بيت لحم- معا- يشعر الفلسطينيون بخيبة أمل كبيرة من الإدارة الأمريكية لعدم طرحها أية مبادرات سياسية لإطلاق عملية سلام أو تنفيذ وعودها بشأن القضية الفلسطينية وإلزام إسرائيل بالاتفاقيات الموقعة قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة.
وأعلن البيت الأبيض في وقت سابق أن الرئيس بايدن، سيصل إلى إسرائيل في 13 يوليو الجاري في زيارة تستغرق 40 ساعة، كما سيزور الأراضي الفلسطينية ويلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.
وطالب الفلسطينيون مراراً وتكراراً الإدارة الأمريكية على مدار الأيام الماضية بإعادة فتح القنصلية في القدس ومكتب منظمة التحرير في واشنطن ودعم موازنة السلطة الفلسطينية والضغط على إسرائيل للحفاظ على الوضع القائم في القدس ووقف إجراءاتها أحادية الجانب واحتجاز أموال الضرائب الفلسطينية.
وصاحب ذلك انتقادات فلسطينية للإدارة الأمريكية جراء صمتها إزاء تصاعد الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بالإضافة إلى عدم وفائها بأي من التزاماتها التي وعدت بها سواء خلال حملتها الانتخابات أو في اللقاءات والاتصالات الثنائية مع المسؤولين الفلسطينيين.
وأدى ذلك إلى إعلان الرئيس محمود عباس في أكثر من مناسبة بتنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني بتعليق الاعتراف بإسرائيل لحين اعترافها بدولة فلسطين على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ووقف الاستيطان ووقف التنسيق الأمني بأشكاله المختلفة.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رمزي رباح إن القيادة الفلسطينية عليها الذهاب إلى الخيارات البديلة بالتعاطي مع واشنطن وهذا كان محل تباين ما بين تطبيق قرارات المجلس المركزي باعتباره ورقة ضغط قوية فلسطينياً في وجه الإدارة الأمريكية أو انتظار زيارة باين والاستماع إليه.
وذكر رباح، أن هناك نقدا واسعا على مستوى اللجنة التنفيذية للمنظمة للإدارة الأمريكية وسياساتها وضرورة عدم الرهان على أي دور أمريكي فعلي في المنطقة خاصة أن الرئيس بايدن ومساعديه الذين قدموا للمنطقة لا يحملون أي مبادرة أو رؤية سياسية.
وتابع أن إسرائيل تصعد ممارساتها بحق الفلسطينيين دون أن تقوم الإدارة الأمريكية بأي خطوة جدية لوقف ذلك، ما يستدعي ضرورة الذهاب إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة لخلق مبادرة سياسية دولية بعيدا عن التفرد الأمريكي وتجاوزه.
وأشار رباح إلى أن جوهر زيارة بايدن إلى المنطقة ترتيب تحالف إقليمي على مستوى الشرق الأوسط لتأمين المصالح الأمريكية ومواجهة إيران ودورها بحجة أنه يهدد مصالح بعض الدول العربية.
وكان الفلسطينيون تأملوا خيرا مع قدوم بايدن إلى البيت الأبيض في يناير 2021 باتخاذ نهج مخالف من إدارة سلفه دونالد ترامب الذي عُرف بانحيازه التام لإسرائيل، وواجهت القضية الفلسطينية واقعا من التهميش على مدار 4 أعوام من حكمه، إلا أنه مع مرور الوقت اتهموه بالسير على نهجه.
واعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر 2017 ثم أطلق في يناير 2020 خطة سلام مثيرة للجدل معروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن"، في وقت رفض الفلسطينيون بشدة أي تعاطي مع الخطة وأعلنوا مقاطعة واشنطن بسبب ما اعتبروه تعديا كبيرا على الحد الأدنى من حقوقهم.
وفي هذا الصدد، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف إن الفلسطينيين "لا يتوقعون أي جديد من زيارة بايدن إلى المنطقة فيما يتعلق بتنفيذ الوعود الأمريكية إلا أنه سينتج عنها مزيد من الدعم لإسرائيل".
واستبعد أبو يوسف في تصريح لـوكالة الأنباء الصينية (شينخوا) أن تسفر زيارة الرئيس الأمريكي عن شيء إيجابي على صعيد القضية الفلسطينية، في ظل مزيد من الدعم لإسرائيل وما تقوم به من ممارسات بحق الفلسطينيين سواء مصادرة الأراضي أو هدم البيوت أو اقتحام المدن أو البناء الاستيطاني.
وتابع أبو يوسف أن القيادة الفلسطينية ليس لديها خيار سوى التمسك بالحقوق الفلسطينية والعمل على إنهاء الانقسام نحو وحدة وطنية شاملة والعمل على استنهاض الدول العربية نحو صحوة جادة بعيدا عن سياسة التطبيع المجاني مع إسرائيل.
وطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والتأكيد على قرارات الشرعية الدولية التي تضمن الحقوق الفلسطينية في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفرض المقاطعة عليه وعزله ووقف سياسة الكيل بمكيالين.
وغلب الإحباط واليأس لدى القيادة والشعب الفلسطيني بعد مرور نحو 29 عاما من توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل لإنهاء عقود من الصراع، فيما وصلت الأمور إلى طريق مسدود واستمر الاحتلال الإسرائيلي دون الحديث عن حقوق سياسية وطبيعية للشعب الفلسطيني.
يتطلع الفلسطينيون إلى إيجاد حل جدي وسريع في التعامل مع ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد سنوات من التهميش صاحب ذلك رفض الحكومات الإسرائيلية الجلوس على طاولة المفاوضات لإحياء عملية السلام.
ويؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة ((بيرزيت)) في رام الله غسان الخطيب، أهمية سماع الرئيس بايدن خلال زيارته إلى المنطقة للموقف الفلسطيني، قائلا إن هذا أفضل من غياب القضية الفلسطينية عن جدول زيارته.
وقال الخطيب لـ(شينخوا) إن المطلوب هو مضمون الطرح الفلسطيني في مثل هذا اللقاء، مشددا على ضرورة أن يكون قوياً ومتكاملاً ومستنداَ إلى الحقوق الفلسطينية الواضحة في قوانين الشرعية الدولية. (شينخوا)