10/03/2006 ( آخر تحديث: 10/03/2006 الساعة: 20:26 )
ترجمة معا - على جهاز المخابرات الاسرائيلية ان ياخذ العبرة الكامنة في فوز حركة حماس الساحق في الانتخابات الفلسطينية. في حال وضع هذا الجهاز اهتمامه في جمع المعلومات الاستخبارية حول الحكومات, الرؤساء والحكام العرب, رؤساء اركان الجيش والجينرالات حول
تاسيس قوات الجيش واقتناء السلاح, فان عليها الان ان تعير انتباهاً اكبر للجمهور العربي, الشارع العربي والاعلام .
لقد اقيم قبل اقل من عام فرع في جهاز الاستخبارات الاسرائيلي, واسمي بفرع "العرب والاسلام". كما يبدو سينحصر ويقتصر على مجال الابحاث. ليس على جهاز الاستخبارات ان يكون خبيرا في مجال استطلاعات الراي في العالم العربي, لكن عليه ان يفحص طرق جمع المعلومات من جديد, وكذلك ما يسمى "تحديد اخبار ضرورية" وهو تحديد المواضيع المهمة حسب سلم اولويات معين.
لقد ادى نجاح حماس الى صدمة كبيرة في اسرائيل, وبالتالي الى الاحساس بان خدمات المخابرات الاسرائيلية قد فشلت, كما فوجئت ايران, سوريا, مصر, والاردن حتى اولئك الذين ينفذون استطلاعات الراى فوجئوا, ومعهم فوجىء العاملون في مجال الاعلام. حتى حماس فوجئت بفوزها.
قائد قسم المخابرات الاسرائيلي, الجنرال عاموص يادلين, كلف رئيس قسم المراقبة في جهاز الاستخبارات باعداد تحقيق خاص حول الموضوع. ان المسؤولية المعلوماتية تقع على كاهل قسم الاستخبارات, وبالمقابل فهي مسؤولية جهاز المخابرات العام.
الجسم الثالث في الجهاز يرتب الاجراءات في الاراضي المحتلة وهدفه مراقبة مجرى الامور في الجهة الفلسطينية وليست لديه اية مسؤولية " مؤسساتية".
ان من السهل متابعة التطورات اذ تواجدت وثائق عدة. لقد ابتدأت عملية سيطرة حماس منذ موت ياسر عرفات, الذي منع الحركة من المشاركة حتى في الانتخابات المحلية. لقد استغلت حماس ضعف محمود عباس ففرضت عليه الانتخابات" بطريقة الالوية" مقابل وقف اطلاق النار من جهتها, وفازت بهذه الطريقة في الانتخابات بعد ذلك.
لقد قال لي رؤساء جهاز الاستخبارات العسكرية اكثر من مرة خلال السنة الماضية, انه من المتوقع ان يتكون جهاز سياسي ثنائي ( بين فتح وحماس).
كما قيل اوضح الكلام عشية الانتخابات الفلسطينية في عرض تقديرات جهاز المخابرات لوزير "الدفاع", شاؤول موفاز.
في هذا اللقاء لدى موفاز, قيل :"ان فوز حماس فوزا ساحقا في الانتخابات يظل عندنا ضمن التقديرات. قلنا في الاسبوع الماضي ان حماس ستحصل على 30%-50%. إن نسبة 50% من الاصوات هي بأعيننا فوز ساحق".
كما اضاف رؤساء الجهاز:"ان اغلب الظن هو ان تحقق حماس فوزاً ملحوظاً وتتوج كالفائزة, بينما ستكون فتح الخاسرة".
لقد قيل أيضا في تلك الجلسة ان "ابا مازن لن يستطيع ان يطبق خطته بعد الانتخابات". وكان هناك من قال ان " عمليات الارهاب ستقل اذا فازت حماس".
قبل الانتخابات قال جهاز المخابرات في اللقاء عند وزير "الدفاع"وايضا امام لجنة الخارجية والامن في الكنيست: ان على فتح ان تستيقظ لان قوة حركة حماس في تزايد مستمر: لن افاجأ اذا ما فازت حماس في الانتخابات.
على الحكومة الاسرائيلية ان تعرف انه لا يوجد سيناريو غير ممكن".
لقد جاء في تقرير قسم المراقبة في جهاز المخابرات:"على الرغم من العجز في بعض طرق جمع المعلومات, فان قسم الابحاث اشار على طول الطريق الى الازدياد في قوة حماس, والى انها ستحقق فوزاً كبيرا في الانتخابات, سيجعلها ذات دور مؤثر جداً في الساحة الفلسطينية, ولذلك نتائج ستؤثر على اسرائيل".
اذا لم تكن هناك مفاجأة فعلية من فوز حماس فما عساه يكون ذلك" النقص في طريق جمع المعلومات "؟او بكلمات اخرى, هذا النقص هو عمليا اخطاء المخابرات. لقد قدر جهاز الشاباك فوز حماس في الانتخابات, لكنه لم يتوقع عظمة الفوز وقوته.
مع ان قادته تحدثوا عن"نزول ابي مازن عن الحلبة بعد فوز حماس", فانهم لم يتوقعوا فوزاً دراماتيكيا كهذا.
خطا الشاباك الاخر كان نشر استطلاعات الرأي الفلسطينية ( التي ضللت حتى الامريكان) بدون تحفظ او حذر ولم يفسرها كما يجب.
بقلم زئيف شيف - محلل عسكري اسرائيلي في صحيفة هارتس