واشنطن - معا- وجدت دراسة جديدة أن واحدا من كل 3 مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يعانون من مشكلة صحية بعينها.
وظهرت شبكات التواصل الاجتماعي منذ سنوات ليست بالقليلة، وتراكمت الدراسات وإجماع خبراء الصحة العقلية على أن التنقل المستمر بين هذه التطبيقات يمكن أن يؤثر سلبا على الحالة النفسية.
يُعرّف إرهاق مواقع التواصل الاجتماعي (Social Media Fatigue)، بأنه شعور شخصي بالتعب والإرهاق الجسدي والاستنفاد النفسي بسبب الحمل الزائد للمعلومات من أي شكل من شبكات التواصل الاجتماعي، ويظهر بما في ذلك عبر الشعور بالتعب وعدم الراحة والغضب والإحباط.
وأظهرت الدراسات في هذا المجال حتى الآن أن إرهاق وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى تقليل استخدام الشبكات الاجتماعية وحتى التوقف التام.
الآن بحثت دراسة جديدة للدكتور ايتسيك الفاسي من قسم العلوم السلوكية في كلية هداسا الأكاديمية الإسرائيلية في القدس في مدى انتشار الظاهرة بين مستخدمي فيسبوك والعوامل العاطفية والاجتماعية التي تنبئ بظاهرة إرهاق مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب موقع "healthy.walla".
شارك في الدراسة 294 مستخدما لفيسبوك في إسرائيل. تظهر نتائج الدراسة أن 34 في المائة من المستخدمين يعانون من التعب والإرهاق نتيجة استخدام فيسبوك بمستوى حددوه بأنه مرتفع أو مرتفع للغاية.
وأفاد 19 بالمائة من المستخدمين أن استخدام فيسبوك يجعلهم يشعرون بالتوتر والعصبية، وأفاد 42 بالمائة أنه حدث في الماضي أنهم شعروا أنهم بحاجة إلى استراحة من الفيسبوك.
وقال 31 بالمائة إن استخدام فيسبوك يستهلك الكثير من الطاقة العقلية و39 بالمائة يشعرون بالإرهاق إذا كانوا على فيسبوك لفترة طويلة دون توقف، وأفاد 35 بالمائة بأنهم يشعرون بالإرهاق إذا دخلوا في جدال طويل على التطبيق ذاته.
في الدراسة المنشورة في Cyberpsychology: Journal of Psychosocial Research on Cyberspace ترتبط البيانات الإضافية بتكرار استخدام فيسبوك، وهي مقلقة بشكل خاص وتفسر إلى حد ما التعب المقصود.
وأفاد 51 بالمائة من المشاركين في الدراسة أنهم يتصفحون فيسبوك لأكثر من ساعة في اليوم واعترف 64 بالمائة أنهم قاموا بتسجيل الدخول أثناء فصل دراسي أو جلسة عمل، وأفاد 40 بالمائة أنهم قاموا بتسجيل الدخول إلى فيسبوك عند الجلوس لتناول العشاء أو الغداء مع الأسرة أو الزوج، 52 في المائة عندما يتسكعون مع الأصدقاء، أفاد 84 في المائة من المشاركين أنهم تحققوا من فيسبوك قبل الذهاب إلى الفراش، و70 في المائة يتفقدون ما هو جديد على فيسبوك بمجرد استيقاظهم.
من هو المعرض لخطر إرهاق الفيسبوك؟
قال مؤلو الدراسة أنه كلما زاد شعور الناس بعدم الأمان بشأن العلاقات الشخصية، زادت مستويات التعب التي يتعرضون لها على فيسبوك.
وتكمن أسباب ذلك في حقيقة أن الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في العلاقات الشخصية ومن الصورة الذاتية المنخفضة وغير المستقرة، هم أكثر عرضة للانخراط في المقارنة الاجتماعية على الشبكات الاجتماعية ويشعرون بمزيد من الخوف من فوات الشيء "FOMO" (حالة عامة تدفع الأشخاص إلى الرغبة في أن يكونوا على اتصال دائم خوفا من فوات حدث ما لا يُشاركون فيه) نتيجة الاستخدام، مما يزيد بالنسبة لهم الإرهاق الجسدي والعقلي الناتج عن استخدام الشبكات الاجتماعية بشكل عام والفيسبوك بشكل خاص.