رام الله - معا- بدأت جامعة بيرزيت، اليوم الجمعة الأول من تموز 2022، احتفالاتها بتخريج الفوج السابع والأربعين من طلبتها من كليتي الحقوق والإدارة العامة والدراسات العليا، وذلك بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. محمود أبو مويس ممثلاً عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، ورئيس مجلس الأمناء د. حنا ناصر، ورئيس الجامعة د. بشارة دوماني وأعضاء مجلس الأمناء والجامعة والهيئة التدريسية وعدد من الشخصيات الفلسطينية، بالإضافة إلى الطلبة الخريجين وأهاليهم.
وفي كلمته، قال د. أبو مويس: "مساء جميل يزهو بكوكبة خريجين جُدد من نشامى وماجدات جامعة بيرزيت، حيث شرفني سيادة الرئيس أبو مازن حفظه الله بتمثيله في هذا الحفل الكريم، ولأنقل لكم تحياته ومباركته للخريجين وذويهم، كما أنقل تحيات ومباركة رئيس الوزراء د. محمد اشتية ومجلس الوزراء".
وأضاف وزير التعليم العالي: "في كل احتفال ومناسبة يتبارى المتحدثون عن تاريخ وتطور ومنجزات هذه الجامعة العريقة، أما أنا فأقول دعوا بير زيت تتحدث عن نفسها؛ فبعدها الإقليمي والدولي يتحدث عنها، وكذلك تصنيفها وأبحاثها المتميزة المنتجة، وقصص نجاحها، فأيها الخريج أن تعنون شهادتك باسم جامعة بيرزيت فهذا يكفيك فخراً".
وتابع أبو مويس: "لا يسعني في وسط هذا الصرح العظيم ومن قلب الجامعة إلا أن أقول مبارك لك يا سيادة الرئيس وأنت تقود المسيرة وسط الصعاب والتحديات، فاطمئن فجامعة بيرزيت نجمة مضيئة في سماء فلسطين، بتميزها الأكاديمي والبحثي وفي الريادة والإبداع والابتكار"، مضيفاً "مبارك لك يا دولة رئيس الوزراء، فالجامعة تسير على نهج الحداثة والعصرية والرقمنة التي تتفق ورؤيتك في مواكبة الثورة الصناعية الرابعة وحاجات سوق العمل، ونشيد بالواحة الديمقراطية واحترام الرأي والرأي الآخر في جامعة بيرزيت، وإن تعددت الآراء فالبوصلة واحدة، أنتِ يا فلسطين الدولة.. يا فلسطين السيادة والحرية وعاصمتك".
من جهته هنأ د. دوماني الطلبة بتخرجهم وتحديداً وصولهم اليوم لهذه المنصة رغم تحديات التعليم عن بُعد بسبب جائحة كورونا، وانتهاكات الاحتلالِ الممنهجةِ بحقِهم وحقِنا، والأزمات الداخلية التي تمكنّا من تخطيها بروحِ جامعة بيرزيت.
وأضاف: "في العام 1972، أي قبل خمسين عاماً، وقف الدكتور حنا ناصر، رئيس كلية بيرزيت في حينه، على منصة تخريجِ الكليةِ ليعلنَ أن مجلسَ الأمناءِ اتخذ قراراً بتطويرِ كليةِ بيرزيت إلى أربعِ سنواتٍ جامعيةٍ كاملة، ليتخرجَ طلبةُ الكليةِ بشهادة بكالوريوس. إن هذه الرؤيةَ الطموحةَ في سبعينياتِ القرن الماضي والمبنيةَ على الإيمانِ الحقيقي بالعلاقة الوثيقة ما بين البناءِ والتطوير المؤسساتي من جهة والدربِ الشاقِّ نحو التحرر، وتعزيزِ دورِ التعليمِ في بلورةِ هويةِ الشعبِ الفلسطينيِ ومقاومتهِ من جهةٍ أخرى، جاءت لتبنيَ مهمتَنا الأساسيةَ في جامعة بيرزيت، ألا وهي الاستثمارُ التراكُمي بالأجيالِ المتعاقبةِ من شباب فلسطين.
وتحدث د. دوماني عن تميز جامعة بيرزيت قائلاً: "إن ما يميز جامعة بيرزيت هو قدرتُها على إعادةِ إنتاجِ نفسِها وبناءِ المعرفةِ التي تتناسبُ والمتغيراتِ المحيطة، إضافة لتقديمِ المعرفة والعلم ضمن تجربةَ الشاملةَ للطلبةِ في جامعةِ تفتخرُ بأنها حاضنةٌ للفكرِ والعملِ الوطنيِ الديمقراطيِ التعددي، وخلقَ البيئةِ الملائمةِ لهذه التجربةِ مهمةٌ في غايةِ الدقةِ والحساسية، خاصةً في ظلِ الظروفِ المعقدةِ التي تعصفُ بالمجتمعِ الفلسطيني.
وأكد د. دوماني في خطابه على هوية الجامعة المبنية على ثلاث ركائز: التميز الأكاديمي، الالتزام الوطني، والتشبيك مع المجتمع.
وكانت ممارسات الاحتلال وانتهاكاته تجاه التعليم في فلسطين حاضرة في حفل التخرج، حيث استلمت ابنة لطالبة الأسير زكريا الزبيدي، والمغيب في زنازين الاحتلال شهادة تخرج والدها بتخصص ماجستير الدراسات العربية المعاصرة، فيما لم تستطع الطالبة كلارا العوض من غزة استلام شهادتها في تخصص ماجستير الدراسات الدولية، بسبب حرمان الاحتلال وصولها للجامعة للمشاركة في حفل تخرجها.
هذا وقدمت الطالبة في دائرة القانون آية عويضة كلمة طلبة البكالوريوس فيما قدمت طالبة ماجستير اللغة العربية وآدابها عزة اللحلوح كلمة طلبة الدراسات العليا، وأكدتا خلال كلماتهن على التأثير الإيجابي لجامعة بيرزيت على طلبتها وشخصياتهم، وأشادتا بالدور الوطني والتنموي الكبير لجامعة بيرزيت وأساتذتها، حيث تقوم برفد المجتمع بخريجين مؤهلين للعمل في المؤسسات المختلفة لخدمة الوطن.
وتخللت الحفل فقرة فنية قدمها طلبة برنامج الموسيقى. وفي نهايته، تم توزيع الشهادات على الخريجين، وذلك بعد موافقتهم على الالتزام بعهد الخريجين الذي قرأه رئيس الجامعة.
يذكر أنه قد جرى اليوم تخريج 744 طالباً وطالبة، فيما ستواصل الجامعة وعلى مدار الأيام الثلاث القادمة احتفالاتها بتخريج ما مجموعه 3026 من طلبتها من مختلف التخصصات.