الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

شاهين: المثقفين الفلسطينيين سخروا قدراتهم وابداعاتهم لإبراز الرواية والهوية الوطنية

نشر بتاريخ: 16/06/2022 ( آخر تحديث: 16/06/2022 الساعة: 22:57 )
شاهين: المثقفين الفلسطينيين سخروا قدراتهم وابداعاتهم لإبراز الرواية والهوية الوطنية

الخليل-معا- قال فهمي شاهين عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، ان: الثقافة في فلسطين شكلت وما زالت، أحد ميادين وأشكال مجابهة المشاريع الاستعمارية للاحتلال، وفي مقدمتها مجابهة الرواية الصهيونية التي بنيت على تزوير التاريخ وتشويه الحقائق، وإبراز اليهود كشعب له ثقافته الجامعة واعتبار فلسطين وطن قومي لهم، في مقابل إنكارهم لوجود الفلسطينيين كشعب له هوية وثقافة وتراث، مؤكداَ أن المثقفين الفلسطينيين، وبالاستناد إلى القيم والهوية الانسانية والوطنية لهم ولشعبهم، وإلى الحجج المعرفية والعلمية، اضطلعوا بدور بارز وهام، لا يقل عن فعالية أي دور آخر في مواجهة مشاريع وجرائم الاحتلال والرواية الصهيونية، وتفنيد مزاعمها.

جاء ذلك خلال ندوة ثقافية تحت عنوان "دور المثقفين الفلسطينيين في النضال الوطني والإنساني"، عقدت في مساء اليوم في مدينة الخليل بدعوة من الرابطة العربية للآداب - فرع فلسطين، وأدارتها رئيستها الشاعر أسمى وزوز.

واستعرض شاهين في الندوة أهم المراحل التي اضطلع بها المثقفون بأدوار هامة وبارزة في مسيرة النضال الفلسطيني عقب النكبة عام 1948 وفي اعقاب الاحتلال عام 1967، وكذلك في مرحلة الانتفاضة الشعبية الأولى التي اندلعت أواخر العام 1987، وأبرز أشكال المقاومة الثقافية بتعبيراتها المختلفة، إن كان ذلك بالرواية والكتابة القصصية أو بالشعر أو بالدراسات والابحاث المختلفة، أو بالمقال والعمل الصحفي وبالفن التشكيلي والمسرح والسينما وغيرها من الحقول، مشيراَ ان المثقفين الفلسطينيين إن كان داخل الوطن أو خارجه في مواقع الشتات، سخروا قدراتهم وابداعاتهم للدفاع عن الرواية والهوية الوطنية، وعن الثقافة الانسانية، وفي مجابهة حالات اليأس والاحباط العام وعدم الاستسلام للأمر الواقع، ولصالح رفع همم ومعنويات الشعب، مؤكداَ ان هذا هو الأمر الطبيعي للثقافة الملتزمة بقضايا الوطن وقيم التحرر والحرية، وهو ما أسهم بشكل كبير في الحد من الهجرة والنزوح وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في أرضه، وفي الانخراط بمقاومة الاحتلال بأشكال ووسائل متعددة في مراحل وساحات مختلفة.

وفيما استعرض شاهين أبرز رواد الثقافة الوطنية والتقدمية خلال العقود السبعين الماضية من مسيرة نضال الشعب الفلسطيني، تناول كيف ناصبت دولة الاحتلال العداء للثقافة والمثقفين الفلسطينيين وعملت على استهداف انشطتهم وتدمير ومصادر انتاجهم وحتى استهدافهم الشخصي، من خلال ارتكاب العديد من جرائم الاغتيال والتصفية الجسدية بحقهم، إلى جانب اعتقال وتعذيب آخرين، وحتى الابعاد والنفي خارج الوطن، وملاحقة كل كلمة وصوت وصورة وكل انتاج يعبر عن القضايا والهموم والمشاعر الانسانية والوطنية، مستعرضاَ في هذا المجال عشرات الأمثلة الحية عن هذه الاستهدافات والملاحقات.

وفي ختام ندوته، تناول شاهين أبرز المعيقات والتحديات الماثلة أمام الثقافة والمثقفين الفلسطينيين، مشدداَ على ضرورة وأهمية إعادة الاعتبار لمكانة الثقافة في الحياة العامة الفلسطينية في المجالات كافة وعلى كل المستويات، وتوفير مقومات تحفيزية لإنتاجاتهم، وبيئة آمنة لتكريس حرية الفكر والرأي والتعبير.