رام الله-معا- أكدت وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي أن بلادها تحترم وتدعم حل الدولتين وأنها على استعداد لمواصلة مساعيها الدبلوماسية من أجل تحقيق ذلك.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجرته الوزيرة جولي، اليوم الخميس، مع وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، جرى خلاله تبادل الآراء والتطلعات لتعزيز الحوار والتنسيق السياسي بين البلدين.
وعبرت وزيرة خارجية كندا، خلال الاتصال، عن رفض بلادها للتوسع الاستيطاني المستمر على أرض فلسطين وعن قلقها إزاء تصعيد وتيرة العنف في الأشهر الماضية، خاصة في القدس، مؤكدة أن كندا تطمح لأن يكون هناك استقرار في الفترة المقبلة.
بدوره، شكر الوزير المالكي نظيرته الكندية على الاتصال ورحب بمسعاها للعب دور إيجابي في المنطقة، كما أطلعها على آخر التطورات على الأرض ودعاها لزيارة فلسطين في أقرب فرصة ممكنة، الأمر الذي أكدت أنه ضمن أولوياتها للفترة المقبلة.
وتحدث الوزير المالكي عن أهمية احترام الوضع القائم في القدس قبل الإجراءات التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي الذي يخلق واقعا قمعيا جديدا يوميا لفرض الهيمنة الإسرائيلية ولتقويض الوجود الفلسطيني، الأمر الذي يخالف الوضع القانوني للمدينة ويشكل عقبة حقيقية أمام تحقيق حل الدولتين.
وأشار الوزير المالكي بوجه الخصوص إلى أهمية العودة للوضع القائم في المسجد الأقصى قبل 22 عاما، حيث إن حكومات الاحتلال المتعاقبة سعت لتغيير القيود المفروضة على العبادة في المسجد الأقصى تدريجيا على مدار تلك الأعوام.
وأضاف أنه في حين أن المواقع الإسلامية والمسيحية في القدس كانت دائما تحت الوصاية الأردنية، أصبح الاحتلال يقيد دخول المصلين المسلمين بشكل متعمد ولا يقيد دخول المستوطنين المنتمين لليمين المتطرف الذين تنتهك طقوسهم الوضع الراهن السابق وتنتهك حرمة المكان المقدس.
ودعا المالكي نظيرته الكندية إلى استخدام مساعيها الحميدة من أجل وقف هذا الانتهاك الخطير والعودة للوضع القائم في المسجد الأقصى، احتراما للوضع القانوني للمدينة المقدسة ومن منطلق أهمية وقف الاستفزازات التي تؤدي إلى دورة جديدة من العنف وعدم الاستقرار.
كما تحدث عن الاغتيالات المستمرة بحق شعبنا، حيث إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أعطى الضوء الأخضر لجيشه من أجل استهداف وقتل كل ما هو فلسطيني، وطالت هذه الاغتيالات اليومية أطفالنا وشيوخنا وصحفيينا، دون محاسبة.
وسلط الضوء على ضرورة إجراء تحقيق ذي معايير دولية واضحة في اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، مؤكدا "أننا لن نقبل بتحقيق مشترك مع دولة الاحتلال وإنما سنكون أول الداعمين لأي تحقيق دولي"، داعيا كندا لأخذ دور فعال في هذا التحقيق.
وفي ملف الاستيطان، أكد المالكي أهمية أخذ موقف دولي حازم يستند للقانون الدولي، حيث إن استمرار حكومة الاحتلال في توسيع سياستها الاستعمارية يقوض من فرص تكريس دولة فلسطينية قابلة للحياة.
وفي نهاية الاتصال، اتفق الوزيران على استمرار هذه الاتصالات وأهمية التنسيق بينهما في المرحلة المقبلة.