الجمعة: 22/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نزهة قصيرة انتهت بتشتيت العائلة.. تفاصيل مؤلمة عاشها الزوجان عفانة وطفلتهما

نشر بتاريخ: 02/07/2022 ( آخر تحديث: 03/07/2022 الساعة: 11:18 )
نزهة قصيرة انتهت بتشتيت العائلة.. تفاصيل مؤلمة عاشها الزوجان عفانة وطفلتهما

القدس- تقرير معا-خلف مقطع الفيديو الذي قام بتصويره أحد المارة ومدته 30 ثانية فقط، للطفلتين يقين وسدين عفانة تبكيان داخل سيارة والدهما، تفاصيل مؤلمة وأحداثاً دراماتيكية، بدأت بنزهة قصيرة وانتهت بتشتيت عائلة، بجرّة قلم من محقق إسرائيلي وقوانين عنصرية.

يجلس الشاب أنس عفانة "24 عاماً" في منزله يتأمل ألعاب طفلتيه يقين "عام ونصف" وسدين "شهر واحد"..يهاتف زوجته "نزهة" بين الحين والآخر "مكالمة فيديو" لرؤيتهما، تتأملان شاشة الهاتف ولا تفهمان أن القوانين والحواجز والجدار تمكنا من تفريق والديهما، فهو يحمل الهوية الزرقاء المقدسية ويقيم في صور باهر وهما برفقة والدتهما التي تحمل هوية خضراء فلسطينية تقيم في عناتا، لعل قادم الأيام تأتي وقد اجتمع شملهم.

الشاب أنس عفانة يقضي يومه الثالث في منزله بمفرده حبيسا بين جدرانه، يقول أن القصة بدأت بنزهة وانتهت بإبعاد زوجته الى "عناتا حيث منزل والدها، وفرض عليه الحبس المنزلي لمدة 5 أيام، ومنع من قيادة مركبته لمدة شهر، مع دفع مبلغ 5 الآف شيكل غرامة.

وأوضح عفانة أنهم مرّوا بــ 6 ساعات دراماتيكية صعبة، حيث قال في لقاء معه :"خرجنا في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء من منزلنا في صور باهر إلى بيت صفافا لشراء الحلويات، وفي طريق "تلبيوت" اعترضت طريقنا مركبة لشرطة الاحتلال وطالبتنا بالتوقف، وبعد تحرير هويتي وهوية زوجتي وتفتيش السيارة، أخبروني بأن زوجتي التي تحمل هوية فلسطينية تعتبر مخالفة للقانون بدخولها مدينة القدس دون تصريح، وقاموا بمصادرة هاتفها المحمول ومفتاح السيارة".

وأضاف عفانة :"طلب الشرطي من زوجتي النزول من سيارتنا والتوجه الى مركبة الشرطة لان تواجدها في القدس غير قانوني، فحصلت مشادة كلامية مطولة بيني وبين أفراد الشرطة، وتم احتجاز زوجتي داخل سيارة الشرطة".

وتابع عفانة :"خلال ذلك كانت يقين وسدين تبكيان بشدة، فهما بحاجة لنا، لكني منعت من الاقتراب منهما، أما الوالدة وبعد عدة محاولات تمكنت من الخروج من سيارة الشرطة في محاولة لإسكاتهما، بشرط أن احتجز مكانها".

وقال :"ذهبت زوجتي الى سيارتنا ولكن الشرطي منعهما من حمل يقين وإرضاع سدين، كنت اسمع صوت بكاء ابنتي والجدال مع زوجتي فلم أتحمل ذلك وطالبت الشرطة باعتقالي واحتجازي مكان زوجتي وتركها للطفلتين لكن الشرطة رفضت".

وتحت التهديد بالاتصال بالشؤون الاجتماعية لأخذ الطفلتين في حال عدم حضور أحد من الأقارب لأخذهما، قال عفانة :"قمنا بالاتصال بأحد الأقرباء الذي جاء الى الموقع على الفور لأخذ يقين وسدين الى المنزل، وفور وصوله انطلقت سيارة الشرطة بنا، أما هو ففوجئ بأن مفتاح سيارتي محتجز مع الشرطة ليضطر اللحاق بها إلى مركز "موريا" ليأخذ المفتاح أما الطفلتين فبقيتا في السيارة برعاية المارة".

وبعد وصول الزوجين إلى مركز الشرطة، تم احتجازهما ثم حولا الى غرف التحقيق "كل على حده"، الزوجة تم تصويرها وأخذ بصماتها، وعلى الفور حولت بسيارة الشرطة الى معبر 300 "قبة راحيل" ومنعت من الاتصال بزوجها أو بأحد من أفراد عائلتها وبقي هاتفها وهويتها قيد الاحتجاز حتى وصلت الحاجز العسكري الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.

أما الزوج أنس وبعد انتهاء التحقيق معه ذهب الى الغرفة التي حولت اليه زوجته، ليبلغه الشرطي بأنها حولت الى الحاجز العسكري، فسارع برفقة صديقه – الذي جاء بعد انتشار مقطع الفيديو-، الى الحاجز العسكري للمساعدة.

من جهتها قالت نزهة عفانة :"ساعات من الخوف والرعب، خوف شديد على بناتي طوال الاحتجاز وأنا افكر بطفلتي سدين" شو راح تشرب" وكان قلبي على بناتي، وصلت الحاجز بعد منتصف الليل تم إحضار طفلتي وجاء شقيقي وذهبت الى منزل والدي في عناتا".

الزوجان عفانة بانتظار الإجراءات القانونية لتعود نزهة الى زوجها ومنزلها في القدس، ويلتم شمل العائلة من جديد، رغم انهما قدما "معاملة لم الشمل" منذ أكثر من عام وخلال انتظارهما الرد قرر المحقق تشيت العائلة.