رام الله- غزة- معا- أقام مكتب منظمة العمل الدولية في القدس والاتحاد التعاوني العام (GCU) وهيئة العمل التعاوني (CWA)فعالية للاحتفال باليوم الدولي للتعاونيات 2022 في الأرض الفلسطينية المحتلة. وقد أقيم الحدث تحت عنوان "إعادة البناء معا بشكل أفضل" بمشاركة وزير العمل الفلسطيني ومسؤولين من منظمة العمل الدولية وقادة التعاونيات الفلسطينية والمجتمع المدني وممثلين عن الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي.
تحت شعار "التعاونيات تبني عالمًا أفضل"، أظهر اليوم الدولي الـ100 للتعاونيات المساهمة الفريدة للتعاونيات في جعل العالم مكانًا أفضل. يصادف هذا العام أيضًا الذكرى العشرين لتوصية منظمة العمل الدولية رقم 193 بشأن تعزيز التعاونيات والذكرى العاشرة للسنة الدولية للأمم المتحدة للتعاونيات.
وأكد معالي وزير العمل الفلسطيني الدكتور نصري أبو جيش على: "أهمية القطاع التعاوني في تعزيز صمود المواطن الفلسطيني على أرضه وتمكينه من مواجهة كل الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال من حصار على شعبنا في شقي الوطن مما أكسب العمل التعاوني بعدا إضافيا. وتحقيق ذلك يستدعي تضافر كل الجهود لإحداث نقلة نوعية في العمل التعاوني وزيادة انتشاره ليغطي كافة القطاعات والمحافظات وخاصة المهددة بالاستيطان، ومضاعفة مساهمته في الناتج القومي الإجمالي، على أن تستمر الحكومة في دعم وتقوقة هذا القطاع بالخبرات وتطوير السياسات والأنظمة الناظمة لضمان استجابتة للاولويات الوطنية".
أقيمت الفعالية في إطار برنامج "الدعم التعاوني لفلسطين"، وهو برنامج تابع لمنظمة العمل الدولية يعمل على تعزيز التعاونيات الفلسطينية وريادة الأعمال الاجتماعية من أجل النهوض بالعمل اللائق والتنمية المستدامة في الأرض الفلسطينية المحتلة. برنامج الدعم التعاوني هو أحد مكونات برنامج "كن صاحب التأثير" ومدته ثلاث سنوات، والممول من قبل الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي.
وقال ممثل منظمة العمل الدولية في القدس السيد منير قليبو: "من اجل إعادة البناء بشكل أفضل ، نحتاج إلى إعادة النظر في هويتنا التعاونية ونوضح بأمثلة جيدة مساهمة التعاونيات الفلسطينية في تحقيق النمو والتنمية. نحن بحاجة إلى تفعيل الحوار حول القطاع التعاوني، كما وعلينا توثيق ومشاركة قصق النجاح مع شركائنا الثلاثيين ، وعلينا ايضا تعزيز وزيادة الشراكات متعددة الأطراف مع التعاونيات ، وتحسين طرقنا في ممارسة الأعمال التجارية بما يتلائم بقيم ومباديء التعاونيات ولا ننسى ضرورة احتضان التكنولوجيا داعمة لخلق بيئة مواتية تحاكي الجيل الجديد وتحثه على الانضمام إلى قطاع التعاونيات."
قدم الحدث الاحتفالي لمحة عامة عن مساهمة توصية منظمة العمل الدولية رقم 193 على مدى السنوات العشرين الماضية في توجيه التطوير القانوني والسياسي للتعاونيات الفلسطينية على أساس القيم والمبادئ.
تضمن الحدث مداخلات من شركاء منظمة العمل الدولية الرئيسيين وأصحاب المصلحة على المستويات الدولية والإقليمية والوطنية، الذين تبادلوا الممارسات الجيدة والدروس المستفادة حول دور التعاونيات في النهوض بالعمل اللائق والتنمية المستدامة.
وأكد والامين العام للاتحاد التعاوني العام في فلسطين السيد عز الدين ابو طه على "أهمية الدور المنوط بالاتحاد العام والاتحادات القطاعية لتمكين الجمعيات من أجل تحقيق طموحاتها بما ينسجم مع مبادئ ومفاهيم التعاون والأولويات الوطنية وتلبية احتياجات الأعضاء وتطلعاتهم المشتركة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية"، منوها إلى "دور التعاونيات كاقتصاد تضامني اجتماعي. ولتحقيق ذلك مطلوب دعم وإسناد هذا الاقتصاد لإحداث اختراقات في مجال مكافحة الفقر والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية."
كما وفر الحدث منصة لمناقشة ظهور كيانات أخرى إضافة للتعاونيات التي تستند إلى قيم ومبادئ مماثلة والتي تشكل جزءا من الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
وأشارت السيدة سيميل إسيم مديرة برنامج التعاونيات في منظمة العمل الدولية إلى أن: "مؤتمر العمل الدولي في دورته الـ110 اعتمد قرارًا واستنتاجات بشأن العمل اللائق والاقتصاد الاجتماعي والتضامني الشهر الماضي. وتشمل الاستنتاجات تعريفاً عالمياً للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، تم الاتفاق عليه من قبل الهيئات المكونة الثلاثية لمنظمة العمل الدولية. وتعد منظمة العمل الدولية الآن استراتيجية وخطة عمل على مستوى المكتب بناءً على هذه الاستنتاجات".
واستعرض المشاركون حالات عملية أثبتت فيها التعاونيات والكيانات الأخرى في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني مرونتها في خدمة أعضائها ومستخدميها والمجتمعات خلال جائحة كوفيد-19.
وقال رئيس مكتب الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي في القدس غولييلمو جوردانو: "منحت التعاونيات المجموعات الصغيرة والمهمشة مثل المزارعين القدرة على التنافس مع الشركات الكبيرة، ودعمها عبر تمكينها من الوصول إلى الإمدادات والمواد الخام والمعدات بتكاليف منخفضة. كما دعمت التعاونيات المزارعين في تسويق وبيع المنتجات، والوصول إلى الأسواق الدولية، والتحكم في الأسعار. كما يجب أن نأخذ في الاعتبار المقدرة القوية التي يمكن أن تتمتع بها التعاونيات لتوظيف النساء في فلسطين، حيث لا يزال هناك مجال لزيادة المشاركة والمساهمة الأساسية للمرأة في هذا القطاع."
وجرى الحدث في رام الله وغزة في آن واحد، وتم الاتصال بين الموقعين عبر المنصات الافتراضية.