رام الله- معا- توج مركز التعليم المستمر في جامعة بيرزيت جهود عامين كاملين من تطبيق "لبنات التعلم المستقلة" في المدارس الفلسطينية بتخريج 100 معلم ومعلمة مؤهلين ليكونوا نواة انطلاق المدرسة الافتراضية الأولى في فلسطين وذلك يوم الأربعاء 15 حزيران 2022.
واعتبر د. أسامة الميمي، مدير وحدة الإبداع في التعلم/ بيرزيت هذا التتويج بمثابة خطوة أولى واسعة باتجاه إطلاق المدرسة الافتراضية الأولي في فلسطين واصفاً المرحلة الحالية "بمرحلة إنتاجية المعرفة" التي تشمل تصميم اللبنات وتدريب المعلمين وإطلاق المنصة التعلمية وإجراء الأبحاث والدراسات اللازمة لتقصي جودة ما تم تنفيذه استعداداً للمرحلة الجديدة التي تهدف إلى نشر وتعميم هذا النموذج على أكبر عدد ممكن من المدارس في فلسطين والمنطقة العربية.
خلال الملتقى، عرضت د. أسماء حمدان، مختصة تصميم التعلم في جامعة بيرزيت، نتائج "دراسة نموذج اللبنات المستقلة وتأثيرها على ممارسات المعلم وتفاعل الطلبة" حيث خلصت الدراسة إلى أن هناك "تأكيد واضح وبأغلبية" على جودة اللبنات من حيث التصميم البيداغوجي والتكنولوجي وتوافقها مع التوجهات التربوية الحديثة وانعكاسها على تطوير ممارسات المعلم. وأضافت أن أثر اللبنات كان واضحاً على نتائج التعلم للطلاب الذي طبقوا لبنات التعلم خلال العام الدراسي وزيادة دافعيتهم للتعلم لا سيما الطلاب الأقل تحصيلاً.
من جهتها قالت السيدة روحية سيوارد، مسؤولة البرامج في مركز بحوث التنمية الدولية IDRC، أن "لا وقت أفضل من هذا الوقت لتطبيق ونشر اللبنات المستقلة لا سيما وقد بدأت آثار كوفيد 19 بالظهور في كل العالم خاصةً فيما يتعلق بالنظام التعليمي". واعتبرت السيدة روحية أن اللبنات المستقلة التي ينفذها مركز التعليم المستمر في جامعة بيرزيت توفر منصة تعلمية ريادية مستقلة ومهمة جداً خاصة وأنها تتكامل مع المنهاج الدراسي في تغذية الرغبة بالتعلم بطريقة إبداعية ومحفزة لكل من افتقد هذه الفرصة نظراً للوباء أو لأي سبب آخر.
ووصف أ. محمد سلامة، نائب رئيس برنامج التعليم في الأونروا التجربة مع مركز التعليم المستمر في جامعة بيرزيت بالتجربة الغنية التي تتقاطع مع سياسات الأونروا وتطلعاتها. وأضاف سلامة أن تجربة التحول إلى المدرسة الافتراضية التي بدأت مع 60 معلم من معلمي وكالة الغوث قدمت للطالب بيئة محفزة لإنتاج المعرفة ووفرت للمعلم مسارات جديدة لممارساته داخل غرفة الصف تدعم مبدأ التعلم النشط والتعلم المدمج.
ووصف مروان ترزي، مدير مركز التعليم المستمر/ جامعة بيرزيت هذا البرنامج "بمشروع وطني صاغته عقول فلسطينية". وعبر ترزي عن أهمية تبني ونشر هذا المشروع من قبل صناع القرار في النظام التربوي الفلسطيني، إذ أثبتت الأبحاث والأرقام جدارته من حيث نتائج التعلم وزيادة الدافعية لدى الطلاب الذين تعرضوا للبنات التعلم مقابل مخرجات التعلم السيئة في النظام التقليدي والتي تزداد سوءً كل عام.
جدير بالذكر أن البرنامج تنفذه جامعة بيرزيت بالتعاون مع مركز بحوث التنمية الدولية (IDRC) وبالشراكة مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وقد استهدف 66 مدرسة من المدارس الخاصة ومدارس وكالة الغوث في القدس والضفة الغربية. فيما طبق اللبنات المستقلة أكثر من 1200 طالب وطالبة من الصفوف السابع حتى العاشر في مبحثي العلوم والرياضيات.