بيت لحم-معا- نظم معهد فلسطين لأبحاث الامن القومي ندوة بعنوان "انهيار الحكومة الإسرائيلية واحتمالات المشهد القادم"، تحدث فيها عضو الكنيست الدكتور سامي أبو شحادة والباحث المختص بالشأن الإسرائيلي الأستاذ عادل شديد، وذلك يوم الاحد الموافق 26/6/2022 ، وبحضور كادر المعهد ومهتمين من داخل وخارج فلسطين، وأدارها الباحث المشارك بالمعهد الأستاذ خليل أبو كرش. وأكد أبو شحادة وشديد أن انهيار الحكومة الاسرائيلية هو تعبير عن أزمة النظام السياسي المستعصية في دولة الاحتلال، وأن المطلوب فلسطينيا العمل على تعميق هذه الأزمة، وليس البحث عن إيجاد حلول لها، والاتفاق على استراتيجية نضالية فلسطينية تفتح آفاق جديدة لإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني، الذي ساعد ضعفه وتراجعه على وجود حالة إجماع بين الأحزاب الصهيونية على التمسك باستمرار الاحتلال والاستيطان.
وأكد الدكتور سامي أبو شحادة أن الخلافات القائمة بين الأحزاب والكتل المؤيدة والمعارضة لنتنياهو تتمحور حول شخص بنيامين نتنياهو، ولا تختلف بسبب طبيعة خلفيتها السياسية والآيديولوجية حول المشروع الاستعماري الاستيطاني اليميني المتطرف، الذي شكل حالة إجماع منذ سنوات في اطار استمرار سيطرة برنامج اليمين الإسرائيلي فيما يتعلق بالقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأضاف أبو شحادة ان الشرخ الديني العلماني في إسرائيل يتعمق والسياسة الحالية في إسرائيل باتت سياسة قبلية، ولكن الانشداد للمشروع الصهيوني سيحسم الخلافات بين معسكر اليمين لصالح هذا المشروع.
وشدد أبو شحادة على أن القائمة الموحدة خرجت عن الاجماع الوطني، وباتت تستثمر في قضايا خطيرة عبر دوائر طائفية تزيد من تفتيت المجتمع العربي عبر استخدام حدود الهوية التي تقدمها إسرائيل للعرب الفلسطينيين أصحاب البلاد الأصليين. وأشار إلى أن القائمة المشتركة ليست جزء من المعسكرات القائمة سواء المؤيدة او المعارضة لنتياهو، وانما تعمل في اطار مشروع سياسي يعبر عن مصالح غالبية المجتمع العربي، وأن التمثيل العربي في الكنيست يواجه تحديات، أولها رفع نسبة التصويت لدى فلسطيني الداخل والحفاظ ثانيا على حالة التوازن بين القضايا الوطنية والمطلبية اليومية وإن هنالك فرصة في حال إقرار خفض نسبة الحسم لتغيير شكل الخارطة السياسية في إسرائيل.
ومن جانبه أكد الأستاذ عادل شديد إلى ان نتنياهو أثبت على مدار سنوات انه شخصية محورية في المشهد الإسرائيلي، ولكن الازمة في إسرائيل ليست مرتبطة فقط بشخص نتنياهو وانما هناك حالة استعصاء سياسي وعدم استقرار في إسرائيل، وان المصلحة الفلسطينية ليس البحث عن حلول لهذا الاستعصاء وانما العمل على تعميق الازمة وديمومتها. وأشار شديد إلى أن الانقسام السياسي في إسرائيل وعمقه يتضحان اليوم بوجود قبائل سياسية بعد تراجع الأحزاب الكبيرة وتشرذمها وعدم قدرتها على حصد مقاعد في الانتخابات تسهل من مهمتها في تأليف حكومة، وأن الازمة السياسية الحالية سوف تستمر بسبب الانقسام المجتمعي اليهودي لقبائل من خلفيات متعددة سياسية واقتصادية واجتماعية واثنية، ولن يقود غياب نتنياهو بالضرورة الى حالة من الاستقرار وانما و لربما الى تصعيد في الازمات السياسية الداخلية التي تشكل مجموعة التناقضات السياسية والحزبية في داخل المجتمع اليهودي. أما عن مشاركة القائمة الموحدة بزعامة منصور عباس في الائتلاف الاسرائيلي الحاكم، فأشار شديد أن مشاركتهم لم تأت نتيجة ضغوطات من قواعد المجتمع العربي على الأحزاب العربية للتأثير اكثر في قضاياه الداخلية، أي تلبية لرغبات الجمهور العربي وفق ادعاءات الموحدة، وانما في اطار استخدامهم من قبل الساسة في إسرائيل لمواجهة خصومهم، وخدمة للبرنامج والمشروع الصهيوني.