معا- لا يمر يوم إلا وتطفو واحدة من قضايا المرأة على قائمة أهم الأولويات التي يجري مناقشتها محلياً ودولياً، وهو ما انعكس على السينما باعتبارها الوسيط الذي يعكس اهتمامات الجمهور.
ولكن بالنسبة لزيد أبو حمدان مخرج فيلم “بنات عبد الرحمن”، فقد كانت الفكرة تسكن رأسه منذ أكثر من 7 سنوات، وخروجها إلى النور في الوقت الحالي كان لصالح الفيلم، لينطلق على الشاشات بوقت أصبحت فيه الأسئلة عن أوضاع ومشكلات المرأة في العالم العربي أكثر وضوحاً وإلحاحاً.
الفيلم الذي تنطلق عروضه في دور العرض العربية والمحلية يقدم معالجة درامية ذكية لشخصيات من وحي الواقع منتقدا فيه تنميط المجتمع لصورة معينة للمراة ويحاول كسرها من خلال بطلات فيلمه.
يقول زيد أبو حمدان “كوني أكبر أشقائي الأربعة جعلني أفكر وبعمق ماذا لو كُنا أربع شقيقات؟ عندها أدركت أن هذا الموضوع يجب مناقشته بصراحة وشفافية.
قدمت فكرتي عن عائلة تتكون من أربع شقيقات ووالدهن من خلال معالجة بعنوان نوستالجيا كنت قد بدأت في كتابتها عام 2009، والتي تحولت لاحقاً إلى فيلم بنات عبد الرحمن”.
أشقاء وشقيقات لكنهم لا يعرفون الكثير عن بعضهم البعض، ويتوقف التشابه بينهم عند الاسم في بطاقة الهوية، ربما هذه ليست الحالة الأولى في العصر الحديث، لقد رأينا هذه القصة وتابعناها عشرات المرات، ولكنها فكرة درامية لا يمكن اعتبارها “موضة قديمة” أو شيء يتخطاه الزمن.
وهو ما استغله المخرج والمؤلف زيد أبو حمدان عند رسمه لشخصيات الشقيقات الأربع في أحدث أفلامه بنات عبد الرحمن، ليصنع مزيجاً درامياً مليء بالكوميديا التي تنبع من تنافر شخصياتهن عندما يجتمعن سوياً بسبب ظرف قاهر.
شقيقات ولكن مختلفات
يدور بنات عبد الرحمن حول أربع شقيقات مختلفات تضطرهن الظروف للعودة إلى منزل العائلة بعد سنوات من انعزالهن عن بعض لحل لغز اختفاء والدهن المفاجئ.
ولكن رحلة البحث السرية تكشف لهن أسراراً جديدة، والمزيد من علامات الاستفهام. وانطلق الفيلم مؤخراً في العديد من دور العرض السعودية، وفي الكويت وقريباً يصدر في باقي الدول العربية.
رسم أبو حمدان “مربع”، عرض من خلاله أغلب مشكلات النساء في العالم العربي، فكل واحدة من الشقيقات الأربعة تمثل جزءً من العقبات التي تواجهها المرأة، فشخصية “زينب” التي تنطلق من عندها الأحداث، تعاني من قمع المجتمع لموهبتها ورغبتها في معايشة شعور الحب، وعندما تصطدم برد فعل عنيف من محيطها الاجتماعي تقرر التنازل عن حياتها لتعيشها في ظل العناية بوالدها المريض.
الشقيقة الثانية، “آمال”، يفرض عليها المجتمع نوعاً من الوصاية الدينية، وتحاول طوال الوقت ألا تجعل ابنتها تقع تحت وطأة ما تعانيه، فتحارب مساعي زوجها لتزويج ابنتهما القاصر. و”سماح” التي تعاني أيضاً مع زواج فاشل تستمر فيه فقط لأجل المال، في مقابل تضحيتها بإشباع رغبتها في التمتع بحياة زوجية سعيدة.
أما شقيقتهن الصغرى “ختام” فقد اختارت حل الهروب من كل ذلك وتعيش حياتها وفقاً لاختياراتها في مكان بعيد عن عائلتها وكل من يعرفونها.
مع تطور الأحداث وتقارب أضلاع المربع، تدرك الشقيقات أن بإمكانهن تحقيق خلاصهن سوياً، من خلال مشكلة كل واحدة منهن، تجد الحل عند الأخرى، وربما ذلك هو الحل الذي يطرحه زيد أن المرأة يمكنها أن تجد المساندة والدعم من امرأة أخرى.
يدور بنات عبد الرحمن حول أربع أخوات مختلفات تضطرهن الظروف للعودة إلى منزل العائلة بعد سنوات من انعزالهن عن بعض لحل لغز اختفاء والدهن المفاجئ.
ولكن رحلة البحث السرية تكشف لهن أسراراً جديدة، والمزيد من علامات الاستفهام. وانطلق الفيلم مؤخراً في العديد من دور العرض السعودية، وفي الكويت وقريباً يصدر في بقية الدول العربية.
معالجة واقعية
في “بنات عبد الرحمن” يقدم زيد “بروفايل” فريد لكل شخصية من بنات عبد الرحمن، نبدأ الفيلم مع “زينب” خياطة الحي التي تعتني بوالدها المريض متخلية تماماً عن حياتها وطموحاتها، وذلك في غياب شقيقاتها الثلاث الأخريات، ثم بعد ذلك نتعرف على “آمال” التي يبدو ظاهرها التدين والتزمت، ولكنها في الواقع تعاني من وصاية المجتمع عليها. و”سماح” المرحة المتأنقة، وأخيراً “ختام” التي قررت البحث عن حياتها وحريتها في مكان بعيد عن عائلتها.
وصف كل شخصية يجعلنا ندرك أن كل واحدة منهن تقف على النقيض من الأخرى، كأنهن أقطاب متنافرة، وذلك الاختلاف هو ما خلق العداء بينهن، وعلى صعيد بناء الفيلم يولد هذا التضاد حالة من الكوميديا، تجعل العلاقات بين الشخصيات حيوية ولا يمكن توقعها تطوراتها. مثلاً: ماذا يحدث عندما يلتقي التزمت بالتحرر؟ والتأنق بالتقشف؟ من أتت من عالم واسع مليء بالاحتمالات بمن التزمت ببيت العائلة وحدود مجتمعها؟ وهكذا في كل لحظة من الفيلم هناك تطور مثير في الأحداث.
الفيلم من تأليف وإخراج زيد أبو حمدان، وبطولة صبا مبارك، فرح بسيسو، حنان الحلو، مريم الباشا، خالد الطريفي، إنتاج Pan East Media (صبا مبارك وآية وحوش).
وشارك في الإنتاج كل من Lagoonie Film Production، والشبكة العربية للإعلام، وويكا للإنتاج والتوزيع، وتتولى شركة MAD Solutions مهام توزيع الفيلم في العالم العربي.