رام الله- معا- أكد المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" أن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، تقع الآن في قبضة المستوطنين وكل من هو في فلكهم من أقطاب الحركة الارهابية الصهيونية وهذا ما عبر عنه العدوان الاسرائيلي الذي يتعرض له شعبنا وأرضنا ومقدراتنا وتراثنا ومقدساتنا المسيحية والاسلامية، وهو عدوان في منتهى الوحشية ويمثل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية تقوم بها كل منظومة الحكم في إسرائيل بشكل منسق وممنهج من أجل توسيع وتكريس احتلالها للأراضي الفلسطينية ضاربة عرض الحائط بكل الأعراف والقوانين والقرارات الدولية،
وقال المكتب السياسي لـ "فدا" والذي توقف في اجتماع مطول له أمام تطورات الأوضاع السياسية والميدانية فلسطينيا وعربيا وإقليميا ودوليا، إنه والحالة هذه لا يمكن التعويل البتة على أية عملية سياسية مع كيان الاحتلال، كما لا يمكن المراهنة على تدخل أمريكي في وقت تواصل فيه الادارة الأمريكية انحيازها السافر لإسرائيل ودعمها غير المحدود لها بينما تمارس الضغوط على القيادة الفلسطينية وتبقي على سياساتها وإجراءاتها المعادية لشعبنا ولم تطبق أي شيء من الوعود التي قطعتها خصوصا فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن وتكتفي بترديد مواقفها المعهودة بشأن التزامها بحل الدولتين ومعارضة الاستيطان دون اتخاذ أي إجراء عملي واحد على هذا الصعيد.
وأضاف المكتب السياسي لـ "فدا" أن كل أشكال العدوان الاسرائيلي المشار إليه والدعم الأمريكي السافر له والردود الغربية الخجولة إزاءه وضعف مواقف النظام الرسمي العربي والاسلامي وتخاذل وتواطؤ أنظمة التطبيع المعروفة لم ينل من عزيمة شعبنا الذي خرج عن بكرة أبيه على امتداد فلسطين التاريخية وفي المقدمة منها القدس وتصدى لاعتداءات قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين وسطر من جديد ملحمة بطولية أعادت للقضية الفلسطينية صورتها ومكانتها التي تضعضعت في الآونة الأخيرة لأسباب عدة أهمها الانقسام الذي وقع عام 2007.
وشدد المكتب السياسي لـ "فدا" أنه لم يعد مقبولا، ولا مبررا، هذا الانتظار الرسمي الفلسطيني في اتخاذ إجراءات تكون بمستوى التضحيات التي يقدمها شعبنا، ولا بمستوى العدوان الاسرائيلي غير المسبوق الذي يشن عليه، وقد أدخل ذلك النظام السياسي الفلسطيني في حالة خطيرة من الشلل سحبت نفسها على منظمة التحرير الفلسطينية ولجنتها التنفيذية وباقي مؤسساتها وألقت بظلال من الشك على جدية القرارات التي اتخذتها خصوصا فيما يتعلق بالقطع مع اتفاق أوسلو وقطع كل أشكال العلاقة مع كيان الاحتلال.
وطالب المكتب السياسي لـ "فدا" بعقد اجتماع عاجل للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة الأخ الرئيس أبو مازن وباتخاذ جملة من الاجراءات لإعادة تطوير وتفعيل دور المنظمة في مقدمتها احترام دورية انعقاد مؤسساتها وخاصة اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني والمجلس المركزي والعمل فورا على تنفيذ القرارات الفلسطينية المتعلقة بالقطع مع أوسلو وإنهاء كل أشكال العلاقة مع كيان الاحتلال وفي المقدمة وقف ما يسمى "التنسيق الأمني" ووقف العمل باتفاق باريس الاقتصادي. كما طالب بالعودة إلى صيغة اجتماع الأمناء العامين للفصائل وعقد هذا الاجتماع بشكل عاجل لوضع استراتيجية سياسية وكفاحية فلسطينية جديدة تستنهض الأوضاع الفلسطينية وتهني الانقسام الفلسطيني وتوسع من دائرة المقاومة الشعبية الباسلة التي يخوضها شعبنا وتنوع من أشكالها وتزيد من فعاليتها بما يرفع من الفاتورة التي ستتكبدها إسرائيل نتيجة استمرار احتلالها وعدوانها.
هذا وأكد المكتب السياسي لـ "فدا"، والذي تناول في اجتماعه عددا من الأمور الداخلية والتنظيمية للحزب، أنه سيبقى حريصا على وحدة منظمة التحرير الفلسطينية ولن يقبل أي مساس بدورها ووحدانية تمثليها لشعبنا في أماكن تواجده كافة وسيعمل مع باقي فصائلها من أجل إعادة تفعيل دور المنظمة ودمقرطة مؤسساتها وضمان قيامها بكل المسؤوليات الملقاة على عاتقها بما في ذلك تجاه أبناء شعبنا في الشتات.