بيت لحم- معا- لا أشعر بالأمان"، بهذه الكلمات عبرت الناشطة الأميركية "كالا والش" عن استيائها من المضايقات المتكررة التي تحدث لها في بيئة العمل بسبب موقفها الداعم للقضية الفلسطينية.
وغردت والش -وهي متطوعة في حركة مقاطعة إسرائيل- عبر حسابها على تويتر قائلة "لم أعد أشعر بالأمان بعملي لأن الصهاينة يضايقون صاحب العمل الذي أعمله لديه، وذلك بسبب نشاطي المؤيد لفلسطين".
وتواصلت وكالة "سند" للرصد والتحقق الإخباري مع الناشطة الأميركية، للوقوف على التفاصيل المتعلقة بالتهديدات التي تتعرض لها، وقالت والش "نشاطي تجاه القضية الفلسطينية بدأ عندما كنت أبلغ من العمر 15 عاما، وأول مرة تلقيت فيها تهديدا بالقتل في حياتي كانت العام الماضي، عندما شاركت في مطالبة السيناتور الأميركي إدوارد ماركي بالتدخل لوقف عدوان إسرائيل على غزة".
وشاركت كالا والش، في إحدى المبادرات المحلية بمدينة بوسطن في ولاية ماساتشوستس الأميركية، والتي أطلقها عدد من النشطاء لتحديد أسماء وعناوين الشخصيات والمؤسسات الداعمة لإسرائيل في المدينة بما يعرف باسم "مبادرة مشروع الخرائط".
وقالت والش "بعد اشتراكي في هذه المبادرة تحولت التهديدات التي تصلني إلى مستوى أكثر خطورة".
وأضافت "كل التهديدات التي أتعرض لها بشكل يومي؛ لا تقارن بأي شكل من الأشكال مع المأساة والعنف الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الإسرائيلي الذي يعتدي وهو يأمن الإفلاتَ من العقاب، ويقتل النساء والأطفال والصحفيين، مثل مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقة".
ووفقا لمنظمة "فلسطين القانونية" (Palestine Legal)، فإن المنظمات والمبادرات المطالبة بمقاطعة إسرائيل في الولايات المتحدة مثل حركة "بي دي إس" (BDS) تم تجريمها في أكثر من ولاية أميركية بحلول عام 2020.
وعلقت والش على هذا الأمر بقولها إن "القوانين ليست مبادئ ولا أخلاقيات، لا يهمني إن كانت مقاطعة إسرائيل عملا مجرّما، لا سيما أن حركات حقوق السكان الأصليين في أميركا كانت مجرَّمة، وحركات التحرر من الفصل العنصري في جنوب أفريقيا كانت يوما ما مجرَّمة".
دعم أميركي
وأشارت الناشطة الأميركية في حديثها إلى الدعم الأميركي لإسرائيل قائلة "إسرائيل تتلقى تقريبا 10 ملايين دولار يوميا من أميركا، وبدون هذا الدعم لما كان الاحتلال الإسرائيلي قائما حتى الآن".
وأضافت والش "أميركا لا تحترم حقوق الفلسطينيين وتدعم إسرائيل، لأن وجودها مهم لتحقيق أهداف سيطرة الإمبريالية الأميركية على الشرق الأوسط".
واختتمت والش حديثها برسالة تقول فيها "الاحتلال الإسرائيلي يسرق أموال دافعي الضرائب الأميركية ليقتل الأطفال، والنضال من أجل القضية الفلسطينية لا بد منه في ظل مواجهة الإمبريالية وسيطرة رأس المال، لذلك يجب علينا جميعا أن نسير على خطى المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي".
وقد قوبلت قضية كالا والش -التي أثارتها في أعقاب التهديدات والمضايقات التي تتعرض لها من مؤيدي إسرائيل- بتفاعل واسع على تويتر، وانقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض لموقف الناشطة الأميركية.
وعلقت الناشطة فاطمة كيرن برسالة تضامن مع والاش قائلة "أنا حزينة من أجلك، هؤلاء النرجسيون والمتعاليون اجتماعيا الذين يدعمون مستعمري الإبادة الجماعية يفضلون حرق العالم حرفيا على التعايش العادل مع الآخرين".
وعلى الجانب الآخر، تعرضت والش للانتقادات والهجوم من المؤيدين للاحتلال الإسرائيلي، وفق ما قالته الناشطة مالينا سافال "أنت لست مؤيدة لفلسطين، أنت معادية للسامية. إنهم ليسوا ولن يكونوا نفس الشيء أبدا".
وأضافت سافال أن "تعريض حياة اليهود للخطر بسبب "مشروع الخرائط" الذي يستهدف الأماكن التي يعيش فيها اليهود في بوسطن لا يساعد القضية الفلسطينية، أنت مراهقة وشخص جاهل بائس".