القدس- معا- نجا الشابان باسل راشد وعمار حجازي من موت محقق، بعد أن اعتدى عشرات المستوطنين عليهما خلال عملهما داخل "مستوطنة رامات أشكول" غربي القدس.
ورغم مرور أربعة أيام على الاعتداء إلا أن آثاره الجسدية والنفسية لا تزال واضحة، تختصرها عبارات يرددانها :"ضرباتنا قاتلة... كانوا بدهم يقتلونا..نجونا من الموت".
ويعاني الشاب باسل راشد من "ضربات الآلات الحادة والشفرات" على ظهره، وأوجاع بأطرافه وعدم القدرة على الحركة، أما الشاب عمار حجازي فيعاني من كسور باليد ورضوض مختلفة، أما الآثار النفسية لهذا الاعتداء فقد تستمر لفترة طويلة.
الشابان المقدسيان راشد وحجازي كانا يعملان في أحد شوارع مستوطنة "رامات اشكول" في دهان الشوارع قبل منتصف ليلة الجمعة، وفور بدء عملهما بإغلاق الشارع فوجئا بسيارة يقودها مستوطن قادمة من الاتجاه المعاكس، فحصل جدال بين المستوطن وبين الشاب حجازي، حيث ترجل الأول من مركبته، وتصاعد الجدال بينهما وازداد عدد المستوطنين، وسرعان ما جرى الاعتداء عليه وعلى زميله.
وأوضح الشاب راشد قائلا :"تجمع عشرات المستوطنين حولنا، فقمنا بفتح الطريق أمام سيارة المستوطن، ثم جاء أحد المستوطنين وبدأ يهددنا بإحضار العشرات خلال دقيقة للاعتداء علينا، فاتصلنا بالشرطة وتم إبلاغها بما يجري وطالبنا حضورها الفوري".
ويصف راشد المشهد بقوله :"مستوطنون تجمعوا من كل مكان، وبدأت الحجارة تلقى علينا، وشتائم وإهانات، ثم قاموا بمهاجمتنا بالضرب والدفع والآلات الحادة، وكنت أشعر بضربات متتالية على ظهري وارى الدماء تسيل مني، حيث كان المستوطنون يضربون ويهربون في كل الاتجاهات".
وأضاف راشد :"تمكنّا من الدفاع عن أنفسنا والتوجه الى مركبتنا وأسرعنا للخروج من الشارع، وخلال ذلك طلبت من عمار التوقف بسبب الأوجاع الشديدة في ظهري، ولم أكن اعرف ما سببها، ولدى رؤية عمار ظهري فوجئ وصرخ مذهولا".
وأشار الشاب راشد أن سيارة الشرطة لاحقتهما خلال هروبهما من المستوطنين، وبعد توقف عمار طالب أفراد الشرطة بالحضور الى السيارة ورؤية إصابته.
وتم نقل الشابان راشد وحجازي الى المستشفى لتلقي العلاج، فيما سوف تستمر المراجعات الطبية والعلاجات حتى الشفاء التام.
قدمت شكوى في الشرطة حول الاعتداء، ومنذ أيام والتحقيقات جارية "حسب أقوال الشرطة"، لم يكشف عن مجريات التحقيق وتطوراته حتى اللحظة، الأدلة متوفرة وأرقام مركبات المستوطنين مصورة، وكاميرات المراقبة منتشرة في شارع الاعتداء.. فهل سيتم اعتقال المستوطنين .. يتسأل راشد وحجازي؟